الفصل ٥١: إنقاذ

22 6 14
                                    


اضطرب (تايو) و قال :" الالتفاف سيأخذ وقتاً طويلاً لذا سألحق بها"،
أوقفته (راينبو):" انتظر قليلاً "،
استغرب:" كيف لي أن انتظر قد يؤذونها!"،
هدأته:" لدي فكرة جيدة....".

استمرت (سونا) بطرح الرجال الواحد تلو الآخر؛ فقد تعلمت مع (تايّو) في قبيلتهما (ساباكو) أسلوبهم القتالي المشهور - و هو قتال جسدي و لا يحتاج لأي سلاح لتجنب السلاح- ، هجم عليها رجلان فتجنبتهما بمهارة لكن باغتها رجلٌ ثالث مهزوم من خلفها و أمسك رجلها، اغتنم صاحبه الفرصة ليقطعها بسيفه، قبل أن تتصرف طار بعيداً وسط ذهول الجميع،
ضحكت (سونا):" هاهاها يبدو أن الأشباح إلى جانبي"،
و أثناء دهشتهم تخطتهم لتنقذ الفتى الصغير، لكنها تفاجأت برؤيته يسحب بعيداً عن الفوضى،
سعدت بذلك و تمتمت:"شكراً أيتها الأشباح"،
و اندفعت لتكمل القتال الذي بدأته؛ كي لا ينتبهوا لهروب الفتى، فتم دفعها بعيداً، رفعت رأسها لتذهل بشظايا غرست في أجسادهم و جعلتهم عاجزين عن الحراك ، أثناء شرودها ظهرت (راينبو) المتلثمة من العدم و سحبتها،
سمعتها تهمس:"أعتذر لكنني مضطرة ...."،
انبهرت (سونا):" هكذا إذ..."،
أشارت لها بالصمت و التفّا حول المكان ليعودا إلى العربة بسرعة.... حيث (تايّو) و الفتى الصغير برفقته .

بعدما ابتعدوا من ذلك المكان تبسّمت (سونا):" يا لكم من أشباح رائعين!"،
قال (تايّو) بانبهار:" هذا هو (الإم. بي.) إذاً..... إنه مدهش"،
تنفست (راينبو) بعمق ثم قالت:" قدرة الاختفاء دامت فترة كافية و لشخصين، تدريباتي أثمرت أخيراً"،
".... عجيب": قال الفتى  ذو الشعر الأسود،
انتبه له الجميع و أكمل بعينين لامعتين :" ظهرت من العدم، و هزمت المتمردين أنا شاكرٌ لكِ، يا صاحبة السحر...."،
تمتمت (سونا):" معه حق إنه يبدو كالسحر"،
علقت (راينبو):" لا تنسى أنه بمساعدة (تايّو) و (سونا) استطعنا إنقاذك "،
طبطبت (سونا) على ظهرها:" يال التواضع"،
أكدت بخجل:" إنها الحقيقة! ..... كل ما فعلته هو كسب الوقت لـ(تايّو) لينقذه"،
وقف الصغير و أشار على (راينبو):" مرادي الترحال معك!"،
نظروا إلى بعضهم البعض و أشارت (راينبو) على نفسها بتساءل:" لماذا أنا من بين الجميع؟!"،
فقال :" لأنك قوية...."،
فضربته (سونا):" في البداية أخبرنا باسمك و سبب إمساكهم بك"،
أشاح بوجهه:" لا حاجة لكم بذلك....."،
كادت (سونا) أن ترميه من العربة لولا تدخل (راينبو)، فحاولت بطلتنا استلطافه :" أنا الرحالة (سماوية) و هذان هما الطبيبان (تايّو) و (سونا)، و سيوصلانني إلى الميناء لأكمل رحلتي..... فهل تريد حقاً أن ترافقني ؟"،
أومأ الفتى:" أجل، إلى أي مكان"،
فقالت له:" إذاً بما أنك ستسافر معي علي أن أتعرف عليك صحيح؟"،
بعد برهة قال محدقاً بالأفق:" أنا ..... (أمجد) "،
رحب به الجميع ثم صمتوا، أخذت (سونا) تتأمل بالفتى (أمجد) الذي انزعج منها، فقالت بعد تحديق طويل :" تبدوان كالأخوين"،
نظر (أمجد) الصغير إلى (سماوية) و هي بالمثل، و لاحظا أن شعرهما أسود، و عينيهما خضراء، و بنيتهما متقاربة جداً، قهقه (تايّو) :" يخلق من الشبه أربعين!"،
و استعدوا للتخييم بسبب الغروب.


قارة (أرض الأساطير) معروفة بطبيعتها الصحراوية القاحلة إلى جانب العديد من الأساطير التي تتخللها، قارة مسالمة و مفعمة بالحياة ، مع ذلك هناك العديد من المتمردين في أراضيها كالعصابات و قطاع الطرق و صائدي الجوائز الذين هم مصدر الفساد - إلا البعض- ، و ما ساعد على انتشارهم كان إنشائهم لمخابئ سموها (الجحر) في أنحاء القارة، غالباً تقصد تلك (الجحور) للتحالفات، و الالتحاق بإحدى الجماعات، و جمع المعلومات، و البحث عن مكافآت جديدة، أشهرها هو (الجحر الشرقي) الذي يقبع في ميناء (السندباد).... وسط (الأزقة) بالتحديد.

في جنح الليل كان بطلينا (دينكي) و (هوشي) متخفيان في (الأزقة)؛ و هي منطقة متهالكة يقطنها الفقراء في ميناء (السندباد)، كانت (هوشي) ترتجف من الخوف لأن الأزقة هي منطقة المتمردين أيضاً، سبقها (دينكي) الذي سأله رجل متطفل:" ما عملك؟"،
فقال :" مُسْتأجَر...." ،
تفهّم الرجل و أخبره:" هناك سمكتان ذهبيتان تستحقان العناء، عرضت (عصابة الثعابين) مبلغاً مغرياً لمن يخطف الأمير و يسلمه في القرية المهجورة، إنها فرصتك الذهبية فالعائلة الملكية موجودة في المهرجان"،
ثم أكمل :" و هناك فتاة مطلوبة يبحث عنها جيش (أرض الخيال) و عليها مكافأة خيالية، أنا متعجب من قبول مملكتنا لطلبهم لكنها فرصة لا تعوض"،
غادر ملوحاً :" دعنا نتقاسم المال عندما تنتجح في مهمتك"،
تجاهله و أكمل سيره و (هوشي) تلحقه، و سرعان ما دخلا (الجحر الشرقي)، كان مليئاً بالرجال الضخام و المخيفين بالنسبة لفتاة صغيرة، انتبه (دينكي) إلى اقتراب رجل ينوي شراً،
فأشار إليها بالإسراع في مشيها لكنه أدركهما و قال بتبجح :" منذ متى يسمح للأطفال بدخول (الجحر)؟، اذهبا إلى أمكما و اشربا....."،
انفجرت جماعته ضحكاً لتجاهل الطفلان له، و في محاولة لاستعادة بعض من كرامته بقبضته أمسك أحدهم بكتفه و قال:" هل من مشكلة؟"،
التفت الرجل ليتصبب عرقاً لمعرفته هوية القائل رغم رؤيته لجزء بسيط من وجهه، 
همس زميله:" لا تمزح معها يا رجل"،
فقرر المتبجح المغادرة حفاظاً على حياته، و هكذا تخلص بطلينا من شخص مزعج دون أي جهد بمساعدة ذلك الشخص، أشار لهما ليتبعانه و لم يجرؤ أي أحد على اعتراضهم،
همست (هوشي):" من ذلك الشخص؟"،
ابتسم:"ستعرفين قريباً.....".

.
.
و عدنا لنكمل الحكاية 😆 عذراً على الانقطاع لكن " في كل تأخيرة خيرة" بإذن الله 💕💕💕

مثل ما وعدتكم راح أنزل الفصول أسبوعي و اخترت الخميس ❤❤

و كالعادة شكراً لقراءتكم الفصل ❤❤
و دعمكم و تعليقاتكم أكبر محفز لي - و يخليني ما اسحب على الرواية-
و لا تنسون التصويت ✨✨
-سورا-

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن