الفصل ٦٢: اختيار

16 3 5
                                    



بعد تحديق أخرج (زيد) من جيبه المفاتيح ، و تفاجأت (هوشي) في حين ابتسمت (راينبو) و أدركت أخيراً سبب تصرفاته، و كان العبيد كالأطفال المقفرين يحدقون إلى كيس حلوى ..... بل أعمق من ذلك، مع ذلك لم يتكلموا .... لسبب ما، حرر (زيد) الذي انهى دوره كقرصان و عاد لهما (دينكي) كما عهداه،

تذمرت (هوشي) :"أخبرنا بذلك منذ البداية"،

رد عليها :" اخدع صديقك لتخدع عدوك، هيا لنهرب بسرعة"،

هم كل من (هوشي) و (دينكي) بالخروج لكن (راينبو) توقفت، لاحظا ذلك فتوقفا أيضاً ،

قالت (هوشي) باستغراب:" لنذهب (راينبو)...."،

لم تجبها و أخذت المفاتيح من (دينكي) و رمتها للعبيد،

صاح أحد العبيد:" لماذا تساعديننا؟!، كان يمكنك الهرب دون مشاكل"،

قالت بكبرياء:" لأنكم ولدتم أحراراً، فلا يحق لأحد أن يسلبكم حريتكم، كافحوا من أجلها!"،

و أدارت ظهرها ناحية الباب لتسمع أنينهم؛ فقد تأثروا بكلماتها النبيلة،

و قال أحدهم :" لنقاتل القراصنة و نثر الفوضى!"،

وافقه الجميع و بسرعة فكوا قيود العبودية و أسرعوا لانتشال الحرية أفواجاً هائجة من الباب، و أمسكوا بأي شيء يرونه أمامهم ليقاتلوا، تفاجأ أبطالنا من التغير الجذري الذي حصل،

و أمسك أحد العبيد كتفي (راينبو) :" استغلي الفرصة و اهربي مع صديقيك، فأنت الأمل الذي أنار قلوبنا ،لن نسمح لأملنا أن ينطفئ"،

و غادر مسرعاً مع البقية، همت بطلتنا بمساعدتهم لكن أوقفها (دينكي) ،

فاعترضت:" علينا مساعدتهم، لا أريد أن يتأذى أحدهم"،

فقال بحزم:" لقد اختاروا هذا الطريق بأنفسهم، و نحن اخترنا النجاة، أم أنك نسيتِ هدفكِ؟"،

زمت (راينبو) شفتيها و انصاعت لقرار (دينكي) و تمنت أن ينجوا من بطش القراصنة، ففي بعض الأحيان عليك ترتيب أولوياتك، وكانت الأولية بالهرب و النجاة لتحقق هدفها...... كشف جرائم (ميري كوراي)، ألا يعد إنجازاً أعظم ؟


انخرطوا في الفوضى و خرجوا منها كالمياه الجارية، سرق (دينكي) برميلاً أمامه، و قفزوا إلى الماء، تشبثت (هوشي) بالبرميل -كونها لا تستطيع السباحة- و سبحوا إلى الساحل الذي يبعد عنهم قرابة الخمسين متراً، مع ذلك قطعوا المسافة بزمن قياسي، و سرعان ما حثوا الخطى ؛

فقد كان (دينكي) يتمتم بانزعاج:" كم أكره هذه الأرض!"،

و استمروا بالهروب و الهروب ...... كما اعتادوا دائماً.


بعدما تقطعت أنفاس الفتاتين استراحوا تحت شجرة ضخمة،

سألت (هوشي):" لماذا أنت مستعجل دائماً؟"،

ففسر:" لأننا في أخطر أرض "،

تعجبت الفتاتان فـ(دينكي) لم ينزعج هكذا في ( أرض الأساطير) رغم خطورتها،

" ما مدى خطورة هذه الأرض؟" تساءلتا،

أخرج الخريطة و تأكد من مكانهم ثم وقف :" اطمئنا وجهتنا قريبة جداً حينها سنتنفس الصعداء"

و بعد مشي لنصف ساعة ارتأى أمامهم كوخ قديم و بسيط، مليء بشباك العناكب، أخذ ( دينكي) يطرق الأرض بحثاً عن صوت معين، ثم أبعد الأتربة ليظهر لوح خشبي، أدخل أصابعه و سحب اللوح و هكذا فتح باب سري خلف الكوخ،

فتحت ( هوشي) الباب و استلقت على الأرض بارتياح، فضحك الآخران ،

ثم قال (دينكي): " أعلم أنكما متعبتان لكن أنصتا إلي ...."،

همست (راينبو) بارتياب :" هناك أصوات أقدام"،

تقدم (دينكي) بحذر و لمح جماعة مريبة، فأشار للفتاتين بالاختباء خلف النافذة، و ظل (دينكي) يراقبهم بهدوء، كانت الفتاتين تلاحظان اقتراب أحدهم من الباب و مد يده ليفتحه!، ارتعدت (هوشي) و استعدت ( راينبو) لردعه فور دخوله......
أهذه هي النهاية؟!
.
.
.
قراءة ممتعة ❤️❤️
تصويت + تعليق = محفز للاستمرار ✨

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن