آنسة راينبو

الفصل ٩٨: شموخ

" تفضلوا من هنا": قالت الخادمة للضيوف قبل أن تقودهم إلى إحدى الغرف،

"إنهن من الجماعة الذين أمسكوا بالمجرمة (كوراي)، إنهن رائعات": تناثرت همسات الخدم أثناء مراقبة الآنسات،

"كفى ثرثرة وعودوا إلى العمل": قال أحد الخدم ليستنكر الجميع صاحب التعليق قبل أن يغادروا لأشغالهم،

وعلقت إحداهن:" أأنت من بين الجميع تأمرنا بالعودة إلى العمل يا (جو)؟!، أنا منبهرة من التطور الذي يحصل هنا"،

مسح أرنبته بتفاخر:" لا تستخفي بتجنيد نائبة رئيسة الخادمات (تسوكي)"،

"يا له من مهرج" علقن في داخلن وملامحهم تبلدت بالكامل،

ثم يطبطب على أكتافهن:" هيا هيا لا تضيعوا الوقت، لدينا عمل كثير اليوم"،

فيختفي الجميع ويبتلع (جو) ريقه؛ حيث نجا من دلو (تسوكي) الطائر الذي كان يتربص له من آخر الممر بمسرحيته تلك،

وفي الجانب الآخر لم تستطع الآنسة إخفاء ابتسامتها "كم هذا يعيد الذكريات".

تدخل ثلاث آنسات بلباس أنيق، فالكبرى كانت ترتدي قميصاً أرجواني داكن ذو أكمام بيضاء مع بنطال أبيض، والوسطى ارتدت قميصاً خوخي ذو ياقة عالية ومزين بشريطة بيضاء مع حزام جلدي وبنطال ترابي، في حين ارتدت الصغرى قميصاً منعشاً أصفر اللون بأكمام قصيرة مع تنورة قصيرة بذات اللون مع بنطال أبيض، حين فتح الباب انبهروا من جمال القاعة؛ فكانت نوافذ الغرفة كبيرة مع إضاءة مشرقة، وتتوسطها سجادة حمرا طويلة مطرزة بخيوط ذهبية، واكتظت على الجانبين بشتى العائلات المرموقة على (أرض الخيال)، وعمت الضوضاء القاعة بين حديث وقهقهة وتجوال في الأرجاء،

"وجبة خفيفة؟": مد أحد الخدم بصينية دائرية صف عليها شتى أنواع العصائر والفطائر المعدة بعناية،

تناولن منه الأكواب ثم ارتكن إلى إحدى زوايا القاعة المكتظة، شعرن ببعض الاختناق وخصوصاً (راينبو) لأن هذه الحفلة تذكرها بتلك الليلة المشؤومة، ومع ذلك شربن كؤوسهن بهدوء ريثما تبدأ الحفلة،

"ما بالكن كئيبات هكذا؟": ظهر أمامهن شاب بشعر أشقر مربوط، يرتدي قناعاً أسوداً يخفي عينيه مع لباس فضي فاخر مطرز بالأبيض ورداء أسود على كتفيه،

"يبدو أنك مستمتع أيها الفارس الأسود": نبست إحداهن بينما تنقل نظرها في تصميم ملابسه الأنيق،

ظهرت من خلفه امرأة برادئها العنابي المفتوح ليلمع درع فضي وتنورة رمادية متوسطة الطول، تأملت الفتيات الجديلتان اللتان تزينان جانبي رأسها بانبهار؛ فقد بدت لطيفة للغاية عليها،

ضربت تلك المرأة الفارس الأسود على ظهره:" يكفينا مهرج واحد هنا"،

كتمت الفتيات ضحكهن في حين تذمر الفارس:" معلمتي! أرجوك توقفي عن هذا"،