الفصل ٤٧: كفاح

24 7 28
                                    


كانت بطلتنا متفاجئة لمقابلتها إخوة (جو) ؛ فقلما حدثها عن أخويه اللذان لم تعرف عنها شيئاً، انعقد لسانها إثر الدهشة تساءلت (سونا):" ما بك ؟"، ردت عليها:" إنه .... لقد تفاجأت .....لم أتخيل أنني سألتقي بإخوة (جو) يوماً ما" ، ثم أكملت:"و لم يخبرني أنه من (ساباكو)...."، فقالت (سونا):" آه تقصدين الأسطورة"، أنكرت قولها :" العائلات النبيلة ليست أسطورة إنها حقيقية "، انضم (تايّو) موضحاً:" نحن في أرضٍ الحقائق فيها تضيع تحت اسم "أسطورة"؛ فلا نعرف الحقيقة من الخيال ..... بالنسبة لأخي (جو) فهو لا يهتم بالعائلات النبيلة؛ لذلك لم يتفاخر باسم عائلتنا قط لأنه يرى أن كل إنسان يمثل ذاته، و أنا مقتنع تماماً بنظرته"، علقت توأمه:"و أنا أيضاً "،" لكنك استثناء بالطبع ":عقب على كلامه، خجلت بطلتنا من مديحه فأخفت وجهها بكفيها، ضحكت (سونا):"ما ألطفك!"،

بعد برهة قصيرةٍ همست :" (جو)..... هذا يعيد الذكريات "، سألت (سونا) بحماس:" عندما قرأت الرسائل أخي تمنيت لو كنت...."، أوقفها:"(سونا)!" ، تداركت الأمر فتوقفت عن الحديث؛ فهما يعلمان أن الأميرة (قين) عزيزة على قلبها، راقبت (سونا) بتوتر الفتاة الباسمة عندما بدأت الذكريات الجميلة تعرض في مخيلتها، تذكرت لعبهم في القصر، و حديثهم مع بعضهم البعض بحماسٍ شديد، و صدى ضحكاتهم الذي تردد في الأرجاء، و مغامراتهم التي كان أعظمها هروبها من القصر برفقة (جو) و كيف غطى الأمر عند عودتهم، و صداقتهم (بهوشي) و شعار حلمهم الباسم ، و حفل زفاف الملكة عندما ضحكوا ..... و رقصوا ...... و استمتعوا و...... ، شرعت الذكريات المؤلمة بالتسرب لتلوث نقاء الماضي، بدى انزعاجها واضحاً و أخذت تهمس:" لا تأتي لا تأتي"،

"تفاحة!": صاحت (سونا) بتوتر، لفتت انتباه (راينبو) فقالت:"تفضلي هذه التفاحة فهي مفيدة جداً"، شكرتها و أخذت التفاحة، و قبل أن تتناولها سمعت صوت قضم للتفاح فالتفتت لتجد (تايّو) يتناولها بصمت، سألته:" ألست متعباً ؟...." ، أومأ سلباً ثم قال:" لكنني أشعر بالضجر"، فكر الجميع بشيء ليقوموا به لكن محاولاتهم باءت بالفشل فقررت (سونا) النوم؛ فهي لم تنم جيداً، كانت (راينبو) تراقب الطريق فتذكرت (هوشي) و (دينكي) و رحلتهم الطويلة إلى (البربرية)، " أنا آسفة لكنني مضطرة ....." فكرت (راينبو)، قاطع (تايّو) شرودها:" (راينبو)..... أقصد (سماوية) هل تمانعين لو أخبرتك بحكاية ؟ "، أومأت : عن ماذا ستكون ؟"، أجابها:" أنا اسميها كفاح " ، تحمست و اقتربت منه ليروي لها قصة الكفاح و المشاعر الصادقة ..... قصة قريبة إلى قلبه....

يروي (تايّو):" كان يا مكان قبل سنين من الآن، كان هناك عائلة صغيرة من (أرض الأساطير) مكونة من خمسة أفراد، تميزت هذه العائلة بكثرة الترحال لكون الوالدان عالما أحياء، و العجيب في الأمر أن أبناءهم كانوا صغاراً على الترحال و مع ذلك لم يمنعهم ذلك من السعي وراء أحلامهم و طموحاتهم،

و في إحدى الرحلات ذهبوا إلى غابة في (أرض الخيال)، و من عادة الوالدان الخروج بعد الإفطار و العودة قبل العشاء لمخيمهم الصغير وسط الغابة حيث تركوا ابنهم الكبير يهتم بباقي الأمور، و لم يمض أسبوع على وصولهم إلا أن الوالدان ...... اختفيا، ففي جنح الليل و بعدما نام إخوته الصغار قرر ابنهما الأكبر ذو الثمانية أعوام البحث عنهما، و في النهاية وجدهما.... قد فارقا الحياة إثر مهاجمة حيوان مفترس لهما أو هذا ما ظنه، ففي الحقيقة كانت والدته تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه باكية :" بني أعتذر لحماقتنا الدائمة بتكليفك ما هو فوق طاقتك"، أومأ ابنها سلباً و الدموع تتطاير من وجنتيه فأكملت:" ابني الحبيب ..... عد إلى أخويك بابتسامة و إذا سألا عنا أخبرهم أننا ذهبنا إلى مكان بعيد ..... لذلك لا نستطيع اصطحابكم معنا فأرجوكم سامحونا .....(جو) اهتم بإخوتك ".

"مهلاً لحظة هل أنت تبكين؟":سأل (تايّو)، ردت عليه:" لم أعلم أن (جو) شهد موت والديه"، تنبه (تايّو) لخطئه الصغير :" آه! لقد قلت الوصية حرفياً"، مسحت دموعها:" لماذا تريد إخفاء ذلك ؟"، " احتراماً لرغبته عندما أخبرني بالقصة.... فهو يكره أن يعرف الناس آلامه و أحزانه"، رغم اندهاشها قررت سماع بقية الحكاية فيكمل (تايّو):" وصف (جو) وضعه تلك الليلة قائلاً:" لم أكن أدري أأبكي على فراق والداي أم أبكي على مصيري المجهول، كنت طفلاً في الثامنة و معه طفلان في الرابعة من عمرها في غابة دولة أجنبية، كانت تلك الليلة مخيفة كسوادها، رغم الضياع الذي اجتاحني تداركت الأمر و جمعت شتات نفسي لأدفن أمي و أبي بيدي اليائستين و أعود كأن شيئاً لم يكن و انتظر سؤالكما الذي سيأتي في الصباح القريب"،

أكمل (تايّو) من وجهة نظره حينها:"استيقظت لأجد أخي يعد الإفطار لوحده، تساءلت و شعرت بالقلق فقد غاب والداي طويلاً، أثناء الإفطار سألته (سونا)بحزن:" (جو) أين أبي و أمي؟"، لا زلت أتذكر كيف طمأننا حين مد يده عالياً:" لقد ذهبا إلى مكان بعييييييييد جداً"، سألته سونا بحزن:"لماذا؟"، فأجابها بحماس طفوليّ:" هذا لأنهما يبحثان عن حيوانٍ أسطوري"، تذمرت و بدأت بالبكاء:" لماذا لم نذهب سوياً للبحث عنه!؟ ألسنا نفعل هذا دائماً!؟"، ابتسم:" لأنهم يحبوننا و يخافون علينا من ذلك الحيوان......." ، ضمنا إلى صدره و قال:" (تايسو) لا تخافا أخوكم الكبير (جو) لن يترككما أبداً"، و من تلك اللحظة بدأ كفاح (جو) في رعاية أخويه (تايو) و (سونا).... ليتعلم تجربة جديدة في حياته.

.
.
.
.
شكراً لقراءة الفصل❤️❤️
تصويت(vote) + تعليق (comment) = دافع للاستمرار

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن