الفصل ٦٦: الحياة بجعبتها العجائب

19 6 48
                                    



قطع تلك اللحظات المضطربة صوت العجوز :" بسرعة من هنا!"،

و اضطر (دينكي) للحاق بها و تبعته الفتاتان،

أشارت على الأرض:" أرجوك يا بني ارفع الغطاء كي ندخل"،

رفعه على عجالة ليظهر سلم صغير، نزلوا جميعهم و أغلقوا المدخل، بسبب الظلام الدامس كانت تتحسس الجدة الحائط، ثم أمسكت بشيء ما و قالت:" ها هي الشمعة "،

طلبت (راينبو) من الجدة أن تعطيها الشمعة فتظاهرت بإشعالها عن طريق احتكاكها بالحائط الصخري لكنها أشعلتها (بالإم. بي.) الأحمر، أعادت الشمعة إلى شمعدانها و جلسوا على الأرض،

" هذا ملجئي كلما هجم المجرمين علينا، أرجو ألا يكتشفوه أبداً" ،

ثم اعتذرت:" من المفترض أن أجهز لكم مكاناً للمبيت سامحوني أيها الرحالة"،

فقالت (هوشي):" لا بل نحن ممتنين لاختبائنا هنا يا جدة ، أرجوك لا تشغلي بالك "،

و سرعان ما شعروا بالأمان فغلبهم النعاس إلا (دينكي) الذي أخذ يسترق السمع و يحاول تقدير الأوضاع، على ما يبدو كان أهل القرية يكافحون لحماية قريتهم ضد الأعداء؛ فقد علا زئيرهم مع عوي العصابة، تحطيم، تهشيم، صياح، صهيل و الكثير من الضوضاء التي استمرت حتى منتصف الليل .......


فتحت عيناها بتثاقل فوجدت الجميع نائماً بعمق ما عدا الجدة، صعدت للأعلى لتجدها تنظف الفوضى بعد الاعتداء،

تفاجأت (راينبو) و قالت:" لقد سرقوا كل شيء!"،

فابتسمت:" لا عليك لدي كيس رز  و قمح في الملجأ" و استمرت بالترتيب،

لم تفهم بطلتنا سبب ابتسامة تلك العجوز، قرأت أفكارها فقالت رغم تركيزها في عملها:" لعلك تتساءلين عن عدم انزعاجي مما حدث، لأنني موقنة أنني سأحصل على التعويض يوماً ما و لربما أكثر..... فكما تعلمين الحياة بجعبتها بالعجائب"،

أعجبت بطلتنا بالعبارة و تمتمت:" الحياة بجعبتها بالعجائب....."،

ثم أسرعت (راينبو) بمساعدة الجدة مع ابتسامة صغيرة،


أثناء العمل تذكرت الجدة شيئاً:" أتعلمين منذ رأيتك أول مرة و أنا أشعر أنني رأيتك من قبل يا آنسة، و أخيراً تذكرت لقد قابلت زوجان يشبهانك كثيراً قبل ست سنوات"،

صعقت بطلتنا و سألت :" هل عيني الرجل مثلي، و المرأة شعرها طويل و عيناها زرقاوان؟"،

أجابت:" نعم، هذا صحيح، اذكر أن اسمهما ..... (يومي) و (كورونا)"،

صاحت :" إنهما والداي!"،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن