مُقدِّمَة

1.8K 35 0
                                        


مريم:
كنتُ أظنّ أن الطمأنينة شعورٌ عابر،
حتى عرفتُك.
فإذا بكَ طمأنينةٌ تمشي على الأرض...
وإذا بدعائي القديم يظهرُ ملامحه في وجهك،
وإذا بك، يوسف، دعوةٌ طال انتظارها...
فاستجاب الله.

يوسف:
ما عرف قلبي السكون إلا حين نطق باسمك،
ولا رقّت دعواتي إلا حين أضفتُ اسمكِ بينها.
لم يكن حبّي لكِ نزوة، ولا رغبة وقتية،
بل يقينٌ أن روحكِ خلقتْ لتؤنسني،
وأنكِ نعمتي التي جُبرتُ بكِ دون أن أشعر.

مريم:
لم أحبّك حبَّ غافلين،
ولا نظرتُ إليك نظرة عابر سبيل،
بل أحببتُك حبّ خائفٍ من الله،
يتمنّى أن يُكمل بك نصف دينه،
وأن يسير بك في درب لا عثرة فيه إلا سجدة،
ولا دمعة فيه إلا خشية،
ولا نهاية فيه... إلا الجنّة.

يوسف:
وما تمنّيت من الحياة شيئًا، كما تمنّيت أن أراكِ بجواري..
ثم أدعو: "اللهم اجعلها زوجتي، ورضاك سقفًا لهذا البيت".
وما أجمل أن يجمعنا الله لا رغبةً... بل عبادة،
لا تملّكًا... بل سكنًا ورحمة.

مريم:
يا من أحببتُه...
ليتك تعلم كم مرّة سجدتُ لله أدعوه أن يُطهّر هذا الحب،
ويحفظه من الزلل،
وأن يجعل بيننا نورًا لا ينطفئ،
وأن يُبقيك لي رزقًا لا ينفد،
وسكنًا لا يُهتزّ،
وستْرًا لا يُكشف.

يوسف:
والله ما عرف قلبي امرأة قبلك،
وما أراد بعدك غيرك،
وما دعوتُ إلا بكِ، وما سجدتُ إلا وفيكِ دعوة...
يا من رضيتكِ على سنّة الله،
وكتبتكِ في دفتري حلمًا،
وفي دعائي أملًا،
وفي يقيني: زوجتي التي طال انتظارها.

أصبحتِ كالدَّمِ يجري بين أوردتي (عشْقُ اليُوسُف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن