41

1.2K 28 4
                                    

فتحت شنطتها وهي تطلّع منها ظرف صغير ، ومدّته له
ناظرها بغرابه وهو ياخذه منها ونطق ؛ وش فيه هالظرف ؟
رفعت راسها بخفه وهي تستعدل بجلستها واردفت ؛ افتحه وشوفه بنفسك
كانت بتقوم وتمشي ، لكّنه اجبرها على الجلُوس من نطق ؛ لا تمشين لين اعرف وش من مصيبه جايبه لي يا سمى بعد كل هالشهور
جلست ونطقت بلوم ؛ الله يالدنيا ي عناد صارت شوفتي لك تجيب لك المصايب؟
ضحك عناد بسخريه ونطق ؛ وليه تشوفين شي غيره انتي؟
لو ماهي مصيبه كان ما حاولتي تهربين وتتركيني
رفعت حاجبها سمى ونطقت ؛ كونها مصيبه او لا بيعتمد عليك اذا شفتها
فتح عنَاد الظرف ، وسحب الورقه منه ، وهو يقرا محتواها
كان محتوى هالورقه عباره عن تحاليل خاصه بـ DNA
والاطراف الموجودين كان عناد ، وخال سمَى
كان عناد مذهُول تماما من اسمه الموجود بأعلى الصفحه ، ناظرها بصدمه ونطق ؛ وش افهم من اللي اشوفه؟؟
وش تبين توصلين له ياسمى!!!
ناظرت فيه بكّل هدُوء ونطقت ؛ الحقيقه وبس ، حقيقتك انت ومن تكون وليش الكل يظنك ميّت وانت حيّ!
وما استبعد انك كنت تدري بعد بس مبعد بإرادتك
تبدلّت صدمته ، وهو يرمي الورقه عليها وينطق ؛ وانتي جايتني وعبالك بصدق كذبتك ذي؟؟
ضحك بسخريه واسترسل بكلامه ؛ بفهم وش الفايده اللي تبينها من تدمير حياتي!
بكل برود جايتني بعد هالعمر كله وترمين علي كذبه وتبيني اصدقها واصدق تزيييفك لها!!
ناظرته بصدمه وسرعان ما استشعرت جهله عن الموضوع وان المعلومات اللي وصلتها مغلوطه واردفت ؛ انت متأكد ما تعرف شي عن هالموضوع؟؟؟؟
وماتدري انك عايش بكذبه طول هالسنين؟
وان عمي مو ابوك الحقيقي ولا عمتي امك
وانك بالاصل تطلع ولد خالي واخو نادين الميّت؟؟
ناظرها بصدمه وهو يميل راسه بعدم استيعاب، وبذهُول تام نطق وهو يبتلع ريقه بصعُوبه ؛ يعني هالورقه وهالتحليل وهالتطابق اللي اشوفه ماهو مزيف منك!
هزّت راسها بالنفي واردفت بنبره ليّنه ؛ والله ماهو تزييف مني وش مصلحتي اكذب عليك بموضوع زي ذا
انا جبت لك الحقيقه بنفسي بعد ما شكيت فيها من ذاك اليوم
ناظرها وهو يرجع يجلس على الكرسي بإنهيار ؛ اي يوم ووش حقيقته ممكن تفهميني بالتفصيل وش قاعده تقولين يا سمى!!!
خلال هالاثناء تندمت سمى على تسرعها ورمي الحقيقه بوجهه بعد ما كانت تظنه فعلا يدري ومتجاهل كل شي والا كيف يسمح له جدّها انه يدخل البيت وهو مانع زواجه منها نطقت وهي تشبك يدها ببعض ؛ يوم زواج عماد ونادين
سمعت صوت خالتي وهي تبكي بعد ما شافتك ،
دخلت عليها وكانت ماسكه ذكريات ولدها وكل شي يتعلق فيه
صوره وهو بالمهاد وملابسه
ما قدرت اني اتجرأ واقاطع عليها وخليتها تفرغ كل شي بداخلها لين ترتاح
ومن شالت كل الذكريات اللي تخصّه ، لفت نظري انها بقت صوره ما شالتها وكانت بالغلط
رحت لها على اساس بعطيها الصوره تشيلها زيهم
لكّن اللي شفته خلاني انصدم!
الصوره اللي شفتها هي نفسها الصوره اللي عندك وانت صغير
الصوره اللي عطيتها لي وقلت لي انها صورتك وانت بالمهاد وانها اخر صوره اخذوها لك وعشان ما تضيع قلت لي احتفظي فيها عندك كذكرى
بس كيف نفس هالصوره بالضبط تطلع عند خالتي !
مستحيل تكون صدفه!
وعشان اتأكد رحت ادور على الصوره اللي عندي وكانت مطابقه لها بالضبط
وهالشي خلاني اروح اسأل خالتي اذا تعرف صاحب هالصوره قبل اسوي اي شي من الاشياء اللي شكيت فيها
وتخيل وش جاوبتني !
كان عناد يناظرها وهو مستمع بإنصات للقصه اللي تقُولها وكان يتمنى بداخله انها وهم مو حقيقه زي ما تزعمها
وماسمح لنفسه يقاطعها لو بنصف حرف ، لين استرسلت هي بكلامها بعد ما ارتاحت لثواني ضئيله ونطقت ؛ المهم قالت لي انها صورة ولدها اللي مات وانها اخر صوره اخذتها له قبل لا تعطيه اميّ تمشيه ومن بعدها وصلها خبر انه ضاع ومن ضمن المفقودين
ومع الايام فقدوا امل انهم يحصلونه وعشان كذا عودوا نفسهم على حقيقة انه مات ولا عاد بيرجع لهم
بس انا قبل لا اقول لها ان عندي نفس الصوره ، وأملها بأن ولدها حيّ وقريب منها
قلت اتأكد بالاول
طلبت منها احتفظ بالصوره عندي لانه عاجبتني وما رفضت قالت عندي منها كثير خليها معك
المهم من وقتها خططت اني اسوي التحاليل ، واعرف الحقيقه
اذا طلعت شكوكي وهم فعادي يكفي شرف المحاوله
واذا طلعت شكوكي حقيقه فلازم ان الحقيقه توضح للجميع والام ترجع تجتمع بولده..
قاطعها عناد من اردف بشبه انفعال ؛ وانت برايك ان كشفك للحقيقه بيساعدنا كلنا
باللي سويتيه انتي دمرتي حياتي ودمرتي حياة اللي انتي تزعمين انها امي
ومو بس حنا امي وابوي اللي ربوني اللي هم عمامك كيف هان عليك تدمرين حياتهم بعد هالعمر!
وبكل برود بتقولين لهم ان عناد مو ولدكم!
ناظرته سمى ونطقت بإستخفاف وسخريه؛ عماني اللي تبروا مني ومن امي مو بعيده عليهم خاطفينك من اهلك الحقيقيين
ومخفين عنك هالحقيقه وعايشين بكل سعاده ولا همهم!
معقوله ما فكرت فيها كيف ام بتربي ولد من الاساس تعرف انه مو ولدها ومع ذلك موهمته بأنها امه الحقيقيه
ما عليش مستحيل اصفي نيتي من ناحيتهم
والحقيقه لازم تبان اليوم او بعدين
واذا هم متعمدين يحرمونك من امك الحقيقيه فلازم ياخذون عقابهم على هالشي
ضرب عناد على الطاوله بعنف وافزعها ونطق بإصرار ؛ وانتي عبالك برمي امي وابوي للنار عشانك ست سمى؟
وعشان الام اللي انتي زعمتي انها امي!
انا مستحيل اعترف بأهل غير اهلي اللي ربوني!
حتى لو اللي تقولينه حقيقه انا مستحيل اسوي اللي تبينه
ويكون احسن لو احتفظتي بهالسر معك للمات
لان ماني مستعد اعيش الحياه اللي تحلمين فيها ومستحيل اكون سبب فرح ام على تعاسة امّ ثانيه
الموضوع مو سهل زي ما تتصورينه ، غير امي عندي اختين ميس و جود مستحيل اتقبل حقيقه اني مو اخ لهالبنات؟
خصوصا جُود اللي حملتها بإيديني اول ما نولدت وسميتها بنفسي تطلع كذبه !
ناظرته بعدم مبالاه وهي تطلّع الصور من شنطتها ؛ عرفت انك ما راح تصدقني مهما اثبت لك من ادله
لكّن لعل هالصورتين هم اللي يحركون شي فيك؟
الصوره اللي يمكن ما تعنيك لكن تعني ام ياما نامت وهي تبكي عليها وتتخيل ولدها الوحيد يرجع لحضنها
لا تفكر بنفسك وبأمك اللي شافتك وانت تكبر واخذت حق غيرها
فكر بالام اللي ما برا قلبها من جرح فراقك
مالها حق تجتمع فيك بعد هالعمر؟؟؟
مالها حق تفرح فيك قبل تودع هالدنيا وما تشوفها للابد!
تركته بعد ما رمت هالكلام عليه وحركت شوي من مشاعره ومشّت وهي تتمنى فعلاً انه يسوي الشي الصح لانها ما تعودت من عناد انه يهرب ، تعودت انه يواجه للاخير
وتتمنى منه يواجه هالمره حتى لو الموضوع صعب عليه
اخذ عناد الصورتين ، والظرف اللي فيه ورقة التحليل اللي يضمن تطابقه مع خال سمى
تنهّد وهو يتأملهم ويعيد ويزيد فيهم لين تعب من التفكير والتشتت والتردد اللي هو فيه ،
مابين انه يكشف الحقيقه ويرجع لاهله الحقيقين
ومابين انه يعيش ويتقبّل هالكذبه لين يموت
وبين ماهو يفكر ، استرجع كل الاشياء اللي صارت معه من حاول يصير مشهور
لحد ما خطب سمى وانرفض بشكل مأساوي من جدّ سمى وخالها
بدا يربط الامور ببعضها وما طرى في باله الا ان اللي صار كان مقصُود عشان ما يجتمع فيهم ويعرف حقيقة انه ولدهم بأي لحظه
انحمق وانشدت اعصابه لمجّرد شك طرى في باله
وماشعر بنفسه الا وهو يقوم ، و..
***

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن