44

1.4K 34 4
                                    

حسّت بقشعريره تسريّ بكامل جسدها حتى اطراف كفّها بدت ترتعش من هول اللي قرته وكان صادم بالنسبه لها
ابداً ما توقفت عند جملته الاخيره ، بالها كلّه مع سبب الاغنيه وكيف هو ردّ على كلام اصلاً ما قالته له قالته للشخّص اللي تظّنه كاتم اسرارها والآمان لفضفضتها ، حسّت الدنيا تسّود وتدُور فيهَا
ابتلعت ريقها بعدم تصديق وحسّت بمطر ينساب على جسدهَا الطاهر من فرط ما تحسّ به من ارتعاب وصدمه
ظلّت على وضعها لدقايق طويله ، ما قدرت حتى تنقذ نفسها من الشعُور البشّع اللي احتلهَا
وكيف الشخّص اللي آمنت نفسها عنده يخُونها ويوصّل لعناد جُمله ما قالتها الا له
سحبت نفس عميق لصدرها وزفرته بعد ما تمالكت نفسها بصعُوبه على طلب السائق منها انها تنزَل واخباره لها بأنهم وصلو للمحكمه ،
طلعت من حساب عناد العام ، ودخلت على حسابه الثاني واللي للحين تظّن انه انسان مُختلف وخاين
دخلت على محادثته وكتبت له .. وهي منعميه من فرط قهرها وعصبيّتهَا عليه
"
انت احقر انسان شفته بحياتي
بأي حق تطلّع اسراري له!!!
كيف خليتني اوثق فيك وانت تقوله كل شي من وراي؟
اكيد انت بعد جزء من خطّة انتقامه من غيث
بعد ما افلس منيّ ، ارسلك لي
والا كيف طول هالسنتين متحملني وساكت!
كيف رجعت ظهرت بحياتي بعد ما تركته!
الحين عرفت انه مو لله !
كلكم نفس الطينه كلكم استغلالييين وناس وصخه وحقيرره
اعتبري محادثتتي ملاحظات اجل !
حسبي الله ونعم الوكيل فيك حسبي الله
الله لا يوفقك ولا يسامحك يا حقير!
كيف كذا تستغفلني !!
كييييف!!
..
كانت ترسل له وهي جاهله ان عيونه عليها وشافها من لحظة مانزلت وبحاله ما تسّر قلبه
ماقدر يتمالك نفسه ويبقى ساكن بمكانه وما شعر بنفسه الا وهو واقف امامها
ولسانه متجرأ على النطّق بكلمات لجل يهديهَا
لكّنها قابلت مطالبه القلقه بإنفجار وانفعال ذكرّه بلحظة انفعالها عليه قبل لا تتركه
ابتلع ريقه بصعُوبه واندهشت ملامحه على صراخها فيه بـ ؛  ما كفاك اللي سويته ترسل لي بعد اذنابك يتجسسووون علي !!
الحين عرفت ليش صبرت سنتين وكم شهر
لان انتقامك م بعد اكتمل صحيح!
قلت ارسل لها اشخاص يهدونها من جهه عشان ترضى علي وترجع
ومنها اعرف وش تقول عني وهل خطتي نجحت او لا
وكملتها باغنيتك عشان توهمني !
سكتت لوهله واستكملت بسخريه مفرطه ؛ لكنك غبي كشفت نفسك بنفسك لانك قلت نفس الجمله لمتابعينك وان اغنيتك رد على كلامي
عبالك بصدقك واصدق مزبلتك اللي مرسلهم لي!
انت حقير حقير حقير اكرهك
عناد كان مصعُوق من اللي جالس يسمعه منها ومن نيته البريئه اللي حولتها لنيّه خبيثه ومن طاري الانتقام اللي مازال ياكل ويشرب معهَا وكأنه واقع هو فعلاً ناويه وشعرت فيه
ما كأنها كذبه صنعها خيالها وصدّقها قلبها الاعمَى اللي زرع له بداخلها مشاعر مناقضه تماما للمشاعر اللي يتمناها
كان راح ينهل عليها بالتوبيخ والسبّ والشتّم ويطّلع كل حرقه زرعتها بقلبه ظلّم له ولمعدنه فيها ولا همّه
لكّنه ماقدر من شافها يا الله توازن نفسها بالوقفه
وكأن جسدها شارك انهيار قلبها وصار صعّب عليه
يتحمّل وقوفها
مسكها غصب عنها رغم دفعاتها له وامتناعها عن انه يسندها بنفسه
او يعطي نفسه الحقّ بلمسها
اخذها معه على جنب وجلسّها وعطاها مويا تهدا
واردف بعد لحظات طويله وهو بكامل هدُوئه ؛ مانتي جاهزه للجلسه اليوم الافضل نأجلها ليوم ثاني
ناظرته وكل كُره العالمين متجمّع بعيونها له ، وبسخريه واصرار تام نطقت ؛ مو على كيفك
انا ابي  اتخلص منك بأسرع وقت ممكن !
ماعاد ابيك تفهم !
مستحيل اسمحلك تستغلني زي عادتك
وتستغل مش..
بترت جملتها من حست على نفسها وبالعيد اللي كانت راح ترميه بوسط ساحة حربها معه وتسمح بالهُدنه المؤقته مابينهم
صدّت عنه وهي تشرب مويتها برجفه ملحوظه ، وكأنها تداري ذاتها ومشاعرها عنه بكاملها
تأملها عناد بحزّن كبير ،ندم انه تركها على ظنّها من البدايه من باب ان مصيرها راح تهدا وتعرف الحقّيقه بنفسهَا
وانه مو لازم يتدخّل ويشرح لها نفسه ، لكّن اللي شافه منها اليوم علّمه انه غلطان وان سكُوته ما اثمر بحقّ قلبه خيّر ، بالعكس زاده من اللوعات اكثّر
تنهدّ بقل حيله واردف بنبره كسيره قبل لا يتركها ويبعد عنها لمسافه يشوف انها مناسبه له ولها ؛ الله يسامحك على ظنّك
  استرخت بكاملها من ابعد عنها وهي تلتقط انفاسها وتسيطر على نبضاتها اللي رجعت تبعثرت من جديد بسبب اهتمام بسيط جاء منه لها
وكأن قلبها مُدرك بأن حتى ابسط الاشياء منه مازالت مختلفه عندها
شافته وهو يتصفح جواله ، ومن بعدها بثواني ضئيله
جلسّ يتخذ وضعية تصوير مناسبه ويصّور فيها نفسه
استغربت روقانه الغريب واللي يخليه يصور وهو بمكان ابداً ما يستدعي هالشي ..
ثواني حتى وصلها اشعار افزعها واشبع فضُولها بذات اللحظه
دخلت عليه وشافت الصوره وهو بذات الوضعيّه اللي كانت تشوفه يتخذّها امامها
واكثر ما صدمها الحساب المرسله منه الصُوره ، ذات حساب الشخّص اللي عدته خاين ومُرسل منه
امداه يرسلها له عشان يرسلها لها !
ماهي قادره تستوعب شي من اللي جالسه تشُوفه
انتقلت نظراتها من على الصُوره ، لصاحب الصُوره نفسه
وهي مو قادره توضّح او تشرح لنفسها وش قاعد يصير
لحدّ ما اهتز الجوال بيدها واجبرها على انها ترجع نظراتها لمحادثته واللي كانت كاتب لها فيها " اصلا ماكنت ادري اني اعرفك وانك عندي لين تركتيني وبالصدفه بعد
كم يوم نزلتي عزفي عندك وسبيتيني "
ومن يومها وانا حالف اكون عناد ثاني لك وموطن اسرارك
لانك ما لحقتي تفهمين عناد اللي عشتي معه
قلت لعلك تفهمين عناد اللي يكلمك
لكن اتضح اني بالحالتين عندك مفهوم غلط ومسبب لك ازمه
ويوم اخذت الجمله وحطيتها كنت ابيك لو شفتيها بيوم تعرفين انك ظلمتيني
وانك تهمنيني مو مثل ما تظنيني
وانك هزيتيني فيها وجبرتيني على اني ارد عليك فيها
لو انك معطتني فرصه زي الناس ارد عليك فيها .. كان ما انجبرت ارد عليك من خلال اغنيه و تخليني مابين الشك والحيره هل هي بتوصل لك والا لا !!
..
شافها وهي تقرا رسايله وفاتحه محادثته ، ومن خلال رسايلها وانفعالها عليه تبادر لذهنه انها ما عطت نفسها المجال تشُوف البوست حقّه الثاني اللي نزّله وهالشي اجبره على انه يرسل لها كمحاوله اخيره منه وهو كله آمل ان ترّق على قلبه بعدها " واذا ما اعجبك اول بوست عطي نفسك فرصه واقري البُوست الثاني لعلك هالمره تزيحين العتمه من على عينيك وتشوفيني بحقيقتي "
اكتفى بأنه يرسل هالرساله عليها ويدخل على استعجال محاميه له بالدخُول بعد ما تأملها لثواني بقلب لهُوف شفُوق على انه يفُوز فيها ولو ان كل معطيات حربه معها تعطيه بأنه طرف خاسر بالنهايه
.
.
" داخل قاعة المحكمَه "
كان عناد جالس بمقعدّة المخصص وعيُونه ما انزاحت ابدا عن بابه البنيّ
وهو متزاحم التفكير برغبات متناقضه تماماً
رغبة عقل يتمنى الخلاص من هالوضعّ بـ دخولها
ورغبة قلب يتمنَى انسحابهَا وتأجيل الجلسه لوقت آخر
الا ان رغبة قلبه حاليّا تطغى كليّا على رغبة عقله المجحفه
ولهالسبب ما قدرت انظاره تطيع اوامر عقله بالانصات والالتفات لآحاديث محاميّه الممله
مرّت عشر دقايق ولحد الآن ريما ما دخلت عليهم

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن