"النهايه"

3.3K 56 15
                                    

مما دخل سمى بحاله هستريـه وتراجعت للخلف بخوف ورعب وهو يغمـى عليها تحت انظار غيث اللي ادرك الوضع مباشره وسندها قبل تطيـح
شافتها ريما وجت لها بخطوات متسارعه مع عناد
اما غيث ناظر لريما بنظرات تشرح صدمته وذهوله واللي فهمتها مباشره وادركت حيرته وتساؤولاته
رمشت له بالايجـاب بمعنى ان ظنونك بمحلها
تأملها وهو ينطق بخفُوت وعدم تصديق ؛ انتِ هي!
شالها قدامهم من شدّة الخوف اللي سكنـه عليها ، ودخّلها للداخل وهو يسدحّها على الكنبـه
طلع من عندهم بخطوات سريـعه وهو يدخل لأقرب صيدليـه واجهها ورجع لهم
توجه لها وهو يسحب يدهـا ورغم ارتجافات كل ما فيـه الا انه كان ثابت ومحترف في شغله لأنه دكتُور وعارف نوع الدواء اللي تحتاجـه
واول ما وخز الابره المضاده لحساسيتها بيدها صدرت منها اه خفيفه تعبّر عن توجعّها وبدون شعُور وهو يشوف حالتها تمتم بـ " بسم الله عليك "
جلس على طرف الكنبـه ، ينتظرها تستفيـق وكان يتأمل كل ملامحها وتفاصيـلها واللي كان يجهلها وهو مستغرب من نفسـه ، كيف حب بنت عمره ما شافها !
كيف نبض قلبـه لها وما قدر ينساها ، وكيف ما زال داخلـه أمل ناحيتها
تعجّب من وضعـه ومن حالته اللي وصل لها ومن طول انتظاره لها
وتمتم بذهُول " كيف التقي فيك واعالجك بنفسـي بعد اربع سنين من رفضك لي ؟ "
كيف اشوفك وتتجدد مشاعريّ لك من جديد .. كيف ما قدرت انساك لليوم علميني؟
كيف انزرعتي بداخلي هالكثر ؟ كيف يا ..
توقف عن تكملـة كلامه اول ما شعر فيـها وهي تستفيـق
فتحت عيونها ببطء وكان اول منظر تشوفه عيونها ملامحـه واول شخص تناظر فيه كان هو اللي اصبح قريب منها بالحيل
ابتلعت ريقها بصدمـه ونطقت بعدم تصديق ؛ انت؟ شتبي!
فتحت عيونها على اوسعها وكانت على وشك الاستعدال بجلستها الا ان غيث فز بفزع لمّا تذكر الابره الي نساها على الكنب جنبها من فرط خوفه وعجلته على مداواتها
سحب الابره من جنبها بينما هي ناظرته بغرابه من جرأته اللي حسّستها بالقشعريره
تراجعت للخلف لكنها قدرت تلحظ الابره اللي سحبها من جنبها بهدوء وخباها وسط كفه الغليظ عن انظارها
ابتعد للخلف وناظر فيها وسألها بحنيّه تتفجر بنبرته؛ صرتي بخير؟
تأملت يديها وكل الاحمرار اللي كان ينتشر فيهم ويحرقها اختفى
ناظرتـه بإندهاش ؛ وش سويت لي! كيف عالجتني!
ابتسم بهدُوء ؛ عمرك سمعتي بشخص يسأل دكتوره كيف عالجه؟
عضت على شفتها بإحراج من توهمّت بداخلها ان علاجه لها مرتبط بقصـه ، بينهم ، وحقيقة انها كانت تسمع كلام ما كان واضح لها لكن كانت تشعر بإهتمام عظيم صادر من شخـص لها .. كانت تظنـه واقع لكـن بعد اجابتـه ادركت انها كانت تحلم بالاصح تتوهم
الا انها اصبحت حايره بتفسير حركتـه لما ابعد عنها الابره واللي كانت تدل على حرصه الشديد عليها واهتمامـه
ناظرتـه بتفحص لكن كان نابع من برُود مخيف وسرعان ما تساءلت بإدراك ؛ كيف تعرف عن حساسيتي!!!
ابتسم وردّ بذات نبرتـه الحانيـه ؛ خبرة ثلاث سنين اعتقد كانت كافيه بالنسبه لي عشان اعرفك
ابتعلت ريقها بعدم فهم على دخول ريما وعناد واللي كانو برا وعلى طلب وامر من غيث يبعدون عنها
جلست جنبها ريما وهي تنطق بتوضيح لها وبدون مقدمات ؛ كان وهم بالنسبه لك ، لكن كان هو حقيقتك الدايمه .. زي مانتي كنتي حقيقته اللي يبي موافقتها
مازال واضح على ملامحـها انها ما فهمت منهم اي شي .. وقرر غيث ينهي كل جهلها من نطق بهدوء ؛ انا غيث اخو ريما اللي خطبتك لي قبل اربع سنين ورفضتيني
ومن وقتها وريما تدرس شخصيتك وعشان تعرفيني جمعتني وياك بقصه خياليه لكن بالحقيقه واقعيه بس تبادلنا الادوار فيها
سمى اللي تتحسس من المطر بالواقع اخذ دورها غيث بالروايه
وغيث اللي يهوى المطر ويستمتع فيه اخذت دوره سمى
كانت تبي تخليك تدرسين شخصيتي وتشوف اذا قدرت افوز فيك او لا
وبالمقابل انا اللي كانت رغبتي فيك من البدايه خلتني اصبر واتعرف عليك اكثر من خلال الروايه
عمّ الصمـت لثوانـي طويلـه لحد ما قرر غيث ينهـي صبره ويحكـي اللي بخاطـره ؛ ادري مو وقتـه ، لكن بسألك وجاوبيني .. مازلتي على رفضك ماتبيني ، حتى لو انا مازلت ابيك وراغب بقربك؟
ابتلعت ريقها بإحراج على نطق ريما لها بإبتسامه ؛ طال انتظاره ارفقي عليه واقبليه
رفعت نظراتها لإخوها عناد اللي ابتسم يطمنّها ونطق ؛ اسألي قلبك ولا تستعجلين
قامت من عندهم من اونست الضغوط اللي عليها وعدم استيعابها للحقيقه اللي ذكروها وكيف انها كانت من الاساس تفكر بشخص واقعي مو خيالي
وكانت ضايعـه ومشتته وماكانت منتبهه انها كانت راح ترتطم بالكرسي بسبب اهمالها لولا انتباه غيـث اللي ابعده عنها وفتح لها المجال .. الحركـه اللي بينت لها اهتمامه فيها اكثر واللي محد انتبه لها غيرها
وما كان ملاحظ انها منتبهه للي سواه ،
تنهد بضيق وهو محبط تماماً من ردة فعلها اللي بينت له بحركتها ان امله فيها انتهى ؛ عرفت الجواب مابينا نصيب عسى ربي يوفقها
طلع بيمشي واول ما طلع توقفت خطواتـه من شافها جالسـه لمستوى بنت اخوه وتلاطفها وتسألها وعرفت منها ان غيث يكون عمّها وتعده ابوها لأنه يشبه لابوها ولأنه مدللها ولأنه بنفسه مسميها " الغيم "
حست بخطواته وهو يقترب منهم وهي تستقيم من جلستها
ناظرت فيه ولاحظت كيف ملامحه بهتت ، وهو يمسك يد بنت اخوه ويحملها لحضنه ؛ نمشي يابابا
وعلى قفايته وابتعاده عنها استوقفته بهدُوء لانها فهمت بعد اللي سمعته منـه انه ختم الروايه زيـها وعنده علم فيها ؛ وين مُبعد وتارك سماك؟
التفت عليها بإندهاش ؛ سماي ؟
سكت لثانيـه يستوعب وضعها واستكمل بطرح سؤاله عليها ؛ صادقه باللي سمعتـه منك والا توهميني!
انتِ موافقه علي؟
ابتسمت بعذُوبه وهي تنجذب بخطواتها لحدّه وبنبره عذبـه وبغير تردد منها ؛ لما كنت وهم كنت اشوفك شي كبير بحياتي وما كنت راضيه على فكرة تخطيّك ونسيانك كيف لما طلعت حقيقه بالنسبه لي ومن واقعي .. ظنّك بسهوله اتخطاك وارفضك !
انا موافقه عليك مو لأنك طلعت حقيقي ولا لانك كنت تشاركني روايه خياليـه ، انا وافقت لانك تستاهل كلمة نعم على انتظارك لـي ، وتستاهل ان حبّك لي ينتهي بإرتباط ودبلـه ،
لانـي ايقنت اني عشان اكون سعيده اختار الشخص اللي يحبني وانت خليتني اشعر بحبك لي على ارض الواقع .. قبلت فيك ياغيث وقبلت حبك ليّ ،
وصار دورك تجاوبنـي ، هل انت قابـل فينـي وبح..
قاطعها من نطق بسرور ؛ وليش ما اقبل شخص انتظرتـه من سنين طويـله !
صح ما كنت اعرفك ولا عمري شفتك ولا انتِ بعد شفتيني لكن قلبي كان يعرفك من مدح ريما لك وهذا الشي يكفيـني
تورّدت ملامحها وفهم غيـث عليها ونطق بتلطيـف يريحها ؛ ترا ماني مثل شخصية مستغل الفرص اللي خلقتها ريمـا فيني لا تشيلين هم
ضحكت بخفـه وهي تنقل نظراتها للغيـم ؛ واضح تحبك مره الله يحفظها لكم
ابتسم بعذُوبـه ؛ والواضح لي انها حبتك معي بعد
ما قدرت تنزاح نظراتـه عنها رغم ان نظراتـها كانت كلها على الغيـم
حسّت بتوتر فضيـع من نظراتـه واللي شعرت فيها وتمتمت بإرتجاف ملحُوظ ؛ اكيد ينتظروني .. مع السلامـه
ابتسم بخفـه وهو ينطـق ؛ لحظه وقفي
التفتت عليـه .. وشافته كيـف نزّل الغيم من حضـنه للارض وهو يتوجه لهـا
كانت مرتعبـه من خطواته اللي بإتجاها ، خصوصا بعد ما اعطته موافقتها عليـه
ابتسم لها وهالابتسامـه نفثتت بداخلها الإنشراح والراحـه
لمّ كفينها بواسطـة كفينه الحانيـه ؛ توني من عطيتك المضاد .. تحتاجين ترتاحين اكثر
رفع نظره للسماء واستكمـل ؛ صحيح ان المطر وقفّ لكن راح ترجع السماء تمطر بأي لحظـه ، فخليك حريصـه على عمرك وانتبهي لك
ما كانت مركزه بكلامه كانت مركزه بيديـنه اللي محتضنه كفيـنها بكل رقـه
ملمس كفّه على كفيـنها والحنيّه اللي استشعرت فيـها واللي تتمنـى انها تطوّل لأكثر مدّه ممكنـه
ضحك بخفـه من لاحظ انها مو معـه من الأساس من موقع نظراتـها
وهو يهزّ كفيـنه المحتضنه لها عشان تستشعره وتنتبه لتوصيـاته
رفعت نظراتها له ؛ هاه .. قلت شي؟
تبسّم بحُب ؛ انتبـهي لنفسـك يا سماي .. بيكون قريب جداً لقاي الثانـي معك
حرر كفيّنها من احتضان كفيـنه وهو يرجع بخطواتـه للخلف وعيونـه ما ابعدت عنهَا
انتشـل الغيم من على الارض ونـطق بنبره مسموعـه لها ؛ استودعناك ربيّ
طلع من المكـان بكبره وعيونها مازالت عليـه لين اختفـى ، تحس انها بأي لحظـه راح تنهار على الأرض .. وراح تصحـى من الشعُور العذب اللي محاوطها
الا ان صوت ريمـا وهي تنادي عليها اجبرها على تصديـق الشي اللي تعيشـه
تبسمّت برضـى وبراحـه تامـه ؛ يارب تمم فرحتـي
مشت بخطواتها العجلـه لعند ريمـا والبنـات وكملّوا احتفالاتهـم بسعاده
والضيـق اللي كان متوسط قلب سمـى وشعور الفراق اللي اكتساها تبدلّ لشعور عجزت توصفـه من حلاوتـه
وكانت طول الوقت تستشعر اهتمامه وتذكر كلامـه وحرصـه وتبتسم بلا شعُور
جلست بجنبها ليليـان وهي تستند على ظهرها ، على افتزاع سمـى ونطقها بدون مقدمات ؛ ريما صح قصيدة سحابه اللي ضفتيها للروايه.. انتِ كاتبتها؟
هزّت راسها ريمـا بـ " لا " ؛ لا ذي لشاعر معروف
نطق سمى بصدمـه ؛ اوما .. تكفين عاجبتني ابيها !
نطقت ريما بإبتسامـه ؛ ابشري الحين ارسلها لك ، وبصوت يحبـه قلبك
ارسلتها لها ، على قومـة سمى من مكانها ؛ جوالي داخـل وما اقدر انتظر حتى اسمعها ، بروح اسمعها طيران
,
ضحكت ريمـا ، بخفّه وهي تمتم ؛ ما اقدر اصبر حتى اشوف ردة فعلك قصدي صدمتك
راقبت سمـى لين اختفت وهي ترجع نظراتها لـ ليليان وباقي البنات ، وتسولف معهم
..
بينما سمـى اول ما دخلت للداخل سقطت عينها على الكنبـه اللي تعالجت عليها ، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجبر نفسها على التجاهل
التقطت جوالها من مكانـه وهي تجلس ،
دخلت على رسالة ريمـا وهي تفتح المقطع .. ما كان ظاهر لها وجه الشخـص من البدايـه
فجلست تستمع له بإنصـات ، ولوهله شعرت بغرابـه
هالنبره وهالصوت مو غريبين عليها
لكن مو قادره تعرف مين ولا تبي تخرب لحظة استمتاعها بنقاوة صوتـه ولذة القاءه للقصيده
انصتت لها بكل جوارحها .. وهي تحس بمشاعر عظيمـه وكأنها انكتبت فيها
واسترجعت شعور وصِفـَة انها تكون ذات السمى اللي بالروايـه
توردت ملامحها وخجلت كثير ، لدرجـه ودها تخفي ملامحها عن الانظار
من شدة المشاعر اللي حاوطتها
وفوقتها من هالمشاعر الصدمـه اللي حصلت عليها بنهاية المقطع
ظهور وجه وتقاسيم الشخص الملقي
الصوت العذب واللي اتقن اظهار الابيات برونق خاص ومختلف
الصوت اللي قدر يستحوذ على كامل تفاصيلها ويأثر فيها
وما كان هالصوت الا صوت شخص تعرفه !
تمتمت بإسمـه وهي تبتلع ريقها بذهُول ؛ غيث!
مستحيل
رمت الجوال بصدمـه ، وهي تعتقد انه تهيأ لها لانها فكرت فيـه
رجعت تلتقط الجوال وتشغّل المقطع من جديد تبي تتأكد ، وظهر لها للمره الثانيـه
واكد لها انّه حقيقه مو وهـم
وبأنامل ترتجف كتبت وارسلت لريمـا ؛ تستهبلين!!
ردّت عليها ريما بـ فيس يضحك وهي تسجّل لها فويس ؛ القصيده اللي طلبتيها واظنها وصلتك من الصوت المطلوب
كتبت لها سمى ؛ لا م ابيها كذا ، ابيها بصوت الشاعر نفسه وينه !
ردّت عليها ريما ؛ يوه لو تدرين بالمشاعر اللي استحضرته يوم سجلها
ادق وصف قاله عن حاله " حسيت قلبي شق صدري وطلع من عمق الشعور "
ولو تدرين بعد انه هو معطيني القصيده من شاعر معروف وقالي ضيفيها لروايتك مره تلبق لسمى وغيثها
..
ما قوت سمى هالصدمات اللي جتها ورا بعضها وهي تقفل المحادثه وترمـي جوالها ، لان بكلام ريما الاخير وصلت لها انه قاصدها لها هي يدري انها بتوصل لها من خلال الروايـه ، وعنده علم مسبق انها جالسه تقراها
وكأنه يقول لها صدق عجزت عن توصيل مشاعري لك قبل اربع سنين .. لكن عسى هالقصيده توصلّها لك وتدركين صادق شعُوري
كانت المشاعر اقوى من استحمال سمى لها ، تدفقت عليها بشكّل اتعب كل مقاومتها
ورغم برودة الجو تحس كل ما حولها نار يصلي من حرارتـه
قامت من مكانها وهي تاخذ احد الاكواب ، وتسكب فيه مويا بارده
ورفعتها ونثرتها عليها من مقدمة شعرها الى كل جسدها
البرُوده اللي تحس انها تحتاجـها بعد كميـة هالمشاعر الثقيله اللي عاشتها
كانت بتعبي الكوب للمره الثانيـه ، لكن استوقفها رنين جوالها
نزّلت الكوب على الطاوله .. وهي تنجذب بخطواتها لحد جوالها
سحبته واستنكرت الرقم الغريـب اللي متصّل عليها
فصل قدام عيونها بدون ردّ منها ، ورجع بعد ثانيـه بالضبط يتصّل عليها
فتحت المكالمـه وحطته على سمعها بدون ردّ
لكّن اقشعّرت بكاملها وانجذبت للكنبـه بذهول من وصلها صوته وتعريفـه لنفسه ؛ انا غيث ، واخذت رقمك من ريما ، اتمنى ما يزعجك هالشي
كنت ناوي ادق عليك بعد كم يوم لكن ما قدرت اصبر ولقيتني ادق عليك من الحين
سكت وما جاه منها اي ردّ ، مما اجبره على انـه يقرر ينهي المكالمه ؛ عارف اني غلطت لما دقيت .. اسف على الازعاج .. مع السلامـه
استوقفته من ردّت عليه بعجـل وبدون تفكير وبالكلام اللي جاء في بالها على طول وهي ترد خصل شعرها المبتله لخلف اذنها؛ تبي تقول شي ؟
ضحك بخفّه .. واستقرّت هالضحّكه بمسامعها وخلتها تبتسم معـه بلا اراده منها
وهو يرّد عليها ؛ توقعت ان شوفتي تربكك .. لكن ماتوقعت ان اتصاليّ يضيّعك
ماردت عليه .. وظلت منصته له تحت تورد ملامحها والحرج المكتسيها وهو يكمّل ؛ الصراحه يا سمى اني داق عشان شي واحد .. ابي اعرف اجابته منك
اي وقت يناسبك عشان اخطبك رسمـي؟
اندهشت ، وانصعقت وانذهلت من اللي سمعته ومن طلبـه .. هي مابعد استوعبت شي عشان تحدد اذا الوقت يناسبها او لا
داهمتها مداهمات غريبـه ماهي مستعده لها ، كل شي جاء مع بعضـه ، كل شي حاوطها من كل اتجاه
تحس ماهي مستقره وتخاف تقوله وقت معين وهي مابعد استعدت له
تخاف تعطيه وقت ويقول لها بعد متى نملك!
طلبات كبيره عليها وعلى استيعابها ، اشياء كثيره قاعده تصير معها وارهبتها
زي ما دخُول ريمـا عليها الحيـن ، ارهب كل حواسها واحرجها ، لكن تخـطي ريما لها واتخاذها لطريق الدرج ،
رحمها ، وكل مطالبها وامنياتها الحين تحت مطلب شعورها اللي يقول " بالهون علي بالهون لا تجون علي دفعـه وحده "
طال صمتها وطال ردّها ..
لكّنه تفهم هالصمّت ، وانقذها من اللي تمّر فيـه من بدري ؛ مابي ردّك الحيـن ، لكن انتظر ردّك بأي وقت .. لكن اتمنى ما يطول ويمتّد لأربع سنين ثانيـه
,
قدر انه باللي قالـه يخفف من توترّها ويضحكها ، وهالضحكه الخافتـه قدر انه يستشعرها وبدعوه صدرت من اعماق قلبه لها ؛ عساني ما اعدمها ، ويحفظ ربي لي صاحبتها ،
سكت لثانيـه وقبل لا يقفل المكالمـه " ما اشغلك عنهم ، انبسطي معهم وبحفظ ربيّ .. مع السلامه ي سماي "
ابعدت الجوال عن سمعها وهي تتأمل الشاشه ومدّة المكالمـه ، ابتسمت بعُمق وهي تضيفه لجهات الاتصـال عندها بـ واول شي جاء في بالها وسجلته فيه مُباشره بـ إسم " غيث السمى 💍♥️ "
ظلّت بالداخل للحظات طويله تنظّم من ارتباكاتها وتسيطر على البعثره اللي تبعثرت فيها ، وترتبّ شكلها وبعدها طلعت لهم براّ
.
.
بينما ريمـا اللي اول ما صعدت للأعلى ، انسحبت من يدّ شخصها وانجذبت لحضنـه تحت غفلتها واللي ماقدر يصبر حتّى يشاركها نصيبـه بالاحتفال بنجاح روايتها وهو يهمس لها بلُوم استلطفته منـه كثيـر ؛ خير كل هالاحتفال نصيبه لهم!
وانا وين نصيبي ومتى يحين!
خلاص ماشبعوا منك!
ابي ابارك لك بطريقتي الخاصه
ابتسمت بخفّه وهي تدني للخلف وهو مازال محاوط خصرها ؛ لا تكثر لوم وكلام وورني يلا وش طريقتك الخاصه بالاحتفال فيني عجل علي فيها ؟
رفع حواجبـه بإندهاش من جرأتها ؛ على هالاسلوب عناداً فيك ما بوريك
ردّت بإغاضه له ؛ ماعليك شرهه هذا اسمك ، وماتطبقه الا علي
ضحك بخفّه غصباً عنـه ، وهو يحرر خصرها ويمشـي فيها لحد جناحهم الخاص
حاوطها بذراعه واعتم عيُونها بكف يساره وهو ماسكها مع ذراعها بيمينه
دفع الباب بخفّه ودفعها لداخل الجناح بحذر
قفل الباب بواسطة رجلـه وهو يهمس عند سمعها ؛ جاهزه؟
هزّت راسها بـ " اي " سامحه له يبعد كفّه عن عيُونها
واول ما ازال عتمتهَا ، استقبلتها الاضاءات المنتشره بأرجاء الجناح
وحرُوف اسمها الساقطـه واللي انتهت بيا الملكيّة الخاصه بعناد " ريمـي " والمنعكسـه بإستخدام الاضاءات ، وكلمة مبُروك اللي تسبق اسمها بنفس الوضعيـه العاكسـه
وما ان انجذبت خطواتها لإسمها الا يظهر مقطع صوت وصُوره لعناد ، امام انظارها وهو يهنيها بكلمات وجُمل عذبّه كبّرت هالنجاح بعينهَا اكثر واستحقّت عليـه نتيجـة تبعها
" كنت اشاهدك من لحظـة معرفتي لك ، من اول لقاء جمعنا ، من اول موقف انحشرنا فيـه واكلنا من وراه كم توبيخـه ، وكلمات الشتّم اللي تلقيناها جميع " افشـل اثنين انضمّوا لهالدائره ، ريما وعناد "
كنا رمـز للفشـل ، وكنا المثال اللي يحذرون منـه ، كل منضّم جديد
كنت اناظرك واناظر صمتك ورغم جهدك ومحاولتك لفعل اكثر ما عندك الا انك كنت تسمعين التوبيـخ وتسكتين
الصمّت اللي خلانـي استعجب منـك .. الصمّت اللي خلاني فضُولي حول برُودك
البرُود اللي استفزنـي وخلاني اتحرك بإتجاهك!
وانهرك ب جمله مستحيـل انساها " الفاشل اللي يسكت ويرضى بوصفه بهالكلمـه .. ومن هالمنطلق اعتزل البقاء مع فاشله مثلك "
بعكس شخصيتي الثرثاره ، عنادي ، عدم سكُوت انفعالي ، انفجاري لحد استسلامـي وتركيّ الدائره بكبرها والتخلـي عن شي ما كان هو هاجسي وحلمي الوحيد
لكن كان نابع من فضُول داخـلي كيف تعمل هالدائره؟
وان مصيري انجح فيها لو عطيتها من جهدي وتعبـي لكن ما كانت تستحق وقتـي ، فكان التخليّ عنها انسب قرار اتخذتـه
ورغم استسلامـي من ذيك الدائره .. الا اني ما قدرت استسلم من ناحيتك
مازال برُودك وصمتك مزعج بالنسبـه لي!
كان يؤرقنـي حتى بمنامـي لدرجه وصلت فيني اشك انك خرساء
مرّت الاسابيع وانا اردد " موقف عابر .. شخص عابر .. لا تعطيه اهميّة "
كنت ابي انسى اكثر شي استفزنـي ، وهو انتِ
لكن ما قدرت ما قدرت ماقدرت .. بدال النسيان ، صرت استرجع المواقف اللي جمعتنا
اجتماعاتنا ، اشغالنا المشتركـه ، التوبيخات ، العقابات
والغريب ان هالشي ما صار يستفزنـي زي قبـل .. صرت اشعر بتبدّل حالي ، اشعر بإبتسامات ترتسم على ثغري ومشاعر تفُوق وصفي
شوق ، وله ، رغبه باللقاء
استنكرت كل هالثلاثـه ، لكّن انهزيّـت لإعلان انذكـر فيه اسمـك!
نجاحك بالعمـل على احد روايات انجح الكاتبيـن
ولو ما اعرف اسمك الكامل كان كذبت عيُوني!
ابتسمت والاصح ضحكت ، ضحكـه غريبه لفظت بعدها " واخيرا الخرساء نطقت "
ما قدرت اتجاهل اللي شفتـه ، ورحت للدائره ، ودخلت بالدس واول شي اخذتني له خطواتـي هو مكتبك
ما كنت بحاجـه لضرب الباب ، لان حظي كان معـي ولقيت بابك مفتُوح وزاد حظّي اكثر تواجدك فيـه
اقتربت ووقفت وراقبتـك ، وشدنـي التغيّر اللي كنتِ فيـه
صمتك تحوّل لضجيج ، وقوفك تبدّل لخطوات مختلفه بالسرعـه
صوتّك وانفعالك ، وسطوتك بالردّ
ما كانت اشياء عاديـه عنديّ .. اشياء قدرت تزيد من اتساع بسمتـي وتزيد فخري
وتجبرني على ترديد ذات الجمله " واخيراً الخرساء نطقت "
استدرتـي وكنتِ راح تكشفيـني لكن تداركت وضعـي وهربت
الهرُوب اللي تمنيـت اني ما هربتـه ،، كان عندي كلام كثيـر بخاطري كنت بحاجـه لاني اقوله لك ، اقلّتها ابارك لك
لكن كان لهرُوبـي الكلمه الحاسـمه
ورحت وانا احس فيـه شي ناقـص فيه شي يجذبنـي للرجُوع
لكن طالت رجعتـي لك ومرّت بعدها سنتين ونص ،
اشتغلت فيها على حلمـي المركون ومازلت اشتغـل ،
لكـن بأول رجعـه لي استقبلنـي خبر إصدار الجزء الاول من روايـتك الاولى ، وما ترددت بأني اشتريها واقراها
اكذب عليك لو قلت انـي ما انجذبت لها ، لكـن انجذبت للحد اللي يخليـني احب قراءة الروايات من بعدها
صرت اتوق لأي جزء جديد ينزل .. صرت اول الحاضرين واخر المغادريـن
كنت اصنع ليّ جوء خاص اقرا فيه اي روايـه لك
وعلى وقت اصدار روايـتك الثالثـه ، واعتقد انك تذكريـنه
ما كان عندي علم بحضُورك .. ومع ذلك كنت اول الحاضريـن
اخذت الروايـه من احد الرفُوف ومدري وش اللي خلاني اوقف واقرا بمكاني
وبلحظه اندفاع من شخص دفعنـي وطاح منيّ الكتاب
الطيحـه اللي خلتني انحنـي لجلب الكتاب وترتفع انظاري ، وتستقّر على لحظـة دخُولك
اللحظـه اللي كنت اعيشها ، واشعر بأنها وهم
الا ان الضجيج اللي حولي بإسمك جعلني استوعب حقيقة الوضع
كنت اراقب من بعيد وانتظر المكان يفرغ منهم ، لكن طالت المدّه للحد اللي يخليـني انهمك واجلس ، وبلحظـه تمكن منيّ التعب وغفيـت بمكاني
وما صحيـت الا على ضربـه خفيفه توسطت ظهري وصوت رقيق على سمعـي يصحيني
فتحت عيُوني وصحيـت ، والعجيب ان محد حولي ؟
لوهله استشعرت انـه حلم ! شي من الوهم!
التقطت كتابي واستقمت من جلستـي بعد ما استوعبت ان المكان فاضي .. وانا اجر اذيال خيبتـي على الفرصه الثانيـه اللي ضاعت منيّ .. وهالمرّه بسبب " تسويفـي "
لكن رجع صوت هادي ونبرات رقيقـه تستوقفني " عناد "
التفت .. الالتفاتـه اللي خلتنـي انتصر على هرُوبـي وتسويفي وامتلك الشجاعـه للإعتراف
لمّا استمديت الجرأه منـك ، وانا اللي كنت اظنّك بتتجاهليني بعد اللي قلتـه لك .. بسؤالك اللي طرحتيـه علي " للحيـن باقي على كلامك ، تعتزل البقاء مع فاشلـه مثلي؟ "
تذكريـن كيف كنت اعترض على الوصف اللي وصفتيـه نفسك وكيف ظهرت منـي نبره تفوق نهري لك بالمرّه الاولى " ما كنتِ فاشلـه ولا ممكن تكونين ! كنتِ مجرّد خرساء متبلدّه .. واخيراً نطقتـي وسمعتـي العالم صوتك .. وصار الكـل واولهم انا منصتين لك "
مُبارك يالخرساء .. مُبارك نطقك واثبات مكانك .. مُبارك نجاحك مُبارك يا أريـش العيـن "
..
انتهـى المقطع لهالحـد ، واحتضنت يديـن الهارب خصّر محبوبتـه الخرساء
ولفّها عليـه وهو يتأمل عيونها اللي نثرت مطرها بقسوه ، وهو يمسحها بلُطف ؛ وكان هذا احتفالي الخاص .. ومشاركتي لك للحظة هرُوبي وتسويـفي واخيراً شجاعتي !
كيف كان احتفالـي فيك؟
ضربتـه على صدره وهي تنـطق ؛ حمار قسم بالله بكيتني
ذكرتني بكرهـي لنفسي ولومـي لنفسي على استقالتك
من يومها وانا احارب نفسي عشان اتغيّر واتجرأ
ما كنت اشوف فشلي شي سيء لانه كان يربطنـي فيك ، كانت الصله الوحيده اللي تجمعنا
السبب الوحيد اللي يخلينا نلتقـي ببعض اطول وقت ممكن
غلبنـي وقتها حُبي للبقاء معك على النجـاج
لكن فراقـك وابتعادك عنيّ والسخريـه مني على صمتي ، وعّانـي على اني لو ابي ابقـى معه للأخيـر .. فالنجاح هو وسيلتي الوحيـده وماترددت بسلك هالطريـق ابداً ، والحمدلله نلت هالنجاح ونلتك .

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن