الفصل ٢٤: زيارة

26 9 8
                                    


دخلت هوشي إلى القصر ..... ذلك القصر الملكي الفاخر لديه الكثير من الأبواب العملاقة المزخرفة ..... تلتفت يمنة و يسرة لتجد المزهريات و اللوحات تزين المكان .... و ترفع نظرها لترى الثرايا المعلقة كما لو أنها باقة من الزهور الزجاجية ..... و تنزل نظرها لتجد ذلك السجاد الذهبي الفاخر يمتد لآخر المكان ، لم تصدق أنها ستدخله يوماً ، بدأ معدل التوتر بالازدياد ، نزلت قين من الدرج لتفاجأ بقدومهم : أوووه مرحباً براينبو و شبيهتي هوشي ، رفعت هوشي كفها المهتز : مـ مـ مر مررحباً ، " ما بالك ترتجفين هل رأيتي شبحاً ؟! " : قالت قين باستغراب ، عندها طلبت راينبو من قين أن تنتظرها مع هوشي في غرفة الضيوف حتى تنتهي من تبديل ثيابها ، قادت قين هوشي المتوترة إلى الغرفة و أسرعت راينبو لغرفتها كي لا تتأخر عليهما .

توققت قين عند باب الغرفة ثم بدأت تحدق بالفتاة المضطربة ، ثم قالت قين : هيهي لدي فكرة ، غيرت قين تسريحة هوشي لتبدو مثلها ، كانت ستدخلها إلى المطبخ غير أن أحداً أفسد الخطة :" أهكذا تستضيفين الضيوف يا قين ، التفتت قين لترى نيران الغضب في عيني أمها ، ابتلعت ريقها و حاولت الهروب لكن هارونا أمسكتها و عاتبتها أمام هوشي التي خافت من هارونا الغاضبة إلا أن السيد أكيهيتو هدأها قليلاً ، " اعتذر عن الاستقبال السيء أيتها الآنسة " قال أكيهيتو ، " لا لا بأس " ردت هوشي ، بعدها لاحظت توقفت هارونا عن العتاب ، التفتت لتجد الملكة تقف أمامها ، قالت بتوتر شديد : سـ سـ سـ سمو ال ال الملكة ! ، لم تتوقع أبداً أن تقابلها وجهاً لوجه في حياتها كلها ، قالت لها الملكة : أأنت هي كاقوياكو هوشي ؟ ، فترد : نـ نعم ، أكملت الملكة " يسرني مقابلتك يا صديقة الآنسة راينبو ..... أرجو منك أن تهتمي براينبو جيداً ، ردت كما لو أنها مجندة : حـ حاضر سـ سمو الملكة ، بعد الحوار القصير اعتذرت الملكة و رحلت مع عميها ، كان انطباع الملكة عنها أنها فتاة لطيفة ....

عادت راينبو لتصدم من حالة هوشي المأساوية ، كانت كالتمثال الجامد من هول الصدمة ، أسرعت لها : ما الذي حدث ؟! ، أجابت قين : لا أدري بعدما رحلت الملكة أصبحت هكذا، فهمت راينبو الموقف و هدأت هوشي قليلاً ثم ذهبوا لغرفة الضيوف ، بعدما جلسوا و تحسوا رشفات من الشاي بدأت راينبو الحديث : هوشي .... إن أردتي معرفة قصتي عديني أن لا تخبري أحداً عن قصتي ، " أعدك " وعدتها هوشي بعينان صادقتان ....

أخبرتها راينبو كل شيء ..... من البداية حتى النهاية ، عن حياتها في القصر و عن عائلتها ..... ، بعد انتهاء راينبو من الحديث علقت هوشي و الدهشة تعلوها : أنت مدهشة ..... كيف استطعتي إخفاء كل هذا ؟ ، أجابتها : أنا نفسي لا أعلم ..... ، قاطعتهم قين : مع ذلك حياتها ليست سيئة ..... فالجميع هنا يدعمها .... و أيضاً لا تنسي هدفنا المشترك ، تساءلت هوشي : هدف مشترك ؟ ، قالت راينبو ببعض من الحماس : هدفنا هو أن ننشر السعادة في العالم أسره ..... أتريدين مشاركتنا يا هوشي ؟ ، أعجبت هوشي بهدفهم النبيل و وافقت بالطبع ، فذهبت قين لتحضر ورقة و قلم لترسم شعار هدفهم البريء و قالت : و بهذا أنت شريكتنا في الهدف ، أعجبها الشعار كثيراً مع ابتسامته المتفائلة .... و الآن الصديقات الثلاث لديهن هدف نبيل مشترك يسعين لتحقيقه ....

بعدما انتهى الحديث عن الأمور المهمة أخذتهم قين إلى الحديقة السحرية ، فهذه الحديقة هي مصدر سعادة قين و راينبو ، و هناك قابلوا جو الذي كان يساعد بن في زراعة زهور جديدة ، لاحظ جو وجود فتاة جديدة فرحب بها بقفزته المعتادة لكن تسوكي توقفها كالعادة ، بعد ذلك علّمت قين هوشي كيفية قضاء يومهم اللطيف الذي يبدأ بمساعدة البستاني ، ثم اللعب في أرجاء الحديقة ، ثم الحديث عن مواضيع كثيرة ، ثم تناول الحلوى الذيذة ...... ، استمتع الجميع بزيارة هوشي الصغيرة ، لكن وقت عودتها قد حان ...... ودعها الجميع و طلبوا منها أن تأتي مجددا ، أخذتها راينبو لتوصلها إلى المنزل .... و مضى الجواد الأصيل ......

بعدما أوصلتها إلى منزلها ، قالت لراينبو قبل رحيلها : في المرة القادمة تعالي لمنزلي مع قين ، " أتطلع لذلك " ردت راينبو ثم ضربت فرسها و بدأت تختفي شيئاً فشيئاً .......

" لأكون صديقة مخلصة علي مساندتها و كتمان أسرارها " هذا ما فهمته هوشي بعد تلك الزيارة .

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن