الفصل٨٨: ودق

8 4 66
                                    



أسرعوا إلى الغرفة حيث يقطن (تورا)، دخلوا على عجالة ليجدوه مستلقياً على السرير وشعره الذهبي يتلألأ من أشعة الشمس التي أنارت الغرفة، طلب (أمجد) من الخادمة المغادرة ليحصلوا على بعض الخصوصية، كان (تورا) يتأمل النافذة التي بجانبه قبل أن يلاحظ الحضور، بعدها تمعن (تورا) في وجوههم فلم يعرف سوى اثنين، وكانا الوحيدين اللذين انعقد حاجبهما وترقرقت دموعها،

قال بوهن :" يا له من حلم جميل... أن أرى أخي و(راينبو) قبل أن أموت"،

تقدم (دينكي) نحوه ثم قرص يده ووبخه:" هذا ليس حلماً!، أنت لم تمت بعد أيها الأحمق!"،

ضربته (هوشي) على رأسه مذعورة:" أيها الأحمق!، كيف لك أن تعامل أخاك المريض هكذا!"،

فالتفت عليها وصاح:" بل كيف له أن يتفوه بالترهات في وضع كهذا!"،

وأسرع كل من (راينبو) و(أمجد) لتهدئتهما بينما (تورا) يراقب حيويتهم بصمت، لسبب ما شجارهم بث فيه الحياة، شعر (تورا) بيد أخيه المرتجفة تقبض يده حيث جلس (دينكي) بجانبه، بعد هنيهة نظر إلى عينه اللامعة ثم تعابيره المتماسكة بالكاد أمامه،

تبسم (تورا) ووضع راحة يده على وجنة شقيقه:" يبدو أنني سببت الكثير من المشاكل لكم، أعذروني جميعاً.... أعذرني (دينكي)"،

أخذ (دينكي) تلك الكف الدافئة وتمسك بها قبل أن يهمس:" خشيت أن تذهب كما فعلت هي "،

لم يسمعه (تورا).... فقد بدل ناظره إلى (راينبو)..... بنظرات ما بين الفرح والندم،

فقال لها:" (راينبو).... لم أكن مستاءً لعجزي على المساعدة مثلما عجزت عن مساعدتك، أنا أسف من كل قلبي على كل ما حصل، .....

هل تسامحينني؟"،

اقتربت منه بينما تسيل منها آلام الماضي:" لا تقل هذا (تورا)، لطالما كنت ممتنة لك، فلولا تهريبي بمساعدة (كيميناري) و(دينكي) لتم إعدامي من قبل (الحكماء)"،

أشارت على نفسها لتكمل رغم سيل الدموع:" ها أنا ذا، بأتم صحة وعافية، ولدي أصدقاء يعتمد عليهم في كل بقاع الأرض، ولدي أخت كبيرة تهتم بشأني و..... أنا بخير رغم كل شيء (تورا)"،

تقطع قلبه فقبض على يدها:" لقد كبرت كثيراً (راينبو)"،

ثم نظر إلى (هوشي) والتي حسبها -لوهله- أخته الراحلة (قين) فقال:" شكراً لرعايتك لإخوتي"،

عجزت عن الرد عليه وأشاحت بوجهها محاولة التماسك، ثم طرق الباب ليدخل كل من السلطان (أركان) و(كيميناري) والطبيب (تايّو)، حاول الملك (تورا) النهوض احتراماً للسلطان لكنه لم يستطع إضافة إلى أن السلطان لم يكن ليسمح له بذلك، أعد (أمجد) كرسياً لوالده بالقرب من (تورا)، أخذ السلطان ينظر إليه بنظرات حانية ذكرته بوالده (أكيهيتو) الذي لم يره منذ مدة؛ فبعد تنصيبه ملكاً عاد والده مع والدته (هارونا) إلى منزلهم بعدما اطمأن على أوضاع القصر،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن