الفصل٦٠: كالبحر

21 5 9
                                    


في قرية هادئة اجتمع ثلاثة إخوة تحت سقف واحد، كانت جلسة أخوية عفوية مليئة بالقصص و اليوميات الممتعة، و أثناء ذلك صاح الأخ الكبير:" (راينبو) كانت هنا!"، أشار له أخواه بالهدوء ثم قال بانكسار:" ليتني زرتكم أبكر"، تذمرت (سونا):" لقد عشت معها سنين أما نحن فأقل من أسبوع"، رد عليها:" ليست كافية بالطبع!...... لكن كما تعلمان آخر ذكرى كانت سيئة"، فطمأنه (تايّو):" لقد تخطت الأمر أخي، فهي الآن تعتمد على أصدقاءها"، ارتاح (جو):" هذا مطمئن، أرجو أن تعيش حياة أفضل"، أومأ التوأمان و عاد أخوهم الكبير لطبيعته المرحة، و يستغل كل ثانية من عطلته بإخماد شوقه لأخويه الصغيرين (تايسو).

مضت أسابيع على الحادثة، و استقر أبطالنا الثلاثة (دينكي) و (راينبو) و (هوشي) في الأزقة بسبب بحث الجيش الملكي (لأرض الخيال)، فكانت الخطوة الأخيرة للهرب هو الإبحار إن دعت الحاجة لذلك، مع ذلك مضت الأيام مسالمة و هادئة .....و جعلت أبطالنا يرتاحون قليلاً .

في أحد الأيام استيقظت (هوشي) عند الشروق، كانت (راينبو) تنام بعمق فخرجت من الدار بهدوء مع حقيبتها، كان عليها المرور بالحجرة لتخرج من بيتهم البسيط، و بأطراف أصابعها تقدمت بحذر كي لا يوقفها (دينكي)، توقفت حينما رأته نائماً مع كومة الأوراق، تأملته للحظة ثم -غطته بالغطاء- خرجت،

قررت الذهاب إلى صديقها الجديد ..... البحر؛ لتستنشق نسيمه العليل، و تتمتع بجماله الساحر، جلست بجانب الدرج و راقبت البحارة يعملون بجد فتحمست لكتابة مذكراتها، ففتحت الكتاب و غطت قلمها و انسجمت بالكتابة عن الميناء، و أضافت بعدها بعض التفاصيل عن الحادثة و أيامٍ أخر،

كان رأيها عن الحادثة " لقد كان انتصارنا غريباً حقاً، لقد بدا الأمر أننا سنفشل لكن في اللحظة الأخيرة تغير كل شيء....، هذا هو القدر الذي لا نعلمه، في الحقيقة كل ما يهمني أن (راينبو) بخير، فقد تخطت مخاوفها و عادت كما عهدتها، و أيضاً اجتمعنا نحن الثلاثة مجدداً"

و بعدما انتهت و قرأت الإضافات وضبت أغراضها و همت بالعودة إلى الغرفة،

سحب رجل مريب ذراعها قائلاً بصوته الزنان:" ما رأيك بمرافقتي إلى مكان ما؟"،

و بأقل من ثانية طبقت دروس (دينكي) في الهرب فعضت يده و هربت منه لكنها اصطدمت برجل سمين أصلع و أسقطت حقيبتها، قبل أن تدرك حملها الرجل السمين كما الريشة ليضعها على كتفه، اتضح أنه كان رفيق الرجل المريب ،

فخاطبها الرجل المريب بغرور:" من تظنين نفسك؟"،

حدقت به باحتقار فصفعها بقوة و غادر:" يبدو أنها بكماء"،

حاولت الهروب بيأس لكن الضخم أمسكها بإحكام و لا يتأثر بركلها له، و حاولت الصراخ لكن لا أحد يسمعها؛ فالميناء يمر بوقت عصيب، راقبت ما حولها لترى جماعة مريبة تنهب الناس أشياءهم و تخطف الأطفال و النساء و بيوت تأكلها النيران،

اغتمت أنها أصبحت من ضحايا هذه المأساة و قالت في نفسها:" يا لي من ضعيفة...... أنا آسفة (دينكي).....(راينبو)....".

استيقظت (راينبو) على صراخ و صياح و أضواء ملتبهة تنير الحجرة،

و سمعت رجلاً يخاطب (دينكي):" اهرب لقد هاجمنا القراصنة!"،

و فوراً دخل (دينكي) عليها:" سنبحث عن (هوشي) الآن و لنلتقي في الميناء"،

وضعا ما كان أمامها من حاجات ضرورية و ارتدى أغطيتهما بسرعة،

و قبل مغادرتهما قالا على عجالة :" كوني حذرة"،

"و أنت أيضاً".

كانا في اتجاهين مختلفين لكن تشابهت حركاتها، فكانا يسيران عكس اتجاه السير مما أدى إلى صعوبة البحث، يدفعهما الناس و يخترقان الناس من مسافات ضيقة،

بعد البحث التقا مجدداً وسط الفوضى و قالت (راينبو) بقلق:" لقد وجدت حقيبتها مرمية وسط الطريق و من المستحيل أن تسقطها إلا إذا حدث أمرٌ لها"،

و قال (دينكي) :" أخشى أنهم اختطفوها"،

و سمعوا صيحات متفاءلة:" الجيش قادم لنجدتنا"،

امتعض (دينكي):" هذا سيء!"،

و أخذ يقلب نظره بين الميناء و (راينبو) التي تترقب الخطوة التالية،

فقرر أخيراً:" ستكون مصيبة لو غادروا..... سنتسلل إلى سفينة القراصنة"،

هرع الاثنان إلى اللحاق بالسفينة التي رفعت مرساتها، هل سيصلون ؟ و هل (هوشي) اختطفها القراصنة ؟

.
.
.
فصل خفيف ذو نهاية حماسية 🌚✨

شكراً لقراءة الفصل ❤️❤️
تصويت+تعليق = دعم معنوي كبير
ممكن ١٠⭐️؟

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن