الفصل ٩٥: ظلام مرير

12 5 105
                                    



جرّت (ميري) أقدامها بإرهاق مطرقة الرأس، تخفي مشاعرها بغطاء الرأس إضافة لشعرها الكثيف ذو الخصل البيضاء، ومع ذلك كانت السلاسل تصيح وتئن أثناء سيرها، كأنها تفهم مشاعرها بعد مرافقتها طوال الرحلة،

رفعت (ميري) رأسها ونظرت إلى الأفق أمامها لتلمح تجمعاً من بعيد، فالتفتت نحو أبطالنا فترافقها (راينبو) إلى مكان التجمع،

تأملت حماسة الأطفال ثم راقبت تلك العجوز التي استشارت المتفرجين:" أتريدون أن أقص عليكم قصة معينة؟"،

"نريد قصة موموتارو":قال أحدهم،

اعترض الآخر:" لا نريد قصة طويلة"،

ثم اقترحت طفلة:"قصة رامي إذاً؟"،

"لا نريدها اليوم": اعترض الأطفال"،

فقالت طفلة بحماسة:" ميري الصغيرة.... ما رأيكم؟"،

حدق بها الأطفال فلم تطاوعهم قلوبهم أن يحبطوا تلك العين اللامعة، فوافقوا فورا،

فتبتسم الجدة وتبدأ بسرد قصة "ميري الصغيرة"، سردتها بمشاعر شوق وحب لصديقتها، صديقتها البريئة التي كل ما أرادته أن تكون "ميري"..... أن تتبع العدالة، وكم كانت نهاية القصة مرة على لسانها رغم جمالها، ورغم ذلك كانت كلماتها حلوة على مسامع الأطفال، فزرعت في قلوبهم الأمل...... أن الخير موجود في العالم.

وبعد أن تفكك التجمع رأت أبطالنا يلوحون لها، كم فرحت برؤيتهم!، نهضت بحماسة ولولا سنها لجرت نحوهم،

فبدأت تحييهم بحرارة وتضمهم:" مضى وقت طويل كيف حالكم يا صغار؟"،

"بخير يا جدتي": أجابت (راينبو) بتوتر،

شعرت الجدة بغرابتهم وقبل أن تسألهم لمحت فرداً جديداً معهم، حدقت نحوه بفضول لترى خصل بنفسجية مموجة تعرفها منذ زمن بعيد،

قالت وهي تكاد لا تصدق ما تراه:" (ميري)!"،

أسدلت (ميري) غطاء رأسها مع نغمات السلاسل لتقول:" لقد مضى وقت طويل (ميراي)"،

تأملت صديقتها فقد كانت تبدو بالأربعين رغم أنها في مثل عمرها، خصل بيضاء تخللت شعرها الكثيف، تجاعيد بدأت تظهر، جرحان على عينها اليمنى،

فتقول الجدة :" يا إلهي تبدين شابة للغاية في حين أنني أصبحت عجوزاً هرمة"،

فتقهقه:" لا تقلقي سألحق بك قريباً"،

بعد هنيهة حاوطتها الجدة بيدها المجعدتين وأخذت تقول بحرقة ودموعها تنهمر:" أنا متأكدة أن هناك خطأ ما، لا يمكن أن تكوني تلك السفاحة التي تقتل بدم بارد، لا أستطيع تصديق ذلك أبداً"،

سكتت (ميري) وعينيها تتهرب من مواجهة صديقتها،

فتكمل الجدة وتصر على موقفها:" في ذلك اليوم، لم أصدقهم ولن أصدقهم، أنا متأكدة أنك بريئة من كل تلك الإشاعات والأكاذيب، فأنت لا تزالين تلك الفتاة التي تريد الإصلاح رغم ظروفها القاسية"،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن