وصله همسها ترتخي ملامحه بعدم تصديق: رغد انتِ صادقه؟
بكت تهز راسها تأكد كلامها: يبه والله تعبت اي فيني مسّ يبه والله يبه ما اكذب عليك سمعت صوته حسيت فيه يلمسني يبه تكفى طلعه مني والله تعبت انا مو قادره اصلي انا انام طول يومي بس عشان ما افكر بالإلحاد يبه صاير تجينب افكار كذا والله غصب عني تكفى طالبتك ريحنّي منه ابي ارجع لحياتي القديمه مابي اعيش بهالرعب
مسك وجهها بكفوفه يبيّن له انها صادقه فعلا: ماكون يعقوب ان ماساعدتك ياعيون ابوك كيف جاء لك يابنتي؟
سكتت لثواني تذرّف دموعها بصمت: لما راحت امي
اغمض عيونه بتعب يحتضنها: هدي نفسك وارتاحي الحين وبشوف شيخ زين وبنروح ان شاء الله اليومابتسمت تتقدم تفتح سيارة مُطلق تركب بجانبه: السلام عليكم
حرك يرد لها السلام غير ملاحظ لحماسها،كانت بتتكلم لو لا هاتف مُطلق الي رن وقاطع عليها يرد: اهلين
لف بنظره للنايّفه يتنهد: تمام
سكر يرسل موقع شقتهم للشخص القادم لهم يرفع جواله من جديد يتصل على صالح: وينك؟
ناظر يعقوب الي طلع من غرفة رغد: بالمستشفى مع يعقوب
هز راسه مدعي انهُ يراه: تمام بعدين بكلمك
سكر يركن سيارتهم بالمواقف تعبس ملامحها النايّفه من كانت عندها حماس تعلمه بلي صار لها لكن ملامح وجهه تبيّن لها ان صار شي،نزلت معه تمد كفها لكفه تجبرّه ينزل نظره لكفوفهم المتشابكه؛التضاد الي بينهم من صغر كفها وكبر كفه ونعومة كفها وبياضه الى خشونة كفه وسماره،أجبرت ابتسامه هاديه تظهر على محيّاه بسبب تعودها عليه بهالأسابيع؛قدرت تخطي خطوات كبيره تجاهه،من ضحكتها الذي بات يسمعها كلحن يطرب مسامعه؛لحن حلال من ثغرها المعسول الذي يجبّره على الابتسام، الى نومها بجانبه وتوسدها حضنه ليلاً،حضن يبعث بداخلها الامان بعد اسابيع طويله من محاولة تخطي موت سحاب،، رفعت عيناها لإبتسامته الخفيفه تبادله ابتسامه خجوله،دخلو العماره يخطو خطواتهم لشقتهم ينطق مُطلق: نايّفه
فتح باب الشقه يدخلون: هلا
تنهد تنهيده طويله يجبّر نفسه على مفاتحتها بالموضوع،يمهد لها حقيقه بتنكشف امام براءة عيناها وجرح قلبها الي ما انبرى من موت سحاب،رفعت نظرها لعيناه بإستغراب من حاوطت كفوفه كفوفها، تشعر بطمأنينه معه،راحه وآمان كبير باتت تسكن صدرها طول جلوسها معه: لو مثلا احد من عائلتش طلع عايش وش بتحسين؟
ابتسمت تعقد حواجبها من سؤاله الغريب: كيف من عايلتي مُطلق امي وابوي الله يرحمهم وجدتي..
سكت من داهمتها غصه تعجز عن بلعها: الله يرحمها
ارتفع كفه يمسح دمعتها النازله على خدها: لو امش طيب كانت موجوده بس عندها ظروف وماقدرت تكون معش بتتقبليها؟
ارتجف داخلها لسماعها كلامه؛تتخيل وجود امها معها حضنها الذي انحرمت منه من سنين،ماتعودت الا على كفين سحاب الدافئه تحتويها وقت فرحها وحزنها وضيقها لكن ام؟هي ماتعرف شعور حضن الأم الفعلي وتتمناه لكن تجهل انه فعلا موجود وقريب منها مسافه بسطيه تفرق بينها وبين فاطمه التي تطلع الدرج،تتمنى تقبل النايّفه لها وتفهمها لها،شعور صعب يجتاح كلاهما،من تمني النايّفه لحضن ام تحتويها الى فاطمه التي يصعب عليها مقابلة ابنتها بعد تسعة عشر عاماً من الهجران،،انطق باب الشقه تترك النايّفه كفين مُطلق لتدخل غرفتهم ولكنه ماسمح لها من مسكها: لحضه
النايّفه: يمكن صالح بدخل
هز راسه بالنفي: اوقفي
لف ظهره لمقبض الباب يُديره ويفتحه يسمح لعينان فاطمه تستقر على ابنتها التي تقف وراه،آهه يالحنين! ياقوة الشعور الآن اصعب شعور ممكن تعيشه ام؛ ابنتها قد كَبُرت وهي بعيده عنها،الآن متزوجه ولا تعرف حتى ان امها على قيد الحياة،عقدت حواجبها النايّفه تناظر مُطلق تهمس: مين ذي؟
مارد يبتعد عن الباب يسمح لفاطمه تدخل،تقدمت للنايّفه تعصف مشاعر الاشتياق لها،مدت كفها تتحسس وجهها،تتحسس النعومه فيه تناظر لعيناها التي تشبهها،بلعت ريقها بعجز: نايّفه!
تجمعت الدموع بمحاجرها : بنتي يالنايّفه بنتي!
مسكت كفها تنزله عن وجهها تبتعد بعدم تصديق: بنت مين؟مين انتِ!
نزلت دموعها تبكي: امك يابنتي امك!
هزت راسها بالنفي تضحك بجنون: امي ميته!تضحكين علي انتِ؟امي فاطمه تحت التراب لا تكذبين علي ماني بزره عندش
غطت وجهها بكفوفها بتعب تبكي: انا فاطمه والله انا امك يابنتي انا زوجة مُفرح وامك
بكت بذهول تتراجع: ك..كي..كيف مستحيل لا تكذبون علي امي ميته لا تكذبون!
سكتت فاطمه تنزل دموعها،تعجز عن إقناعها،اختفت الحروف من ثغرها تشوف عدم تقبل النايّفه،هي مجرد ضحيه مثلهم كانت مجبوره تتركهم،تركت بناتها غصب عنها تبعد عنهم،تبعد عن الرياض واهلها وتستقر بالشرقيه بس عشان تحميهم،كل ما حاولت ترجع لهم تعجز،تعجز بعد كل هالسنين ترجع لهم فجاه وتقول انا امكم؟لو لا الله ثم نجم ماكانت رجعت ولا ارتوى شوقها بفُلك،،بكت النايّفه من حال فاطمه الي يؤكد صدق كلامها: انتِ فاطمه؟
هزت راسها بالايجاب تنزل دموعها يعتلي صوت بكاء النايّفه المصدومه؛تسعة عشر سنه عايشه ماتعرف الا انها مدفونه تحت التراب لكنها الان امامها،وماتقدر تنكر الشبه بينهم يغصبها تصدق لانها ماخذه كل جيناتها،هزت راسها بالنفي تبكي بقهر: تسعة عشر سنه تركتيني تخليتي عني ليه!تركتيني اكون يتيمه عشان وش؟عشان مين تركتيني لوحدي ليه!
شهقت ببكاء تكمل: انا تمنيت اجرب حضن الام ولو مره انا تمنيت حضنش تمنيت تلعبين بشعري وتقولين لي قصه قبل ما انام تمنيت اصحى للمدرسه على صوتش وريحة فطورش بس كل ذا تمني واحلام
ارتفعت نبرة صوتها تاخذ الكاسه ترميها ينتثر زجاجها: كل ذا بخيالي كان ماكان احد معي غير سحاب هي الي ربتني هي الي ملت مكان الام الي ما ينملى انتِ كنتِ عايشه وخليتيني اعيش اليُتم ليه عشان مين تركتيني ليه ليه يافاطمه ليه
تقدمت فاطمه منها تتراجع: لا لا تلمسيني ارجعي للي كنتي عندهم ارجعي للي تركتيني عشانهم انسي اني بنتش انسي ان النايّفه لها وجود انا ما معي اهل غير مُطلق هو زوجي وابوي ما احتاجش كملي سنينش بعيده عني اكرهش!
ماكانت توعي حجم الآلم الذي تسببته بقلب فاطمه، ماكان كلامها الا سكاكين انهالت على قلبها المجروح، اغمضت عيناها تاخذ نفس تتفهم حالتها وتلف لمُطلق تهز راسها له وتطلع من الشقه تترك النايّفه تستوعب الي حصل لها والحقيقه وكي لا يجرحون بعض،تقدم منها يجثو على ركبتيه بهدوء امامها: نايّفه
رفعت نظرها له بعيناها الدامعتين تبكي: ليه تركتني
تنهد يتقدم بذراعينه يحاوطها ويسحبها لحضنه، رفعت يدينها لعُنقه تحتضنه تكمل ببكاء: انا كنت احتاجها ليه تخلت عني لسا فكرت ترجع لي الحين بعد وش؟
وقف يحملها بحضنه يدخل غرفتهم ويسكر الباب وراه،جلس على السرير يتربع تستقر النايّفه بحضنه يتخلّخل كفه لشعرها يعبث به بهدوء يصمت لبعض الوقت لينطق: ليه ماعرفتي سببها؟
رفعت راسها له: وش السبب الي يخل ام تترك بنتها؟
ابتسم مُطلق يناظر ملامحها يمد ابهامه يمسح دمعتها: بناتها قصدش؟
لانت ملامحها بصدمه: بناتها؟
هز راسه بالإيجاب: اي عندش اخت
سكتت النايّفه بعدم تصديق يكمل: ماتركتكم عن عبث مثل ماهو صعب عليكم كان صعب عليها يانايّفه تركتش عشان مصلحتش لو بقت ماكنتِ حيه كانو قتلوش
هزت راسها بعدم فهم: مين هم؟
مُطلق: انا جيت لهنا عشان ادور على امش لانها وصية سحاب الله يرحمها امش تركتش عشان تضمن سلامتش امها هددها فيش لانها كانت متزوجه قبل ابوش واحد اسمه وائل ويوم كانت حامله باختش الكبيره انقتل من اخوه،انقتل عشان شركه هو تعب فيها واجتهد واخوه طمع فيها وهدد امش ببنتها واخذها غصب عنها وهي نفاس،ماكانت عندها لا حول ولا قوه كانت ضعيفه واُجبرت تترككم ويوم خطبها ابوش وافقت عليه غصب عن امها بس الله قدر ومات وعمرش سنتين ولان امها هددتها فيش كانت مستعده تقتلش عشان تبعدش عنها لانها كانت رافضه زواجهم من البدايه وراحت عنهم للدمام وسكنت بعيد عن كل شي عشان تضمن سلامتكم واختش تزوجت من ابن خالها وهي ماتدري انه ولد خالها وامش رجعت بعد ماتأكد زوج اختش انها تحت حمايته
نزلت دموعها النايّفه من جديد: ليه سوت فيها كذا؟
مُطلق: مخرفه تتوقع الدنيا تمشي على كيفها حتى امش ماعاد تكلمها لانها هي السبب ببعدكم عن بعض
زمت شفايفها بحزن تتنهد:ظلمتها!
بلع ريقه مُطلق من منظرها اللطيف بخصلات شعرها المتمرده على وجهها،عيونها العسليه الممتلئه بموج دموعها وملامحها الهادئه التي تعكس شخصيتها، مد كفه الايمن يمسح على يمين خدها بهدوء،يفقد السيطره على نفسه وماقدر يمنع نفسه من أنه ينحني يعدم المسافات البسيطه بينهم ويخلط انفاسهم يتذوق ثغرها، ماتحمل يقاوم منظرها المُهلك بالنسبه له من كثافه رموشها المببلله بدموعها،الى ارتجاف ثغرها من بكائها،ارتخت ملامحها بذهول من اندفع لثغرها الراجف يعصف بمشاعرها ويرتجف قلبها،ارتفع كفها يستقر على صدره،تشد على ازرار ثوبه تحاول تخفيف توترها بهذه الطريقه، من شعرت بإشتعال وجنيتها خجل تشعر بحراره تسري بكامل جسدها،
من حاوط ظهرها تنحني على ظهر السرير يُكمل قُبلته الاولى،قُبله كافيه تبيّن لها انه وقع لها،وانها اصبحت من مُمتلكاته،قُبله قدرت تنسيّهم اللحظات السيئه التي حصلت قبل دقائق،تنقلهم لعالمهم الخاص وكأنهم اصبحو مالكين له،نتحدث عن شعور القُبله الأولى لهم،شعور يسبب تراقص قلب مُطلق فرح وللنايّفه الخجل،التوتر الذي اصابها من قُبلته التي قلبت موازينها،حرر ثغرها المهلوك من ثغره تعتلي صوت انفاسها التي تحاول تنظيمها،ابتسم من دفنت وجهها بصدره تخفي عنه احمراره يحاوطها ينسدح ويضحك: نايّفه
ماردت عليه يكرر منادتها ترد عليه بالهمهمه،ارتفع كفه يمسح على شعرها يبتسم يفتح مواضيع معها من العدم من أجل سماع صوتها: وش شعورش تجاهي؟
عقدت حواجبها ترفع راسها له تهمس بنفس خجلها: كيف؟
مسح على خدها بإبهامه: يعني وش تحسين يوم تكونين معاي؟تحبيني
ميلت راسها لصدره تحتضنه تهمس بحيّاء: اي
اغمضت عيناها من وصلها صوت ضحكته ترفع راسها له تغيرّ الموضوع: لازم ابدا ساعات تطوع
مُطلق: ماسويتيها من قبل؟
هزت راسها بالنفي: لا قالو لنا الحين ومحتاره وين اتطوع
ابتسم يهز راسه بفهم: بالمستشفى معي
ابتسمت بإعجاب لفكرته: صدق؟
هز راسه يكمل بعد صمت: امش؟
سكتت ترجع براسها لصدره: ما ادري يامُطلق مشتته احس نفسي ما اقدر اتقبلها واحس ظلمتها
مسح على رأسها بتفهم: عطي نفسش وقت وفكري زين تراها امش بالنهايه.
أنت تقرأ
انا الفلك والناس حولي مدارات تشوف عز نفوسها من خلالي
Mystery / Thrillerمـا بـينـي وبيـنك مـشـاريه وعـتاب شـف دربـك اللـي جـيت منـه تدلـه مـا راح تغلبـني لو الحـب غـلاب مـن حـضرتـك عـشان قـلـبي تـذلـه؟ كـنـت الـقـريـب وكلـهـم أغـراب حتـى القـمر لا غـاب شـفتك محلـه رح واعتـبرنـي واحـد اذنـب وتـاب مانـي بثـوب تـلب...