الفصل ٧٢: رمادي... يزداد سواداً

18 5 50
                                    




كان الفتى ١٢٦ جيداً بالقفز و تجنب العقبات كحُفر و صخور و وحل.... و أسلحة تُشهر من العدم- سواء كانت من الفخاخ أو المقنعين المستترين-، بعدما أنهى التدريب الأول أخذه مقنع آخر إلى غرفة أخرى في حين أشار للطفل الثاني للبدء، و لكن لسوء حظ هذا الطفل أنه لم يستطع تجنب السهم الذي أطلق على صدره فمات إثر تلك الإصابة، و استمر التدريب مع بقاء الأجساد الخاسرة لأرواحها في مكانها كأنها عقبة جديدة، و من الجيد أن لياقة (شيرو) أسعفتها في هذا التدريب و تخطته بسلام، لكنها كانت قلقة على (يوكو) التي لم يحن دورها، و ذهبت مع المقنع إلى الغرفة التالية،


اتضح أن التدريب التالي على القتال الجسدي، فكانوا يقلدون حركات المقنع، أثناء التدريب كانت أعين (شيرو) تحدق بالباب من خلف القناع منتظرة صديقتها ، و سرعان ما لمحتها تدخل فارتاحت نسبياً، و ركزت في التدريب الذي استمر لساعتين،


بعدها أخذوا استراحة الغداء ، حيث كانت كفيلة بتعرف (يوكو) على الفتى رقم ١٢٦ الذي يكبرها بعامين،

" أنت قوي حقاً": قالت (يوكو) بإعجاب،

أقر بافتخار:" بالطبع أنا كذلك"،

فقالت:" أنا (يوكو) و هذه صديقتي (شيرو)، ما اسمك؟"،

تعجب من أسلوبها مع ذلك أجابها:"(عزّام)"،

تفاجأت:" اسمك غريب"،

رد عليها بانزعاج:" هذه هي الأسماء في قبيلتي هل لديك مشكلة؟"،

تساءلت (شيرو):" أين تعيشان؟"،

التفت عليها الآخران :" من الواضح أننا مختلفون تماماً، شعر (يوكو) الأحمر، و بشرتك المسمرة، فكنت أتساءل عن موطنكما"،

فقال (عزام) بافتخار:" أنا من (أرض الأساطير) تحديداً (الفيافي)؛ و هي قرية قاحلة و من الصعب العيش فيها للناس العاديين؛ فأهالي القرية شجعان و أشداء يتحملون الحر و البرد و الجوع و العطش"،

انبهرت الفتاتان و عقبت (يوكو):" لهذا أنت قوي"،

ثم أكملت: "بالنسبة لي فأنا من (أرض الشروق) أعيش في منطقة جبلية باردة، كنت أعيش مع والدي...."،

التفت على صديقتها لتطرد الحزن عن صوتها:" ماذا عنك (شيرو)؟"،

أجابت:" أنا من (أرض الخيال)، و هي أرض معتدلة الطقس، كنت أعيش مع عائلتي حياة عادية"،

علق (عزّام):" مدهش لم أتوقع أنني سألتقي أحد سكان (أرض الخيال)؛ يقال أنها متحضرة جداً"،

استغربت (يوكو):" ما الذي تقصده؟"،

فشرح لها:" بينما نحن نعيش في خيامٍ بسيطة هم يعيشون في منازل ذات تصاميم غريبة و عالية، و الكثير من الترتيب و التنظيم "،

تعجبت (شيرو):" هل نحن نبدوا متقدمين لهذه الدرجة؟"،

فقال (عزّام):" يوماً ما أريد زيارتها"،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن