الفصل ٤٤: و مرة أخرى

33 8 21
                                    


" اهدئي و لنفكر قليلاً يا (هوشي)" : قال (دينكي) بهدوء، ثم سألها عما فعلوه بالأمس، أخبرته بكل شيء و علقت :" لا أظن بأنها سمعت حديثي مع الشيخ.... "، وقف (دينكي) فجأة و صعد إلى غرفتهم و (هوشي) تلحقه، قبل أن تدخل خرج و ذهب إلى الغرفة المجاورة و (هوشي) تتبعه بوجه مهموم، بعد صمت لبضع ثوان قال :" كما توقعت "، سألته بقلق :" أخبرني ما الذي تفكر فيه ؟! "، التفت عليها : " هناك الكثير من الاحتمالات لاختفاء (راينبو)، إما أنها ضاعت في الغابة أو حصل لها مكروه، أو ربما اختطفها أحد للحصول على الجائزة ...." ، قاطعته (هوشي) : " لا لا لا، لا يمكن أن يحصل هذا !"، أكمل :" معك حق لا يمكن أن يحصل لذلك الخيار الرابع هو الراجح في نظري ..... ، لقد غادرت القرية بنفسها"، صدمت (هوشي) : " لكن مستحيل ! لقد كنت معاها طوال اليوم كيف غادرت دون أن أشعر ؟!"،

فسر الأمر كما استنتج : " يبدو أنها سمعت الخبر منك أو من أحد في القرية و الدليل هو أنها تبتسم كثيراً عندما تكون مهمومة و قلقة، و لحسها العالي بالمسؤولية قررت عدم توريط أحد، و متى هو الوقت المناسب للهرب ؟ في منتصف الليل بالطبع، عندما تبدأ (هوشي) الصغيرة بالشخير تضمن أنها لن تستيقظ، و أراهن أنها لم تخطط جيداً فلم تأخذ معها الكثير من الأمتعة، كانت تهم بالمغادرة بأسرع وقت؛ فكل ثانية مهمة لها، و لأنها تعرف طريق القرية فقد ذهبت من طريق مختصر و تضمن عدم رؤية الناس لها فكما تعلمين الكوخ في آخر القرية "،

علقت (هوشي) : " لـ لقد كانت تبتسم .... و تلعب معنا و و .... ظننت أنها تخطت الصدمة "، أجابها : " بعدما سمعت الخبر تذكرت أن بقاءها خطير..... حرصت على الابتعاد عن أحبائها .... فهي تخشى فقدان شخص آخر .... "، نحبت (هوشي) كالطفل الصغير :" لقد قلت لها أنني هنا من أجلها فلماذا تهرب ؟ أنا أيضاً أخشى أن أفقدها هي الأخرى "، ابتسم (دينكي) : " ما رأيك أن تعنفيها بعدما نجدها ؟ "، قالت بإحباط : " كيف سنجد..." ، قاطعها:" ألا تثقين بي ؟ "، أومأت ثم مد لها بورقة :" لقد وجدتها بجانب حقيبك .... " ، فتحت الورقة و قرأتها:" لا تلحقوا بي و لا تقلقوا علي "، ازداد بكاؤها: " كأنني سأستمع لها في المرة القادمة سوف أضربها" ، قال (دينكي) مواسياً :" هيا امسحي دموعك و استعدي للرحيل للبحث عن مثيرة المشاكل" ، غسلت وجهها و ذهب (دينكي) ليودع الشيخ، و غادر الاثنان دون وداع، عندما علم أهل القرية بذلك حزنوا لكن الشيخ برر لهم :" إنهم يمقتون الوداع" ....

كان القصر الملكي في (أرض الخيال) مستاؤون للغاية؛ لعجزهم عن مساعدة المسكينة (راينبو) للمرة الثانية، فكيف لهم أن يوقفوا أمراً من (الحكماء)؟، و كيف لهم أن يقنعوا الشعب بأنها طفلة بريئة ؟، الهدف الحالي للملك الجديد (سابوراشي تورا) هو كسب ثقة الشعب؛ ليستطيع تغيير القوانين و يتجنب المشاكل السابقة، أما الآن فلا يستطيع سوى مراقبة الأوضاع بصمت ....

أما عن حال بطلتنا فكما توقع (دينكي)، فقد غادرت في منتصف الليل، سارت حتى أبتعدت عن (البربرية) ثم غفت تحت نخلة في الطريق، و أكملت رحلتها فجراً و اعترض قطاع الطرق طريقها و حاولوا سرقتها، تمكنت من الهرب منهم لكنها فقدت أمتعتها، و استمرت بالهرب و هي لا تعلم أنهم توقفوا عن اللحاق بها،

تحت شمس الظهيرة الحارقة استمرت بالمسير، رغم أنها منهكة جسدياً إلا أن الخوف يدفع أقدامها للمضي، مع الوقت أصبحت رؤيتها مشوشة و خطواتها تثقل شيئاً فشيئاً، و فجأة فقدت وعيها و سقطت في وسط الصحراء.... في وسط الخطر.
.
.
.

شكراً لقراءة الفصل❤️❤️
تصويت(vote) ⭐️+ تعليق (comment)💬 = دافع للاستمرار

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن