الفصل ٧١: رمادي... ملطخ بالأسود

14 5 21
                                    




مكبلة اليدين و العينين، يجروها المقنعون جراً بالحبل المحكم على معصميها...... كالعبد بين الأسياد، ....... أو ربما كالعجل بين الذئاب، أضحت كالضرير الذي يمشي بروية ؛ خوفاً من أن يسقط في حفرة عميقة و يجرح.......ثم لا يستطيع الخروج منها أبداً،

توقف المقنعون فجأة ثم فكوا رباط عينها لترى أمامها جبلاً مهيباً، وضع أحد المقنعين راحة يده أمام الجبل ثم دفعه ليظهر مدخل سري،

ثم سمعته يقول :" رقم ٩٠، ١١٠،٨٧، ٢٨ عادوا من المهمة ثلاثة-واحد-ثلاثة-اثنان تصنيف ب"،

ثم أشار لرفقائه بالدخول و (شيرو) لا تزال حائرة من تلك الرموز،

شد المقنع الحبل:" تحركي"

، و استمرت باتباعه لتنبهر أكثر؛ فقد كان الدرج عميقاً جداً و مظلماً للغاية، و بقي معها مقنع ذو ثلاث نقاط و اختفى الآخرون، بعد نزول الدرج بمسافة يسيرة أدخلها المقنع إلى أحد الغرف ليتسلمها مقنع آخر ذو أربع نقاط ، أعطاها ملابس رمادية و طبع على ظهر القميص و صدره الرقم ٤٦،

علق على عنقها طوقاً و قال:" هذا الطوق سيصدر إنذاراً إن هربت من المبنى؛ لذا انصحك بأن تكونِ فتاة مطيعة و تستمعِ للتعليمات "،

أومأت ثم نقلها إلى غرفة تحمل رقماً مماثلاً للذي على الملابس:" هذه ستكون غرفتك لذا غيري ثيابك، سنعود إليك بعد ساعة من الآن"،

فتح لها الباب ثم أوصده بالمفتاح و غادر،



استكشفت الغرفة التي اتضح أنها أشبه بالزنزانة الانفرادية، ذهبت إلى المغسلة بتثاقل لتغسل وجهها، فورما لامس الماء بشرتها تبدل للون الأحمر فأطلقت صرخة صغيرة مذعورة، مع صوت انهمار المياه من الصنبور تذكرت أنها دماء العم (دون) التي صبغت وجنتها، غسلت وجهها و عقدت العزم أنها ستطبق نصيحته،

" لا تقلق عم (دون)، استضافتك لي أمدتني بالقوة للصمود أمام أولئك المقنعين، قد لا أستطيع الهروب حالياً لكنني سأصمد حتى أجد الفرصة لذلك "،

رغم سيطرة الهدوء على الغرفة إلا أن أفكاراً مليئة بالأمل تدور في عقل (شيرو) الصغيرة -رغم خوفها- مما أنساها الهدوء، و ظلت على هذه الحال إلى أن طرق الباب لتلحق (شيرو) بمقنع ذو أربع نقاط إلى غرفة واسعة مليئة بالأطفال من مختلف الأعمار و الأعراق، الخائفين و الضائعين.... مثلها،



بين الهمسات المتناثرة تنحنح مقنع ذو أربع نقاط واقف على منصة و قال:" أيها الأطفال، مرحباً بكم في منظمتنا، لقد تم اختياركم بما تتميزون به عن أقرانكم من مهارات و صفات نادرة، نحن نسعى لتطوير مواهبكم و مساعدتكم لتصبحوا أفضل، و نرجو منكم اتباع التعليمات بحذافيرها كي تحصلوا على نتائج فعالة"،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن