الفصل ٤٥: في ظلمة الليل ٢

26 8 22
                                    


ارتدت السماء قطعة سوداء معلنة وصول الليل ، إثر ذاك قرر (دينكي) المبيت في إحدى النزل، اعترضت (هوشي) على القرار؛ لأن هذا سيؤخرهم عن إيجاد (راينبو) التي قد تصاب بمكروه، أقنعها بالعدول عن رأيها على مضض حين قال:" علينا أن نكون بكامل قوتنا لنجدها بسرعة ..... فمرض و إرهاق أحدنا سيعيقنا"، و هكذا حجزوا غرفة صغيرة ، هدأت الصغيرة بعد توقف عاصفة القلق التي اجتاحتها و استطاعت النوم، أما (دينكي) فكان يراجع خططه و يضع خططاً بديلة .

في الوقت ذاته شعرت (راينبو) بالهواء يداعبها، توقف الهواء لتشعر بيد على جبينها، سمعت صوت أحدهم :" لقد انخفضت حرارتها"، سمعت صوتاً مختلفاً:" كل ما تبقى التغذية"، فقال الصوت الأول:" سيجهز الطعام قريباً" ، بعد صمت قال الثاني: ".... فتاة ذات شعر أسود قصير و بشرة بيضاء كالثلج "، قاطعه الآخر:" و عينان خضراوان ! كما وصفها أخونا "،

شيئاً فشيئاً بدأت تستوعب حديث الصوتين فحثها الخوف على الهرب قبل أن يمسكوا بها، أطاعته بلا تفكير فبرؤية مشوشة نهضت، و ما هي إلا لحظات حتى اختل توازنها و سقطت لتلفت انتباه الشخصين اللذين كانا في الحجرة ذاتها، لاحظت وجود نافذة فحاولت بعجز التوجه إليها، سمعت صوت فتاة:" لا لا عليك بملازمة السرير "، تم حملها كالوسادة و وضعها على السرير من قبل الغريبة، كانت (راينبو) تهذي : " لا ... أنا ... علي المغادرة" ، بللت تلك الفتاة  يدها بالماء و رمت القطرات عليها مما جعلها تفيق من هذيانها، التفتت الفتاة و خاطبت الفتى الذي بجانبها :" سأذهب لأتفقد العشاء راقب الآنسة" ، تنهد الفتى :" يا إلهي هذه الفتاة لا تتغير"،

اعتذر الفتى عما حصل و أحضر منشفة لها، تفحصت المكان و تساءلت .... "أين أنا؟"، أجاب نظراتها المتسائلة:" أنت في عيادة الطبيب (أرغانون) "، أعطاها المنشفة و عرّف عن نفسه :" أنا (تايّو) .... (ساباكو تايّو) طبيب متدرب و الفتاة هي أختي التوأم (سونا) و هي ممرضة متدربة" ، أبت أن تتكلم فاستمر بالحديث :"لقد وجدتك مغماً عليك في الطريق بسبب ضربة شمس ، لقد انخفضت حرارتك قليلاً لكن عليك البقاء حتى الغد على الأقل "، مد لها بإناء ماء و ابتسم:" عليك أن تشربي قليلاً لكي تتحسني " ، أمسكت بالإناء حدقت بصورتها المنعكسة ثم تذكرت :" لكن أنا...." ، عارضها (تايّو) " ملاحقة ؟ لا تقلقي أنا و (سونا) في صفك " ، بدت علامات التعجب ظاهرة على (راينبو) "ما الذي يعنيه؟"، دخلت (سونا) حاملة العشاء و قالت بمرح :"و الآن سنؤجل الحديث الطويل لما بعد العشاء يا آنسة " ، كانت ابتسامتها العريضة ..... تشع لطافةً، جلس التوأمان ذوا شعرٍ كالرمال و عينين عسليتين على الأرض بجانب مريضتهما، لم تستطع (راينبو) رفض طلبهم و شربت الحساء ، تناولا الطعام بهدوء مراعاة لمريضتهم التي لا تزال متعبة، في حين راقبت مريضتهم وجوههم التي تبعث على الراحة، لكنها سرعان ما تبدلت عندما طرق الباب ....


في (أرض الخيال) كان (جو) يجلس على العتبة الصغيرة في حديقة القصر، يغمض عينه و يتنفس بعمق ليصطحبه الخيال إلى ذكرياتٍ جميلة ٍ ..... مضت، قوطعت رحلته عندما شعر بأحد يقف خلفه فخمن :"(تسوكي)؟"، مدت ورقة و قالت :" لقد قبل طلبك"، ابتسم و أخذ الورقة :"لقد اشتقت لهما....."، بعد صمت سألته:" (جو)..... ألن تستقيل؟"، التفت عليها:" لا؛ فأنا أحتاج إلى المال و لن أجد وظيفة أفضل ....ماذا عنك ؟"، أجابته:" سأظل أخدم الملكة فلا مكان أعود إليه...."، عبس و قال:" بل لديك أنا! ....... في المستقبل، حالياً لديك (تايسو) اللذان سيرحبان بك في أي وقت" ، ظهر (كورو) فجأة و أمرهما بالعودة إلى غرفهم ؛ فلا يسمح بالتجول في القصر بعد التاسعة إلا لعمل، عاد (كورو) من حيث جاء و بقي الاثنان وحيدين مجدداً، همس في أذنها قبل أن يدخل :" لا تنسي أننا عائلة"

شكراً لقراءة الفصل❤️❤️
تصويت(vote) + تعليق (comment) = دافع للاستمرار

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن