الفصل ٣٤: نمو الأوراق

36 9 17
                                    

اقترب الشخص منها فتبين أنه فتى شاب ، وقف صامتاً لفترة ثم اقترب منها و همس : " سوف نهرب " ، قالت : " لا فائدة من الهرب أنت تعرض  نفسك للخطر فقط .... " ، تنهد الفتى ثم تمتم : " لا خيار آخر " ، وضع منديلاً منوماً على فمها بسرعة لدرجة أنها لم تستطع المقاومة ، فتح الأصفاد بالمفتاح الذي سرقه من الحارس الذي  ضربه في مؤخرة عنقه ثم حملها على ظهره ، و اختفى من الزنزانة بلمح البصر دون أن يشعر به أحد ، و لم يكتشفوا اختفاءها إلا بعد ساعتين من هروبها ، كان ذلك الوقت كافياً لذلك الفتى ليعود للمخبأ الذي يقع في الجبال الجنوبية للمملكة ......

استيقظت بطلتنا في غرفة حجرية  ، نهضت من الأرض لترى الفتى ذاته الذي أخرجها من السجن و هو يعد شيئاً ما ، كان فتى ذو شعر ذهبي و بشرة بيضاء كالثلج ، لاحظها ثم ابتسم : " أوه لقد استيـ.... " ، قاطعته (راينبو): " لماذا أخرجتني من السجن و من أنت ؟ "، أصبحت تعابيره جادة : " أدعى دينكي و أنا فتى مستأجر أنفذ الأوامر فقط "، انفعلت قليلاً : "و من ذاك العميل الذي ... "، " "ابقي على قيد الحياة و لا تقلقي بشأن الآخرين ...... أما نحن فأبوابنا ستبقى مفتوحة لك مهما طال الزمان " ..... هذه رسالة من جلالة الملك نيابة عن الجميع "، تفاجأت من تلك الرسالة و قالت بتلعثم : " لـ لـ لكن أنا مجرمة " ، رد عليها : " لست بمجرمة و لا قاتلة " ، لم تستطع استيعاب الأمر :" أنت تمزح ؟ " ، استغرب من ردة فعلها : " ما بالك ألا تسمعين جيداً ؟ قلت لك أنت لست مجرمة " ، أغمضت عينيها و تمتمت "هذا حلم فقط " ، قبل أن تفتح عينيها شعرت بشخص يحضنها من الخلف ، فتحتها بفضول لترى تلك الخصل البنية الطويلة تطل عليها ، لوهلة ظنت أن (قين) لم تمت ، أدارت رأسها ببطء ليظهر أنها (هوشي) ! ، قالت (هوشي) بسعادة : " يسعدني أنك بخير " ، لم تستطع (راينبو) حبس دموعها فبكت ثم بكت ثم بكت ، بعدما كانت ستعدم و وصمة الخزي مطبوعة عليها تم إنقاذها من قبل أصدقاءها الذين لم يتخلوا عنها منذ البداية ، كم شعرت أنها ناكرة لجميلهم ، و هكذا بدأت الأوراق تنمو من جديد بعد الشتاء القارس .

بعدما هدأت بدأت تستوعب الأوضاع ثم سألت (هوشي) : " لماذا أنتِ هنا ؟ " ، قهقهت ( هوشي) : " سأخبرك بالقصة ....."

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن