part 26

6.1K 549 119
                                    

وقفت تبتسم لها: بجهز العشاء
بادلتها الابتسام توقف: وانا معش
مشت للمطبخ تدخل بعدها تساعدها من أخذت صحون الأكل للباب الفاصل بينهم تقدمه ليعقوب، حطت عشاهم تاخذ الصحون النايّفه للطاوله تتقدم رغد تجلس بجانبها يسمون بالله يبدون يتعشون، ابتسمت النايّفه بإعجاب: طبخش صح؟
هزت رأسها تُكمل: ما شاء الله لذيذ
ابتسمت لها توقف من تذكرت: نسيت احط الصابون بالمغسله ثواني واجيك
هزت رأسها بتفهم تدخل رغد المطبخ تأخذ الصابون وتتوجه للباب الذي يفصل بين مجلس الرجال وباقي الشقه، فتحته بهدوء تناظر بعيونها المكان تتقدم بخطوات هاديه للمغسله تحطه، تجمدت يحتبس نفسها من حست بخطوات شخص، تتوقف خطواته من لفت تلين ملامحها بإحراج من شافت امامها صالح الذي خرج من المجلس لتغسيل يديه ويتفأجى بوجودها، ماينكر سعادته، سعاده كبيره اكتست صدره بشوفتها واشباعُه لشوقه، حتى ابتسامته كتمها بصعوبه يشوف توترها وملامحها البريئه التي تظهر عليها الإحراج، انزلت نظرها عنه تمُر من امامه بخطوات سريعه لتدخل للداخل ترفع كفها لصدرها تستشعر سرعات نبض قلبها تضحك بإحراج: ليه يدق كذا!
عضت شفتها تغمض عيناها: رغد اعقلي!
فتحتها تخفي ابتسامتها التي تتجبّر عليها ترّجع للنايّفه تكمل سهرتها معها.

مشى من امام غرفتها لمكتب الدكتور يطق باب مكتبه، دخل من سمح له يتقدم يجلس امامه: ابي ادخل عندها
هز رأسه بالنفي: ما تقدر والله بعد العمليه ان شاء الله نسمح لك وتشوفها
بلع ريقه يهز رأسه بإصرار: ابي الحين لو سمحت مارح ازعجها بس بقعد عندها
سكت لثواني يهز رأسه بالإيجاب: ابشر بس روح عند النيرس وعقم يدينك والبس اللبس المخصص وادخل
ابتسم بخفه وراحه يوقف: تسلم ماتقصر والله
بادله الابتسام يطلع نجم من عنده متوجهه للنيرس المخصصه لفُلك يلبس اللبس المخصص ويعقم يدينه، فتحت باب الغرفه تسكره من دخل يتوقف مكانه يشوف شكلها، يشوف ملامحها الباهته والمتعبه، يشوف الاجهزه المتصله عليها وجهاز الأكسجين، تنهد يتقدم يسحب الكرسي ليجلس بجانب سريرها ينمد كفه لكفها البارد، يخلخل اصابعه بأصابعها بصمت، يستشعر وحشة وحدته بدونها، بدون ضحكتها، خجلها وجرائتها البسيطه، دموعها التي اصبحت لا تنزل الا معه، لأنها شافت فيه الموطن، موطن غريب يبحث عن ملجئ له، ووجدته وجدته لتفتح له ابواب قلبها، يبادلها حبها له ومشاعرها، ندمان أشدّ الندم لأنه ما سمعها، ولأنه تركها وسط ترجياتها ودموعها، لو كان سمعها، وسمع عذرّها ماكان صار لهم كل ذا، نزلت دمعه من عينيه تبيّن مداه اشتياقه لها، مشتاق لسوالفها ولحضنها، دمعة مُحب خسر ثمرة حبه معها، لكنها تتعوض، لكن هي ماتتعوض، مدارّه مايتعوض أبداً لا بشخص ولا بشخصين ولا بلميون شخص، دمعه كفيله تُعبر عن ندمه لأنه تركها، تجاهل اتصالاتها له بوقت حاجتها له: ليت الزعل ما شاف له طرّيق بيننا يامدارّي
تبللت رموشه الكثيفه، كما تُطلق عليه مدارّه بـ مرّخي الرمش، ينحني ليُقبل كفها قُبله طويله، يتحسس ثغره برودة كفها، قُبله طويله وكأنها اعتذار منه! اعتذار لأنه تركها، ابتعد يمسح على أصابعها بهدوء: بلاي اني احبك واتملّكك، والله اني احبك، ويشهد على حبي الي خلقك وخلقني، لو تدرين بحُبي لك ماكان لومتيني على زعلي منك، انا انقهرت يا مدارّي لانك حقي، ملكي وملك قلبي بس ، انا حقك وانتِ حقي ولا أحد يفرّقنا، ارجعي لي وأوعدك ننسى الزعل وأرضيك وربي يعوضنا ونجيب شمس واخوانها ويصير بيتنا كله نسخ منك
ابتسم بخفوت يُكمل: ابيهم كلهم يشبهوك، ابي بنتين يكونون شبهك بس انتِ المميزه بينهم
اخذ نفس يزفره بقلة حيله، مايقدر يسوي شي عشان تصحى، كل الي يتمناه الحين يشوف إبتسامتها، يشوف نظرات الحب منها، يشوف لمعة عيونها معه لكنه عاجز، عاجز لأن هذا الشي بيد ربه وهو ما يقدر الا أنه يدّعيه

انا الفلك والناس حولي مدارات تشوف عز نفوسها من خلاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن