الفصل ٩: الفتاة الصغيرة

56 11 17
                                    

ابتعدت الفتاتين عن الباب كي لا تضايقا المارة ، لم تقل تلك الفتاة شيئاً و ظلت راينبو تنتظرها بصمت كي تجمع شتات نفسها المبعثر في الأرجاء ؛ فلم تعرف تلك الصغيرة كيف تبدأ الحديث مع راينبو ، ظلت راينبو تحدق فيها ثم قالت : مهلاً لحظة ! ..... أنتي كنت في درس الإم. بي. الذي حضرته .... ، فقالت : نـ نعم .... لقد كنت في ذلك الدرس ..... ، فسألت راينبو : هل تريدين معرفة اللون الملون أكثر ؟ ، فردت بسرعة : لا لا لا هذا غير صحيح ..... ، و عندها هدأت قليلاً ثم قالت : انتي .... هي الفتاة "ذات الشعر الأسود".... صحيح ؟ ، استغربت راينبو من هذا اللقب و في الوقت ذاته شعرت أنها سمعته من قبل ، فأكملت تلك الفتاة لعلها تجد جواباً لتساؤلها : .... لقد كان هذا منذ خمس سنوات .... حين ظهرتِ من العدم و ساعدتنِ ثم اختفيتِ كالطيف .... فلم أعرف عنك شيئاً .... و .... ، في تلك اللحظة تذكرت راينبو كل شي ، فقاطعت حديث الفتاة بكلمة واحدة : هوشي ؟! ، فقالت تلك الفتاة : إذن أنت هي " ذات الشعر الأسود " حقاً ؟ ، صدمت راينبو و قالت : يا إلهي ! لم أتوقع حدوث هذا ...... ، فتقول هوشي بارتياح : لقد خشيت أنني أخطأت ، فتفهمت راينبو سبب توترها و خجلها السابق ، بعدها بثوانٍ قالت هوشي : احم .... أنا اسمي كاقوياكو هوشي ..... عمري عشر سنوات .... طالبة مقبلة على التدريب ..... هل يمكنني التعرف عليك ؟ ، رغم معرفتها للإجابة إلا أنها انتظرت هذه اللحظة منذ خمسة سنوات، ففهمت راينبو و قالت : اسمي سورا راينبو ..... عمري أحد عشر عاماً ..... متدربة سنة أولى .... سررت بمعرفتك ..... كا .... كاقوياكو هوشي ، فتقول هوشي : و أنا أيضاً سررت بمعرفتك ..... سورا راينبو ، بعدها طلبت راينبو طلباً لطالما تمنت حصوله فسألت : هوشي ..... هل يمكن أن أصبح صديقتك ؟ ، فقالت هوشي بلا تردد : بكل تأكيد ! ، فابتسمت الفتاتين بارتياح شديد ثم ذهبتا معاً للإسطبل ؛ لتعود كل واحدة لمنزلها، ففي الطريق سألت راينبو عن كيفية معرفة هوشي لها ، فأجابت بأنها لم تتغير و لا تزال تتذكر شكلها و أسلوبها في الشرح ذكرها بالماضي فوضعت احتمالاً بأن تكون الفتاة التي تبحث عنها ، عندما انتهى الحديث وصلا للإسطبل فودعت الصديقتين الجديدتين بعضهما و الغد سيكون موعد اللقاء ..... في الأكادمية .... ، ركبت بطلتنا الحصان الأبيض و أخذت تسابق الرياح و الفرحة تغمرها ، ..... " أخيراً التقيت بها مجدداً " .... أمنية راينبو و هوشي تحققت بعد خمس سنوات من الانتظار ....

وصلت للقصر و أبقت حصانها في إسطبل القصر ثم دخلت ، فأخذ جو يدور من السعادة و قال : مرحباً بعودتك يا راينبو ، و ردت عليه : مرحباً جو ، فسأل بحماس : هل ستخبرينني بكل شيء اليوم ؟ ، فتقول له : هل وقت المساء يناسبك يا جو ؟ ، فقال : كل الأوقات تناسبني ، فظهر من خلف جو كبير الخدم كورو الصامت ليضع يده على كتف جو ، تجمد جو في مكانه لشعوره بغضب كورو المكتوم ، انحنى كورو احتراماً لراينبو و فعلت المثل ثم استأذن للذهاب و معه جو الذي يتعرق من الخوف ، يبدو أنه أجَّل عملاً ما .... هذا ما ظنته راينبو و تمنت أن لا يصيبه مكروه ، ذهبت راينبو لغرفتها لتغير ثيابها .... كالعادة ....

خرجت راينبو لترى قين مع وجه شاحب جداً ، فسألتها راينبو : هل انتهت دروسك ؟ ، فحركت رأسها للأعلى و الأسفل دلالة على الإيماء ، فقالت لها : كفى شحوباً يا قين لقد انتهى الدرس الآن .... هيا أريد أن أخبرك بالكثير ، فجأة وضعت قين يدها على وجهها ثم بعد بضع ثوان كشفت عن وجهها السعيد و قالت : انتهت عملية حذف المعلومات الدراسية المملة و عادت قين من جديد ! ، ثم مشت لتلف ذراعها على رقبة راينبو و قالت : يبدو أن الكثير من الأمور الرائعة حصلت .... فأنت سعيدة أكثر من العادة ، فقالت راينبو بصوت خافت : لقد التقيت بهوشي الصغيرة ، كادت قين أن تصرخ من الحماس لو لم تغلق راينبو فمها ، فقالت راينبو : لا تنشري الخبر الآن كي لا تشعر الملكة أني أقوم بأمور خلف ظهرها ، همست قين : لندخل للغرفة قبل أن أفضحك ، فدخلتا الغرفة ثم قالت قين : أخبريني كل شيء أنا متحمسة ..... و لكن أولاً ! ..... كيف تبدو ؟ ، فقالت راينبو : تشبهك كثيراً ..... فشعرها البني يصل لمنتصف ظهرها ...... و عيناها ذات لون بني فاتح مثلك تماماً .... لوهلة ظننت أنها أنتي ، فتحمست قين : راااائع صديقة راينبو الجديدة تبدو نسختي .... إلى الجزء الثاني كيف التقيت بها ؟ ، فأخبرتها راينبو ما حدث بعدها علقت قين : .... هدوؤكما مزعج ..... لو كنت مكانك لأخبرتها عن اسمي و هواياتي و طباعي و عائلتي و طعامي المفضل .... تعلمي الحديث عن نفسك أكثر يا فتاة ، فتنهدت راينبو و قالت : أنت نوع آخر من البشر ، فقالت قين : أعلم أعلم أنا مميزة هاهاهاها ، فقالت راينبو ( في نفسها ) : هذه الفتاة عجيبة ...... ، فجأة هدأت و قالت : الأهم من هذا ما اسمها مجدداً ؟ ، فأجابتها راينبو : كاقوياكو هوشي .... ، ظلت قين تفكر ثم قالت : لقد سمعت باسم كاقوياكو .... لكنني لا أذكر .... ، فقالت راينبو : أنا أيضاً شعرت بذلك ..... و الآن لنذهب يا قين فموعد الغداء قريب ، فقامت قين بصمت و خرجت مع راينبو من الغرفة ، كانت الفتاتان تمشيان بصمت طوال الطريق و لم تنتبها لأحد على غير العادة ؛ لأنهما لا تزالان تفكران باسم كاقوياكو ...... أين سمعتاه يا ترى ؟

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن