اللهم صلِّ وسلّم وبارك على رسول اللّه(الفصلُ الثّاني)

1.6K 49 4
                                        

                       صـلّوا علىٰ رسولِ اللّه
                                 ________
كان الصباح هادئًا، والهواء يحمل برودة خفيفة تُلامس الوجوه برفق.

خرجَ مالك من باب الفيلا بخطواتٍ ثابتة، يحمل في يده مفاتيح سيارته، وعيناه تتجهان نحو الممر المرصوف بالأحجار الصغيرة التي لامستها أشعة الشمس الأولى.

وقبل أن يفتح باب السيارة، لمح عند البوابة أخاه عبدالرحمن يقترب، و علىٰ وجهه ابتسامةٌ ودودة.

قال عبدالرحمن بصوتٍ دافئٍ:
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التفتَ إليه مالك مبتسمًا، وبنبرةٍ لطيفة ردّ:
_ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

سأله عبد الرحمن قائلًا:
– رايح الشركة دلوقت ولا مشوار ولا إيه؟

– أيوه رايح الشركة، يلا تعال اركب معايا نطلع سوا.

فتحا باب السيارة، ودخلا معًا، وبينهما جوٌّ من المودة الهادئة التي تشي بعلاقةٍ أخويّةٍ عميقة.
ركب عبدالرحمن جانب أخيه، وأدار مالك المحرك بينما علت وجهيهما لمحات الصباح الهادئ.

تحدّث عبدالرحمن وهو ينظر من النافذة:
– حبيبة قلبي راحت الجامعة إنهارده.

ابتسم مالك وهو يُدير السيارة للخلف بهدوءٍ:
– آه يا أخويا، حبيبة قلبك راحت. دي من امبارح مش مصدقة إنها بقت طالبة جامعية.

ضحك عبدالرحمن بخفةٍ صافية:
– وأحلى دكتورة كمان! يوسف كان بيقول تقريبًا إنه هيدخل يشرح أجزاء بما إنه بقا معيد في الكلية.

– أيوه، فاطِمة قالت لمريم.

هزّ عبدالرحمن رأسه بإعجابٍ خفيف:
– ما أنا قلتله، يحافظ على بنت عمه كويس.

زفر مالك تنهيدةً قصيرة وهو يقول.
– ربنا يصلح حالهم يا بودي.

وسارَت السيارة في طريقها بين ضوء الشمس الهادئ وصوت الراديو الخافت، فيما غمر الهدوء قلب كليهما قبل أن تبتلعهم طرق المدينة المزدحمة.
_________________________________________
أدارَ أحمدُ السيارة ببطءٍ عند بوابة الجامعة بعد أن أنزلَ «عائشة»، وبينما كان يستعدُّ للعودة، لمحَ «فاطمة» واقفةً أمام البوابة تُراقب الطريق بعينيها القلقتين.
خفّف السرعة، ثم توقّف إلى جوارها ونزل من السيارة قائلًا بلطفٍ:
– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابتسمت فاطمة فور رؤيته وقالت:
– وعليكَ السلام ورحمة الله وبركاته.

قال أحمد وهو يقترب بخطواتٍ هادئة:
– إزيك يا دكتورة فاطمة؟

ابتسمت و قالت:
– الحمد لله، إزيك إنت يا بشمهندس؟

ضحك يقول:
– الحمد لله... بس إيه «بشمهندس» دي يا فاطمة؟

أصبحتِ كالدَّمِ يجري بين أوردتي (عشْقُ اليُوسُف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن