بارت ٣٤

332 13 0
                                    


نور خرجت من الشور تجفف شعرها و اختارت فستانها
و اعتلى صوت عبدالحليم في الغرفه تبتدي فيه الميكب
عدت الساعه الأولى و انتهت من كل شي تتأمل نفسها
بفستانها الأبيض و شعرها المُموج منسدل على اكتافها
كانت آخر لمساتها رشتين من عطرها و هي كل ما تذكرت قدومه
تمتلي مشاعر اخذت جوالها تلتقط صور تحتفظ بتفاصيل هذا اليوم
المميز ، عند رغد لبست و نزلت تاخذ السويت من امين و ريم اللي
جهزت من وقت و نزلت تساعد امها ، نزلت نور اخيراً و نطقت
منوه بمزاح : باقي تأذنين ، ضحكوا خواتها و اكملت مشيها و قبلت
خد منوه : مقبوله منك يا نبع الحنان و جلسوا بـ انتظار نوره ما إن عدت
نصف ساعه و اعلن وصولهم صوت الانتركوم فزت منوه تراقب
دخولها من باب المزرعه بحماس و دخلت مبتسمه من حفاوة الاستقبال
من منوه و البنات و احتضنت نور بشوق تحت ابتسامة خواتها الخفيّه
جلسوا و تقهووا و اخذهم الوقت للساعه ٨ مساءً .. ارتاحت نوره بالمكان
اللي زواياه مليانه حنان و دفئ تلمح مجموعة صور على جدران البيت
و سرحت بحياتها اللي عاشتها ببؤس مع سالم و طلعت في بدر اللي
تشوفه الدنيا باللي فيها ، قاطعتها بوسة نور اللي بدت تشرح لها اوقات
التقاط الصور و مناسبتها و شدّت نوره على يدها بهمس : نور امي
بقولك شي التفتت عليها بـ انصات و اكملت نوره : ما بعطي مقدمات
بدر يبيك و انا ودي فيك اكثر منه ارتحت لك يا يمه و اشوف فيك بنت
قبل لا تكونين زوجة ولد ، بخنتك بكم يوم جلستي فيهم في بيتي ..
ما بكثّر كلام خذي وقتك و فكري و ترا ما قلت لأمك ابي تعطيني
رد و ابدا بالموضوع نور اللي خجلت و ما عرفت تنطق الحرف
قاطعهم صوت منوه اللي شكّت بالوضع و ابتسمت : تعالي
نوره بنجلس بالحوش ، توجهوا سوا للجلسات الخارجيه
وسط العشب و الورود اللي ماليه المكان يتشاركون فيه الأحاديث
منوه بـ اهتمام : و دامه بعيد بشره متأكده ما فيه ذرة خير وراك ما تزوجتي
و شفتي حياتك ؟ نوره : اول السنين هددني لو اعرست بعده بياخذ مني
بدر و انتي تعرفين يا منوه غلى الضنا و الخوف من فقده بيوم و ليله
و مشت بي السنين و كبرت وش لي بالعرس بدر مكفيني و قايم فيني منوه : مكفيك و الله يخليه لك لكن بكرا بيتزوج و تستاحشين ، ناظرت نوره بنور فوراً و نزلت نظرها لكاسة الشاهي بـ حيا و اكملت نوره : بدير لا اعرس بيجلس بالبيت عندي ، كم شهر يجيب لي حفيدي يملي علي البيت " قاطعهم شرقة نور بالشاهي " و اكملت بـ ابتسامه وش لي بالزواج يا منوه وجع راس ، التفتت منوه تضرب ظهر بنتها بخفه : صحه امي .. رفعت نظرها لخواتها و قالت : انا بروح للمطبخ اجيب سكر الشاهي ناقصه سكر و قامت معاها ريم توجهوا للداخل تاخذ نفس من التوتر : يمه ريم سمعتي اللي سمعته ؟ ضحكت
ريم : سمعتها شكل الوضع جد تتوقعين حست ؟ سحبت يدها
توجهت لغرفتها فتحت نور الشباك و حطت على اكتافها شال من زادت برودة الجو و وقفت قدامه و جلست ريم على السرير تهمس : ما لمّحت إلا عطتني بالصريح ، تفاجأت ريم ، نور عضت شفتها : قالت بدر يبيك و انا ابيك اكثر منه ما قلت لأمك ابي قرارك بالأول ، ضمتها ريم بفرحه و بادلتها نور
ريم : الله عسوله مرره ما توقعت ابد قلت بتفتح الموضوع
مع امي دامهم صحبات ، هزت راسها نور : حتى انا توقعت كذا
بس مو عارفه افكر .. مسكت كفوفها ريم و ابتسمت : استخيري لا يشغل بالك شي دامه يحبك و كونك اختياره
و اختيار امه هذا الشي يريّحك الباقي هيّن قاطعتها نور : مو هيّن ريم ابوه مو هيّن !! بغى يذبحنا بس لأننا لابسين عبايات ملونه و بس لأني رديت بوجهه و دافعت عن بابا نسيتي ؟
تنهدت بخوف : نسيته بس والله ما تقولين الأموره ذي زوجته
تنوكل و الذرابه و الذوق احسها من جوا نظيفه مشت خطوات نور بالغرفه و نزعت الشال توجهت لحمامها و طلعت ريم
للبلكونه تناظر المزرعه و الشجر اللي يفصل جلستهم
عن المشب و انصدمت من لمحته همست : ايش جابه هنا !
توترت اكثر من رفع راسه و هو بوسط مكالمته يلمحها .. عرفها
كيف ما يعرفها و هو حافظ ملامحها و شعرها ، مضت دقايق تأملهم لبعض ابتسمت بلا شعور و بادلها الابتسامه التفتت
من انتبهت صوت نور : ريما يلا ، التفتت له مجدداً تلوّح له
و دخلت لداخل الغرفه تغلق خلفها الشباك مبتسمه
اما عنده تنهد من شاف دخولها وعى على امين اللي يغسل يدينه : ايس في مُسكل ؟ ابتسم له و راح للمشب يجلس
بجانب بدر اللي نطق : عسى الأمر خير ؟ استغرب محمد
سؤاله و اغمض عيونه بتذكر للمحامي اللي كان يكلمه
و ابتسم بمجامله : امور بالشركه كلها خير ان شاءالله
بدر بفضول عجز يكبته : إلا اقول يا محمد وش معرفتك
بـ العم رائد ، بينكم شغل ؟ محمد : لا والله وحده من بناته موظفه عندنا بالشركه و حصل موقف و اليوم اتصل و أصر اجي و حتى انت استغربت وجودك ، بدر : انا بعد موقف ابوي
عزمته في بيتي و عزمني من وقتها و لا قدرت أرده ..

 شبيهك بدرُ التم ، بل انت أنورُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن