فتحت عيناها ببطئ من ارخى ذراعيه عن خصرها، تشعُر بمرورها لأعلى ظهرها تُبعدها عن صدره، بلعت ريقها من شعرت بكفوفه تحتضن وجهها ترتكز نظراتها على عيناه، تشوف فيها الهدوء كغير عادتها، رفعت كفيّها لكفيه الذان محاوطان وجهها تميل رأسها بهمس: ما افهمك
رمش بهدوء مايرد تُكمل من امتلت عيناها بالدموع: عاجزه افهمك او افهم تصرفاتك، كل يوم وجه وكل يوم تصرف جديد، تكرهني بس تصرفاتك تعكس هالشي انا مو قادره استوعبك تعبت والله
ذرّفت دموعها تشد على كفينه: اتعبتني يا أدهم اتعبتني
اغمضت عيناها تزم ثغرها من لامس ابهامه دموعها يمسحها بهدوء، تفتحها بهدوء من وصل لمسامعها صوته: انا ما اعرف نفسي ولا استوعب تصرفاتي تدرين ليه؟ بسببك
عقدت حواجبها: انا شدخلني
ارّخت عُقدة حواجبها من اقترب من وجهها تشعر بأنفاسه الحاره عليه ليصلها همسه: شدخلك؟
سكتت بدون رد يُكمل: حركاتك يالورا تجبرّني انا اكرهك بس انتِ تجبرّيني اميل لك!
بلعت ريقها بصدمه لأنه الان يُعبر عن مشاعره بطريقه غير مباشره، ارتبك داخلها تعُم الفوضى بأرجاء قلبها من كلامه: تحدّيني اطلع عن طوري انا اخذتك عشان احرق قلب ابوك بس انتِ الي حرقتيني يالورا انتِ حرقتي قلبي!
زفرت نفس من اقصّاها تنطق: صارت جلسة مصارحه يعني؟ ممكن تقول لي ابوي وش سوا لك انا تسرعت ووافقت بلحظة خوف بس ولا صدقني ما ابيك، ليه تتهم ابوي انه قاتل وانت الي كنت تبي تقتله
مدت كفوفها لوجهه تهز رأسها بإصرار: بسمع منك بس علمني ياأدهم لا تخبي علي تكفى
هز رأسه بالإيجاب يمسح على خديّها بإبهامه: مارح اخبي
سكتت تناظره برجاء يُكمل: ابوك السبب بموت ابوي يالورا، من خمسة عشر سنه ابوي تركنا، ترك امي وترك عفاف ورمّاح وتركني بسبب ابوك، كان مريض قلب وعنده شراكه مع ابوك بالشركه، وثق فيه وسَلمه كل شي لأنه واثق فيه بينهم عِشره وملح بس تدرين ابوك وش سوا؟ غَدره
هز رأسه يؤكد كلامه: غَدره من بدت الشركه تكبر، حاول ابوي فيه مره ومرتين وثلاث بس كان يطرده بكل مره لين اخر مره يوم طلعنا ابوي طاح علي، طاح بالشارع بين يديني وانا بعمر اربعة عشر سنه ست ايام مرت وتوفى، ترك لي مسؤوليه صعبه على طفل يتحملها بس ما استسلمت اشتغلت عشان امي وعشان اخواني ما ينقص عليهم شي وانا موجود درست ودرستهم وكافحت عشان اوصل للي الحين انا فيه بس ابوك ما نسيته أبداً ما نسيته ولا كنت بيوم بسامحه، جيتي ودرستك وتبين اصارحك؟ تعرفين رجفة الحب؟ قلبّي رجفها من يوم حملتك بالمصعد، حسيّت انك سلبتي قلبّي بس تجاهلت هالشعور لأني دكتورك وانتِ طالبتي بس من عرفت انك بنت يحيى صرت أبيك، أبيك تكونين لي وتحت عيوني وأبيك انتقام، مافكرتي ليه ما حرّمتك من الجامعه؟ متوقعه لو ماخذك انتقام بس بخليك تدرسين؟ انا اعترف لك الحين حصوني انهارت لك والله تعبت امنع نفسي عنك وأبين لك كرهي لأني كذاب فيه
صَمتْ ليسمح لنفسه يتأمل جمود وجهها وصدمتها، مالحقت تستوعب صدمتها بيحيى عشان تستوعب اعترافه لها، صدمات خلف بعض تُجبرها على البكاء
اغمض عيناه يتنهد: يرحم والديك لا تبكين خلاص ارحمي خدودك الي حرقتيها بس تبكين!
بكت تضرب صدّره بكفها: وش تبيني اسوي ابوي قاتل يا أدهم انت عشت شي اكبر من عمرك وش تبيني اسوي اضحك يعني!
سكت يناظر احمرار ملامحها من بكائها تُكمل: انا تعبت والله ماعاد اتحمل شي تعبت ارحموني شوي
بلل شفتيه ترتفع كفوفه لوجهها يمسح دموعها: هلكتيني لورا هلكتيني
سكتت تناظره يسكت من ضاعت حروفه يعجز عن قول جمله كامله، كل الي يستطيع فعله الان احتضانها، احتضنها يشعر بذراعيها التي ارتفعت تحاوط ظهره من ميلت راسها لصدّره تغمض عيناها بسكيّنه لتهمس: اكرهك
ابتسم؛ لأن نبرتها هذه المره كانت حنونه ولا تحمل اي كُره مثل المرات السابقه: اكرهك بطريقه مُختلفه يامعزّوفتي
عضت شفتها من لقبه الأخير لها تبتعد عن صدرّه لترفع نظرها لوجهه، مرر أصابعه على خدها نزولاً لثغرها يتحسس نعومة شفتها السفليه يتسبب بتقشعر خلايا جسمها، اغمضت عيناها ترّتخي ملامحها من تقدم لثغرها، تقدم يقبّله ويشبع رغبته فيها، قُبله هاديه دامت ثواني قبل ما يبتعد بمسافه قصيره يشوف ارتخاء ملامحها واستسلامها له عكس المره الاولى التي منعته بكسر المزهريه على راسه، تقدم من جديد لثغرها يقبّله ويتعمق فيه اخيراً لأنه ولأول مره يجمعهم موقف لطيف، موقف يجمع قلوبهم التي اعتلت اصواتها لتشكل لحن ينطربون عليه، ارتفعت كفوفها لعُنقه تشبكها ببعض تسمح له ينال حلاوة ثغرها من ارتفع كفها تخلخل اصابعها في شعره تمسح عليه لتقلل توترها وخجلها، حرّر ثغرها يُلصق جبينه على جبينها، يُطرب مسامعه بصوت انفاسها التي تحاول تنظيمها، فتحت عيناها من ارتفع كفه لأيسر صدرها يشعُر بنبضات قلبها السريعه، فتحتها ليستقر نظرها على عيناه التي تتأملها: لهالدرجه قُربي يأثر فيك؟
ماردت تُنزل كفها بالمِثل لأيسر صدره تشعُر بنبضات قلبه المفضوح، ابتسم لأنها وصلت له اجابتها بدون ما تتكلم تُجبره ينحني مره اخرى لثغرها وكأنه في حلم، لأنها حلم وامنيه بنظره، يرى تقبّيلها شي مستحيل وفرصه ماتتكرر له ولهذا يستغل وضعهم، يستغل جلوسها بحضنه ورجلاها التي تحاوط خصره، كفها الذي يعبث بشعره وكفوفه التي تحاوط خصرها، ابعدته بهدوء من طالّت قُبلته تدفن رأسها بصدره وتحتضنه: عجبك حضني؟
ابتسمت ماترد لأن فعلاً عجبها، ارتاحت في حضنه، ولأنها تعبت من الكلام وتحتاج تستريح وتستوعب هول المشاعر التي حدثت لهم بهذا الوقت.
أنت تقرأ
انا الفلك والناس حولي مدارات تشوف عز نفوسها من خلالي
Mystery / Thrillerمـا بـينـي وبيـنك مـشـاريه وعـتاب شـف دربـك اللـي جـيت منـه تدلـه مـا راح تغلبـني لو الحـب غـلاب مـن حـضرتـك عـشان قـلـبي تـذلـه؟ كـنـت الـقـريـب وكلـهـم أغـراب حتـى القـمر لا غـاب شـفتك محلـه رح واعتـبرنـي واحـد اذنـب وتـاب مانـي بثـوب تـلب...