الفصل ٣٩: قبل ١٦ سنة

38 8 26
                                    


قبل ١٦ سنة كان هناك حفلة صغيرة في القصر الملكي بمناسبة عودة شقيق الملك السابق (أكيهيتو) و أسرته من السفر ، كانت (فانتاجي) الأميرة ذات الثمانية أعوام متحمسة للغاية للحفلة ، فارتدت كأي أميرة أجمل الفساتين و أزكى العطور و استقبلتهم بسرور ، كان حفلاً لطيفاً إلا أن ليلته صبغت بالأسود في سجلات التاريخ ، في تلك الليلة حدثت حادثة مأساوية زعزعت المملكة بأسرها ، في تلك الحادثة قُتِل الملك السابق (سابوراشي كيبو) و زوجته الملكة (سابوراشي زينا) ..... والدا (فانتاجي) ، و كان القاتل آنذاك هو الجندي (إكاري كوما) ، حيث غرس سيفه في الملك بكل برود أمام ناظر (فانتاجي) الصغيرة و كان سيفه المشؤوم سيغرس فيها لولا تضحية والدتها بحياتها حمايةً لابنتها الوحيدة ، صعقت أميرتنا الصغيرة من هول المشهد و تلونت دموعها بالأحمر من الدماء التي لطختها ، رغم الحزن الذي اجتاحها إلا أنها لاحظت تصرفاً غريباً من (كوما) .... لماذا تغيرت ملامح وجهه الباردة إلى نادمة ؟   لماذا سلم نفسه للجنود بعد الذي فعله بكل برود ؟ ، و قررت (فانتاجي) البحث عن الحقيقة.

ذهبت (فانتاجي) لمقابلته في السجن بعدما أصبحت الملكة على (أرض الخيال) و عمها مدير شؤونها ، و طلبت تفسيراً لما حصل تلك الليلة ، و قص عليها ما حدث بلا تردد ليتضح أن امرأة ذات شعر بنفسجي مموج قد سحرته ليقوم بالجريمة الشنعاء و تحكمت به كالدمية و بهذا أصبح القاتل ، فسبب تسليم نفسه للجنود هو تحطم سحرها الذي سيطر عليه ؛ و بالتالي كان آنذاك قد عاد إلى صوابه ، و اختار (كوما) المسكين حكم الإعدام الذي أقر عليه من قبل (الحكماء) بدلاً من العيش مع ذلك الذنب العظيم ، حاولت الملكة إقناعه بالتراجع عن قراره مراراً و تكراراً لكنه ظل يردد : " أنا القاتل "، و تم إعدامه كمجرم حقير بالنسبة للشعب لكنه كان و ما زال بالنسبة للملكة الجندي الوفي و الطيب ..... و المظلوم ، عُرفَت هذه الحادثة بالكابوس ؛ الكابوس الذي سَلَب من الملكة والديها ، و أثقل كاهلها بمسؤليات الملوك ، و ظل يراودها ليالٍ عديدة.

اكتشفت الملكة لاحقاً أن لدى (إكاري كوما) ابنة تبلغ من العمر ستة أعوام تم أخذها لدار الأيتام لعدم وجود وصي لها ، تعجبت الملكة الصغيرة من موقف تلك الفتاة ، فالجميع يمقتها كونها ابنة القاتل و هي لا تبدي أي تعبير بالضعف أمام نظراتهم الغاضبة ، شعرت الملكة بالذنب لأنها لم تستطع تبرئة والدها آنذاك فقررت مساعدتها لتحقيق هدفها و الذي كان الانضمام للجيش الملكي لتثبت جدارتها في المجتمع ،

أخبرتها الملكة ببراءة والدها الذي لم و لن تكرهه قط حتى و لو جهلت الحقيقة ؛ لأنها لم و لن تصدق أن والدها الحنون قتل إنساناً ، و عاشت كالذئب الوحيد الذي يبغضه القطيع ، رغم تكيفها مع الوضع إلا أنها كرهته ، فكانت ترجو أن تتغير نظرة الناس عنها ؛ .... فهي لن تقتل أحداً كما يعتقدون .

قبلت بالأكادمية بعد محاولات عديدة ، درست بجد و إخلاص ، و تخرجت من الأكادمية و هي بعمر الحادية عشرة و من ضمن العشرة الأوائل ، أصبحت بعد طول انتظار فرداً من الجيش الملكي ، كان ظاهراً عليها الذكاء و الفطنة و تميزت بالإم. بي. الشاذ فترقت بسرعة إلى جندي ذو نجمتين ، و بدأت تحسن صيتها بين الناس ، و كاد لقبها (ابنة القاتل) أن يختفي إلى الأبد لكن المشاكل تأبى ذلك ، لتقع حادثة تفسد صفو حياتها .

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن