الفصل ١٩: الفتيات الثلاثة

39 9 7
                                    


وصلت الفتاتان إلى المدينة المرادة ، مدينة تتميز بأرضها الحجرية و المباني المتراصة الصغيرة ، و فوق هذا فإنها مزدحمة  ...... كل شق طريقه لنيل قوت يومه ، فتجد بائع الصحف يحاول جذب الناس حوله كالمغناطيس ، و الآخر يجري كي لا يتأخر عن عمله ،  و الدكاكين تكشف  عن البضائع ، و المحلات تفتح أبوابها للزبائن ، و الخباز يصف المخبوزات الناضجة للتو ، و تنبعث من إثر ذلك أشهى و أزكى الروائح ، مدينة مفعمة بالحياة !

شقت الفتاتان طريقهما حتى وصلتا لمنزل هوشي ، شكرتها هوشي مجدداً على التوصيلة و ذهبت لمنزلها و راينبو بقيت لتتأكد من دخولها ، بحثت هوشي عن المفتاح تحت السجادة و في أصيص الزهور و جميع الأماكن التي تخبأ فيها المفاتيح عادة ، .... " لم تجدي المفتاح ؟" : سألت راينبو بعدما اقتربت منها ، تنهدت هوشي و جلست على الدرج : يبدو أنني سأنتظر عودة والداي ، سحبتها من يدها : إذاً لنشتري من المخبز القريب حلوى شهية ، عارضت هوشي  بشدة : لـ لكنني لا أملك نقوداً !! ، فتحاول إرضاءها : اعتبريها هدية من صديقتك ، فتوافق هوشي لشدة إلحاح راينبو عليها ، "ما الذي سنشتريه يا ترى ؟" : تساءلت راينبو ، اقترحت هوشي : ما رأيك بفطيرة التفاح ؟ ، فتوافق راينبو و تذهبان للمخبر  .....

تدخل راينبو مع هوشي لتشتم رائحة الفطائر الشهية ،  طلبت من الخباز فطيرة تفاح واحدة فقط ، استغربت هوشي و همت بسؤال راينبو إلا أن فتاة ظهرت خلفها و قالت : يا عم اجعلها أربعة قطع على حسابي ، كانت تلك الفتاة ترتدي قبعة أنيقة كما لو أن الألماس قد حفظ في صندوقه العتيق ، حاولت هوشي إيقاف الفتاة لكن ردة فعل راينبو أوقفتها ، حيث قالت و الدهشة تعلوها : ..... ما الذي تفعلينه هنا ؟! ، ضحكت الفتاة : هيهي إنها قصة طويلة ، حملت هوشي الفطائر بعدما دفعت تلك الأنيقة الثمن ......

جلسوا على الكرسي بجانب الطريق و خلعت آنستنا قبعتها ليرفرف شعرها البني الطويل و تقول : سوف أخبرك بما حدث ....
كنت أشعر بالملل فتسللت إلى عربة جو و بعدما وصلنا فاجأته بوجودي و وعدني أن لا يخبر أحداً و أيضاً استعرت هذه القبعة من الثياب التي اشتراها لأخفي هويتي - النهاية
فترمقها راينبو بنظرات غاضبة : لماذا لا تقدرين الوضع دائماً ؟ سنقع بالكثير من المشاكل بسبب هذا " الهروب " البسيط ..... حسناً لقد هربت و انتهى الأمر ...... لا تكرريها مجدداً .... أرجو أنهم لم يلاحظوا غيابك .... ، اعتذرت قين بينما هوشي لم تفهم شيئاً : اممم تفضلوا فطائركم .... ، لاحظت الفتاة للتو هوشي فقالت بانفعال : راينبو هل يمكن أنها هوشي !! ، فأومأت راينبو برأسها ، أمسكت الفتاة يد هوشي و قالت : حدثتني راينبو عنك .... أنا صديقتها يوجين قين ..... تشرفنا يا شبيهتي هيهي ، فترد هوشي : أنا كاقوياكو هوشي تشرفنا ..... هل الفطيرة الرابعة لـ" جو" ؟ ، فتقول قين : صحيح ! .... طالبة جيدة ، فيظهر جو من خلفهم : من هذه اللطيفة التي نطقت باسمي للتو ؟ ، "إنها صديقة راينبو .... كاقوياكو هوشي " أجابت قين ، " هذه صديقة راينبو ! إنها لطيفة " : قال جو ، فسرت قين : بالتأكيد لأنها تشبهني ، بينما تعلو ضحكات قين و يطير جو في أحلامه السعيدة ، اعتذرت راينبو لغرابتهما و شرحت لها شخصيتهما الغريبة ، أعطت راينبو فطيرةً لجو ثم عاد إلى الواقع  ، أنهى جو فطيرته ثم استأذن مجبوراً لينهي عمله ، طلبت قين مصادقة هوشي فهي تثق باختيار راينبو ، و بالطبع هوشي لن ترفض صداقة صديقة راينبو ، كالفتيات تحدثوا عن أشياء عديدة ، جاء جو ليكون إشارة للعودة ، ختمت قين الحديث : في المرة القادمة سندعوك إلى ..... قاطعتها راينبو : قين ! ليس الآن ! وضعت قين يدها على فمها و هوشي في حيرة من أمرها ثم أردفت راينبو : سوف أخبرك بكل شيء لاحقاً أعدك يا هوشي ، اعتلى الرضا ملامح هوشي ؛ فهذه الصغيرة قلبها أكبر منها ، ودعت الفتيات بعضهن و أخذ جو يمسح على رأس هوشي لتوقفه راينبو لاحقاً ، عادت هوشي إلى المنزل بينما رافقت راينبو كلا من جو و قين إلى القصر ، .... رغم تفرقهن إلا أن جذوع الصداقة تربطهن ببعضهن ، صداقة بدأت بالنمو ......

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن