الفصل ٤١: البداية في أرض الأساطير

57 8 28
                                    


تسلل الضوء لتتلاشى ظلمة الليل ، اختلست الشمس النظر كأنها تبشر العالم بقدومها لتنير اليوم الجديد ، و على إثر ذلك استيقظ أبطالنا الثلاثة ، " صباح الخير " : تبادل الثلاثة التحية ، اختفى أكبرهم ليعود و معه إناء و بعض القوارير مملوءةً بالماء من بئر قريب ، مرر إليهم الإناء ليشربوا منه و يغسلوا وجوههم الناعسة ، بعدما انتهوا غسل وجهه و شرب بعضاً منه ، وضعوا الأغطية مع الأمتعة و أفطروا على رغيف الخبز ، بعد الفطور البسيط أعطى لكل واحدة منهما رداء ليقيهما من الشمس الحارقة و قال : " سوف نغادر الآن " ، حملوا الأمتعة و انطلقوا إلى وجهتم في الغرب .

في الطريق بدأ (دينكي) بالحديث :" سوف نذهب إلى قرية صغيرة تدعى (البربرية) ، تقع تلك القرية في  الغرب و هي تابعة لدولة صغيرة تدعى (تشيساي) ...." ، قاطعته (هوشي) : أهناك أكثر من دولة في (أرض الأساطير) ؟ "، شرح لها :" القارة تسمى على اسم الدولة الأعظم و الأكبر  في القارة ، (أرض الأساطير) هي مملكة عظيمة في الجنوب ، و الأمر ذاته (لأرض الخيال) فهناك يوجد العديد من الدول في تلك القارة لكن مملكة (أرض الخيال) هي الأكبر ...."، قهقهت (هوشي) " لم أعلم أن جميع القارات على هذا النظام "، تساءلت (راينبو): " أليس الذهاب لدولة في هذا الوقت المبكر يعد خطراً ؟ " ، أوضح لها :" (تشيساي) دولة هادئة و بعيدة عن الدول الأخرى لا تهتم لآخر الأخبار و تصلها متأخرة جداً و قرية (البربرية) صغيرة أيضاً و تعتبر آمنة و معزولة عن العالم  لذلك تعد أفضل مكان للاستقرار المؤقت "، الذهاب إلى هناك سيستغرق اسبوع أو أكثر سيراً على الأقدام ،

" ستكون رحلة شاقة " : تنهدت (هوشي) ، ضحك (دينكي) فغضبت لكنه قال :" إنه فقط .... تذكرت شخصاً أعرفه " ، تحمست (هوشي) و ألحت عليه لتعرف لكنه رفض رفضاً قاطعاً و أسرع بمشيه ليبتعد عنها ، لحقت به و هي تحاول معرفة ذلك الشخص و استمر الآخر بتجاهلها و نادى على (راينبو) :" اقتربي يا (راينبو) "، فور اقتربها قال :" (أرض الأساطير) ليست (كأرض الخيال) ، فقد نقابل المجرمين في رحلتنا لذلك سأدربكما على القتال إذا ..." ، قاطعته (هوشي) بقلق :" أنا عديمة إم. بي. " ، أردفت (راينبو) :" لقد سلب الإم. بي. خاصتي ..." ، تفاجأت :" هذا يعني أنك لا تستطيعين استخدامه !! "، قال الفتى :" القتال ليس بالإم. بي. فقط ..... هناك القتال باستخدام السيوف و الرماح و النبال و الكثير من الأسلحة " ، أدخل يده في الأمتعة ليخرج كرة ملونة :" أما بالنسبة (لراينبو) فليست عديمة إم. بي. "، تفاجأت بطلتنا :" متى حصلت عليها ؟"، أجاب :" قبل إنقاذك من السجن تسللت و أخذت كرتك قبل أن تُحَطّم " ، كانت تتوقع (راينبو) أن يعطيها الكرة لكنه ظل يحدق بها طويلاً أثناء مسيرهم ، تنهد ثم رماها أخيراً لتلتقطها :"من المفترض ألا أعطيك إياها الآن من أجل التدريب ، فالمرحلة الأولى لتصبحي أقوى أن تتعلمي القتال الجسدي قبل أن تقاتلي بالإم. بي. لكن نظراً للظروف الحالية ستنفعك كثيراً إذا تعرضت للاعتداء "، اندمجت الكرة و عادت إلى مالكتها التي لم تعد تثق بقوتها بعد الآن ، لكن الفضول جعلها تتأكد من عودة قدرتها ، ظهرت شظية بنفسجية ثم تحولت إلى قطعة زرقاء ثم نيلي ثم أخضر ثم أصفر ثم برتقالي و أخيراً أحمر ، " إنه كدرس الإم. بي. ": قالت (هوشي) بإعجاب ، ذهلت (راينبو) :" ألا تزالين تتذكرينه ؟ "، أجابتها:" بالطبع لقد كان مشهداً راااااائعاً جداً .... لقد تمنى الجميع أن يصبحوا مثلك جندية قوية " ، ابتسمت (راينبو) وخبأت أفكارها في قرارة نفسها " أنا لست قوية أبداً ..... حتى مع قدرة نادرة للأسف ...."


كانت الشمس قد أصبحت في أوج توهجها أيضاً فجلسوا تحت ظل النخيل ، " فهمت الآن لماذا ارتدينا هذا الرداء الطويل ..... إن الجو هنا حار جداً " تذمرت (هوشي) ، فقال فتى المجموعة:" لهذا توقفت فلن أغامر بإكمال الرحلة في الظهيرة ..... " ، و فجأة وجه لكمة مفاجئة يمين (راينبو) ، تصلبت في مكانها و هي تحدق باستغراب ، أفصح عما يجول في رأسه :" في الاستراحات عليكم مراوغة هجماتي المفاجئة لأنه عندما تتجنبان الهجمات ستتجنبان ..... " ، أمسك بذراع (هوشي) من الخلف فتأوهت من الألم و أكمل :" هذا! .... أن تصبحوا رهائن "، اسودّ وجه (راينبو)، فقال بجدية :" هذه طريقة العيش التي اخترتها بنفسك ..... عليك الاستعداد لها " ، ردت عليه: " حاضر " ، التفت على الأخرى :" الأمر يشملك أيضاً "، أومأت :" بالتأكيد فأنت قلت علينا حماية أنفسنا .... لا أريد أن أكون عبأً لذلك سوف أتعلم القتال " .

تسلق (دينكي) النخلة ليقطف التمر للأيام القادمة بينما كانت (راينبو) شاردة الذهن ، تراجع نفسها و تفكر بهدوء بكل ما قاله (دينكي) ، تذكرت أنها في الأكادمية كانت طالبة مجدة ، تدرس و تتدرب بجد لكن ..... "لماذا فشلْت ؟ ، لقد بذلْت جهدي ... هل أستطيع حقاً أن أصبح أقوى ؟"،

استيقظت من شرودها بعد رؤيتها ليد تلوح أمامها ، اتضح أنها يد (هوشي) التي تجلس بجانبها ، ابتسمت :" آسفة كنت شاردة الـ.... احذري ! "، ابتعدت عن الظل و سحبت معها (هوشي) التي لم تدرك شيئاً ، اكتشفت بالنهاية أن (دينكي) كان على وشك السقوط عليهم لو لم يبتعدوا ، توقف قبل الوصول إلى الأرض بمتر تقريباً بفضل الإم. بي. الخاص به ، قال و هو يحلل الموقف :" مساعدة رفيقتك أمر جيد لكن لا تعرضي حياتك للخطر (راينبو) ، أما بالنسبة (لهوشي) فعليك الحذر أكثر " ، تذمرت (هوشي) :" أكره الهجوم المفاجئ "، أنبها كالمدرب القاسي" كفاكِ تذمراً " ، تذكر لوهلة معلمته التي كانت دائما ما تؤنبه لنفس السبب فارتسمت ابتسامة صغيرة في وجهه ، أشارت إليه بإصبع السبابة :" أنت تستمع بدور المعلم القاسي " ، انفجر ضحكاً و نفى ذلك ، ثم جرت (هوشي) باتجاهه لتوجه لكمة مباغتة ضعيفة محاولة تقليده لكنها تعرقلت و سقطت على الرمال الذهبية ، لم تتحمل (راينبو) و انفجرت ضاحكة هي الأخرى ، قال متباهياً :" تحتاجين مئة سنة لتباغتيني " ، نفضت التراب الذي غطاها و ردت بغضب مصطنع :" أعلم أنني سيئة .... توقفا عن الضحك! " ، واعتلت ضحكاتهم عنان السماء ، و كأن الشمس تضحك معهم فضعف لهيبها إثر ذلك ، لتصبح الحرارة أدنى و يكملوا المسير في الصحراء .

و مضت الأيام السبع بلياليها بسلام دون مشاكل تذكر ، و وصل الثلاثي إلى حدود دولة (تشيساي) أخيراً ، الدولة الصغيرة و الهادئة .


شكراً للقراءة❤️❤️
لا تنسون التصويت و التعليق ❤️❤️

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن