صحَى .. عنَاد بعد ليله اشبه بالحلم وكان لوحده بمكانه وامّا ريمَا فكانت مستيقظه قبله بلحظات ومستغلّه كونه غارق في نومه وابتعدت عنه وسِيده توجهت لغرفتهَا ، اخذت شور سريع زي ماهي معتاده وصلّت فرضها وجهزّت نفسها تجهيز بسيط
امّا عنَادنا اللي يناظر حوله وماهو مستوعب تواجده ووحدته بهالمكان ،
خلل انامله لبين خصل شعره المبعثره وحركهّا بعشوائيه سحب جواله وسماعاته وقام من مكانه بخطوات غير متزّنه وصعد للطابق العلوي
..
خلال هالاثناء طلعت ريمَا على صوت خطواته وهو يصعد ، ابتسمت بخفُوت وهي تناظره لمّا اختفى عن انظارها وتوجهّت للمطبخ بروقان عاليّ
وزي ماهيّ متعوده تبدا صباحاتهَا بقهوتها المفضّله وهالمره خلتهَا ثنتين
واول ما جهزّتهم اخذتهم وطلعت .. وبعد ثواني من التردد الملحُوظ .. صعدت للطابق العلويّ
توجهّت لغرفته .. وضربت بأطراف رجلها على بابه بخفّه ما سمعت له صوت
وبعد ثواني طويله من الانتظار دخلت .. مررت انظارها حولهَا
واستغرت عيُونها على ملابسه المترُوكه بعشوائيه على سريره
ابتسمت بلطف وهي تتوجه لبلكُونة غرفته الجانبيه وتنزّل قهوته على الطاوله .. بينمَا بقت قهوتها بيدهَا
وهي تستند على حافة سلم البلكونه وتتأمل ماحولها من جمَال
الزاويه اللي لأول مرّه تتجرأ على التأمل من خلالها .. ارتشفت من قهوتها وهي تستمتع بلذاذتهَا بإبتسامه عذبه مريحه
سرحت في عالمهَا المريح للنظر من حولها ونست نفسها بأي غرقه موجوده ومع ميّن؟
..
بينمَا عنَادنا اللي اول ما طلع من الشاور استغرب من موجات البروده اللي لفحت وجهه والبعضّ من جسّده الشبه عاري
كونه رابط روب الاستحمام على جسمه بإهمَال
شتت نظراته حوله واتضّح له مصدر الهواء البارد .. تعقّدت حواجبه بغرابه لأنّه قبل لا يدخل للإستحمام كان مقفّلها بنفسه
توجه لناحيتها بمقصد تقفيلهَا وسرعان .. ما انجبر يتوقّف بمكانه من لمحها واقفه ومعطيته ظهرها ومستنده بيدها على حافة البلكُونه
ابتسم بداخله عليها .. وتراجع عن تقفيلهَا .. طاحت عينه على القهوه المتروكه خلفها وابتسم بعمّق
وكان بيتوجه لها لولا عيونه اللي سقطت على روبه وبيّنت له موضعه الغلط
وتراجع بخطوات خافته للخلف ..
سحب ملابسه وتوجه لغرفة التبديّل المخصصه ولبسهم بشكّل سريع ورجع لهَا
بعد ما رتّب نفسه وجفف خصلات شعره المبلله
وقّف خلفهَا تماما بعد ما سحَب قهوته اللي اصبحت اقرب للمذاق الدافي .. وهو يرتشف منهَا بكل هدُوء
ونطق بنبرته العذبه المعتاده ؛ صباح الخير
ما انتبهت عليّه وما سمعته كون نبرته كانت اقصر من المعتاد ومو مسموعه لهَا بسبب انجذابها التام بالسحر اللي حولها
تقدّم لحدهَا واستند بظهره مقابلهَا وطّل براسه عليها واللي سواه بدُون تركيز منه خلاها تفّزع وترتد بخطواتها للخلف بخوف لان كامل تركيزها ماكان معه ابداً
ناظرها بخوف وهو يثبّت ذراعها اللي ترتجف بفزع من حركته ونطق بنبره هاديه خافته؛ اسف ما كان قصدي اخوفك بس صبحّت عليك وحسبتك سمعتيني
ناظرته بتفهّم بعد ما استعادت توازنها بالكامل المفروض انها تكُون اعتادت عليه وعلى حركاته المفاجئه لكّن لحد هاللحظه مو قادره انها تعتاد ، ودايماً تفزع منه ومن ابسط شي يسويه
بينمَا هو نطّق بنبرة عتب واضحه وهو يحرر ذراعها من انامله ؛ كم قلنا وعدنا بإنّا اعتدنا على طريقتك بردّ الصباحات .. ليه البخّل يالريّم؟
ابتسمت غصبًا عنها من كلامه واظهرت ابتسامتهَا المعتاده واللي يعتبرها صبَاحه الوحيد والطريقه المحببه للصباحات عنّده
وبدوره هُو ابتسم بعذُوبه ونطّق بلُطف ؛ إيّه محلَاك ، انشّهد توّه يبتدي صباحيّ
توردت ملامحها وتلاشت ابتسامتها بإحراج وشتت نظراتها عنه واستغرّت على كُوب قهوتها اللي بان لها انه انتهَى بكامله لحظّة ما رغبت بإرتشافهَا منه عن التوتر
سحبّه منهَا عنَاد واستبدله بكُوبه المنتصّف ونطّق بعذُوبه ؛ يشرفنيّ مشاركتك لقهوتي وردّ ديُون مشاركتي لأكوابك
ابتسمت بخفُوت وهزّت راسها بالنفي ورجعتّه له لكّنه ما قبله واصرّ عليها ترتشف منه وما كان قدامهَا الا تنفيذ مطلبه اللي رغب فيه قلبها من اساسه ليعيد لها شعُور قديم حبّته
,
.
'' شركَة غيّث الفنيّه ''
بمنتصفّ مكتبه الهادي اللذي لم يدم هدُوئه لتزّف فيه البشارات ويليه ردُود مختلفه منهَا المتعجّب ومنها المعاتب ومنهَا اللذي من فرط سرُوره توهجّ ..
اردف غيث ونظراته تتنقّل مابين اصحاب ردّات الفعّل المختلفه واستغّرت على المتعجّب فيهم ؛ يا ساتر وش فيك م تبارك على الاقل؟
تلاشت ملامح لؤي المتعجبّه واردف بهمس لطيف ؛ مبروك ي وجه الفيش! ولو انك م تستاهل
نطق غيث بضحكه خافته ؛ افا ، تقولها بوج!
قاطع عليه نادّر ذا الوجه المعاتب ، لحظة ما نطّق بنبره مشبعه بعدم الرضى الصريح ؛ وتسأل بعد ، اربع ايام مدري اكثر وانت ما كلفّت على نفسك تزف لنا هالخبر الجميل !
مالك عذر وتبينا نبارك بعد ! قل قسم؟
ي حمار عندك قروبنا عجزان تكتب فيه حرف وتخلينا نفرح لك فيه!
تنهّد بقّل حيله واردف وهو مميّل شفته بزعل مدفُون ونبره ساخره ؛ يوه والله شرهتي كبيره نسيت اصلا م تدخل الا من وين لوين
من تزوجت وانت متغيّر وما تعرفنا الا وقت تفضى
توسعّت عيُون غيث بصدمه ونطّق وهو يبتلع ريقه بعدم تصديق ؛ كل هالعتب شايله بقلبك علي! وساكت!!
قام نادر من مكانه وناظره بملامح بدُون تعبير .. وتخطاه بمقصّد التجاهل
تحت نظرات هتّان اللي لا يقّل صدمه عن غيث اللي مو قادر يستوعبّ جديته لحدّ الحين
وزادهم غرابه وصدمه من استقام لؤي من مكانه بمقصد اللحاق فيه
ناظروا هتّان وغيث ببعض بدهشه .. وهزّو راسهم بنفي واعتراض للي يشُوفونه
وسرعان ما حسّ غيّث باللي يباغته ويحاوط رقبته بذراعه ويشّد عليه وينطّق بنبره شبه جاده وهو ينقّل نظراته مابين لؤي وهتّان ؛ يستاهل الموت خنقاً صح؟
بينمَا غيث كان يحاول يفلت نفسه من بين ذراع نادر القويه كان صوت ضحكات وتشجيع لؤي وهتّان لنادر تصدح بإذنه
ناظرهم بعيُون تتطلّب فزعتهم وهو شوي ويختنق بسبب نادر اللي الود وده يضرب فيه ليّن يعّض الارض
ما قدر نادر انه يقسى عليه اكثر وهو يفلته وينطّق بكّل جديّه ؛ عشان كل ما تأخرت دقيقه عن زفّ مثل ذي الاخبار الزينه تتذكر هاللحظه وتهّون !
صدحت كحّات غيث المضطربه وانفاسه المعدُومه مابينهم ونطّق وهو يلتقط انفاسه بصعُوبه ؛ كل تبن ياوجه العنز ، واخباري الساره تخصني مالك خص فيها اقول ولا اسكت بعدين من زين سوالفكم انتم عشان ادخل قروبكم هالمخيس واسولف معكم!
يازين مقابل وجيه بعض خلق ربي
افضل من خلق ثانيين
رفع حواجبه نادر بدهشه من صراحته وكان بينفلت عليه من جديد لولا يدين لؤي اللي ثبّته وهو يقول؛لا لا ارتاح ارتاح
وفّر تعبك لوقت الولاده لو ماجاء وبشّرنا
رفع حواجبه غيث وهو يقول بإستصغار؛ وحيل واثقين اني بقول؟
اقلبوا وجيهكم بس الشرهه علي جاي ابلّغكم اكسب اجر فرحتكم شوي
مير ماش مانتم وجيه احد يفرّحكم
رفع حواجبه نادر اللي نطق بنبره صارمه ؛هدوني عليه هدوني عليه بس!
فكّة لؤي وهو ينطق ببرود؛ روح هاه
التفت عليه نادر وهو مبتسم بعبط؛ انت شفيك سيدا صدّقت!
امسكني اقول ماني بايع عمري
مره وحده نخاطر وبس
انتشرت الضحكات عليه هاللحظه
وقاطع هالضحكات المنتشره نبرة هتّان المستصغره والمتعاليه بذات الوقت وهو متكتّف بثقّه عجيبه ؛ بفهم انتم لمتَى بتبقون كذا!
ليه م تكبرون وتصيرون مثلي عاقلين؟
ناظروه كلهم بإندهاش ، ومو معجبهم كلامه ابدا .. ماهي الا ثواني قليله حتى هجمُوا عليه ثلاثتهم وخلوه يندم على اللحظه اللي فكر بس فيها يتعالى عليهم ويحاضرهم .
ومايدري كيف قدر ينقذ نفسه من بينهم وبصعُوبه تامه
ناظروه وكان شكله مبعثر وملابسه معدُومه بالكامل بسببهم
رأفو لحاله ونطّق غيث بضحكه خافته ؛ هذا صاحبنا واعدمناه لوهو عدونا وش بنسوي؟
ردّ عليه نادر وهو يعدّل بعثرتهم لهتّان ويقّومه ؛ الله لا يطيّح احد بيدينا بس اقول ،
والله ماش ماعندنا تفاهم
كان هتّان يناظر فيهم مقهُور ونطّق وهو يمسح الدم من على شفاته ؛ م خليتو فيني عرق سالم ي احفاد بليس صدق !
ضحك لؤي بإستفزاز ؛ انت لو انك عاقل صدق كان سلمت منّا ومانطقت بحرف ي مسكين
رمقّه هتّان بنظراته الحاره.. ونطّق غيث بإستلطاف ؛ بس ي بابا خلاص اسفين لا تصيح
وهذي بوسه على الراس عساها تطيّب الخاطر
قبّل راسه غيث وهو كاتم الضحكة بينما هتّان تنهّد بقل حيله وضحك.
,
.
خلال هالأثناء عند قناصنا الحزيّن ..
جالس بمنتصّف مكتبه ويتأمل صورة امّه بصمّت وفيه من لوعة الإشتياق ما الله به عليم ،
تنهّد بضيّق وهو يردف بهمس مُعاتب لنفسه اللي خرجت من كونهَا راضيه بالقضاء الى رُوح باهته مافيها من الحياه ذرّه ؛ الى متى؟
الى متى ؟ ي عمَاد !
الى متى!!
اسكَت تساؤلاته رنين جواله اللي اهتّز على مكتبه بإزعاج غير مرغُوب لأسماعه .. ومدّ يده لجَل يصمته ويقفّل هالمكالمه لولا الاسم اللي استغّرت عليه عيُونه الحزيّنه واردف بنبره مغايره تمَاماً اقرب للشخص الملهُوف تماما؛ ناديني.
التقطّ جواله وهو يحطّ صورة امّه بجيبه وردّ عليها بعد ما سيطر على نبرته المبحوحه ؛ هلا بفرحة عمّري التالي وباقي سنيني
وصّله صوتهَا الهادي اللي لا يقّل لهفه عليه وحزّن بذات الوقّت؛ علمنيّ عن حال قلبك وشهي اخباره؟
ابتسم ببهُوت واردف وهو يقُوم من مكانه .. ويفتح شبّاك مكتبه ليحسّ بإنتعاش رُوحه المهلكه ونفسه المنعدم ؛ قلبي؟
انتِ اخبر بقلبي ي قلبه م اظّن يخفاك حاله
توقّف عن الكلام لحظّة ما حسّ بالايدين اللي حاوطته من الخلّف بكّل حنيّه وقبلتّه مع كتفه بلطّف
ممّا اجبر جسدّه يقشعّر من مباغتتها له ..
ابعد جواله وكان بيلّف عليها لكّنها اوقفته لحظّة مانطقت بنبرتها العذبه الحانيه ؛ خلّك لا تستدير مابي عيُوني تلتقي بحزن عيُونك
ما سمع لهَا واستدار لحاجه في قلبه ونفسّه الملهُوفه .. وابتسم واردف بمعاتبه اول ما إلتقت عينها بعيّنه وتأمل حمارها المهلك من شدّة الحزن ؛ قصدك ماتبيّن عيُوني تشُوف هالدمار اللي بعيونك!
صدّت عنه واجبرها ترجع نظراتها له وكمّل كلامه بعتب خالص؛ وين وصيّتي عليك وعلى عيُونك!
ابتلعت ريقها من نبرته المعاتبه بشبه احتداد ونطّقت ؛ على اساس اخذت بوصيتي يعني!
هذاك ما تفرق عني بشي!
ومالك حقّ تلومني وتعاتبني على دمعي اللي طاح من فرط الحزن على حالك
تنهّد بأسى وقل حيله واردف ؛ وش جابك طيّب؟
ناظرته بتعقيّد ؛مع انه واضح لك وما تحتاح شرح
سكتت لوهله وكمّلت وهي تشبك اناملها مابين انامله وتشّد عليها ؛ جيّت اتطمن وأخذك من اسوار حزنك الى اسوار قلبي اذا تسمح؟
ابتسم بلطّف ونسى حزنه للحظات واردف ؛ من يرد اسوار قلبك ويرفضها؟
ابتسمت بلطف وكمّل كلامه بعذُوبه ؛ اخذيني وين ماتبين اخذيني ،المهم اعرف بأني معك دايم بخير
,
.
أنت تقرأ
احباء تحت المطر ☔️
Romanceللكاتبـه ليما @rwizi_ ما تحلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم الروايه عن بطلتنا سمى اللي تفقد امها وابوها بأحداث غريبه وياخذها جدها وتعيش عنده ويجبرها على الزواج من غيث الغريب! رغم انها تحب ولد عمها عناد ولجل تحمي عناد توافق مجبره...