الفصل ٨٦: وهج النجوم٢

13 5 75
                                    



"أين ذهب ذلك الخادم": تذمر أحد الخونة بينما يلهث،

في حين تكور الخادم الهارب خلف إحدى الأشجار القصيرة، وبعد أن أدى واجبه كإلهاء مرغ وجهه بالتراب، ونزع ربطة عنقه ليربطها حول رأسه، ومن ثم يعلق بعض الأغصان على رأسه، ويكمل طريقه زاحفاً، وبهذا يطبق خطة"خبئ شجرة بين الأشجار"،

"ما بال هذا الباب لا يفتح!": ضجر أحد الخونة من باب غرفة التحف -حيث حبسوا الخدم سابقاً-،

"أولئك الأوغاد لقد أوصدوا الباب، اسمع سأذهب لأتفقدهم من النافذة أما أنتم فراقبوا المكان": قال أحدهم،

وافقه الخمسة الذين معه وتوزعوا في الممر بينما يظل أحدهم يحرس الغرفة، سمع الخائن أصواتاً في المطبخ فدخل ليتفحصه، أخذ يتفحص المكان بهدوء وشمعدانه ينير المكان، ومر بتمثال طباخة مرحة ولم يشعر بشيء مريب، فتح الخزائن الكبيرة ولم يجد أحداً، بعد بضع ثوان أدرك مدى غبائه وعاد إلى حيث رأى التمثال لكنه اختفى، وقبل أن يحذر زملاءه بهروب أحد الخدم تلقى ضربة موجعة بمقلاة حديدة على رأسه، وبهذا قضي عليه من قبل رئيسة الخادمات (أماندا) الضخمة، لوحت بالمقلاة في يدها ونظرت إليه باستحقار،

فيما تمتمت الطباخة (موراساكي) مذعورة :" هل مات؟"

همست موبخة:" هذا ليس وقت الهراء أيتها النملة، اختبئي بسرعة في المرة القادمة كي لا يكشفنا أحد"،

وهربتا من المطبخ لتصدما بخادمتين كشف أمرهما وهما الآن تهربان من ملاحقهما الذي صدح صوته:" لقد هربت امرأتان في هذا الاتجاه"،
تضجرت منهما (أماندا) ومع ذلك سحبتهما معها ليختبئن كلهم خلف الدرج كنقطة عمياء للملاحقين، و ظللن يراقبن بحذر ليقررن الطريق الجديد للهروب، وتمر الثواني ثقيلة على الأنفاس والقلوب المضطربة، وملأهن الرعب حين لمحوا ضوء الحراس يقترب، ومع لحظات تشد الأعصاب دهشوا برؤية الحراس يتزحلقون قبل أن يسقطوا على ظهورهم، جاهدن لكتم ضحكاتهن بينما يتأوه الخونة ويتذمرون من تلك الحيلة الرخيصة،

تفاخرت الطباخة (موراساكي):" لقد سكبت الزيت أثناء هروبنا"،

ثم هربن قبل أن يلاحظ الحرس الساقطون، وأثناء ذلك لمحوا خادماً يطلق ساقيه للريح هرباً من الحارس، فاختبأن خوفاً من أن يراهن، ثم يدهشن بدلو طائر يصيب الحارس الملاحِق على رأسه، ثم يضربه الخدم بالمكانس، فتخرج (أماندا) لنجدتهم فتقفز عليه ثم تخنقه بذراعها حتى أغمي عليه،

فيهمس أحدهم مازحاً:" لقد فاجأتني يا (سمانثا) بتقنية الدلو الطائر الخاصة بـ(تسوكي)"،

فتبتسم لترد:" إن الخوف أفضل معلم كما تعلم (براون)"،

واستغل لحظة انشغال الخدم أحد الخونة للهجوم عليهم، لكنه بوغت بكيس طحين رمي على وجهه، مسح وجهه شعر بموضع الرمية يحرقه من الألم، نظر حوله فإذا بالاجتماع السابق قد تبخر فشتم في قرارة نفسه، وعاد يبحث عنهم بحذر ليسقط على وجهه وينزف أنفه، أمسك الخائن أنفه بينما يتفقد المكان بريبة قبل أن يكمل البحث، ثم يتعجب رئيس الخدم (كورو) المختبئ داخل أحد الدروع في الممر بينما يسحب رجله ببطء" كيف للمتمردين أن يكونوا بهذه السذاجة؟".

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن