الفصل ٧٦: هدوء

31 6 69
                                    





استمرت رحلة السير على الأقدام لأيام و أيام ..... لا شيء سوى المسير، مروا بالعديد من القرى المحطمة و الكئيبة، النظر إلى الناس يحطم القلوب إلى قطع متناثرة، ذاك اللباس البالي، تلك القدمين الحافيتين، و عبوس ممزوج بالغبار، لكم تمنت (راينبو) لو تستطيع رسم بسمة صغيرة فقط ...... تشيع الأمل و حب الحياة و لو قليلاً.

اقتربوا من إحدى الآبار لتعبئة أوعيتهم و لأخذ استراحة قصيرة ، بهدوء الأفاعي تسلل عشرة أفراد عصابة من خلفهم، و بلمح البصر استلت (شيرو) نصليها و قطعت صدورهم، تفاجأ أبطالنا و تأهبوا للدفاع،

ارتعد أحدهم:" أيها الحمقى!، إنها (الغيمة السوداء)"،

فكابر آخر:" إنها ذئب وحيد، إن اجتمعنا عليها سنقتلها"،

ركلته (الغيمة السوداء) على بطنه ثم ثبتت قدمها على رأسه ليعانق التراب، حدقت بهم و هددت:" منذ متى و الدجاج يقاتل ذئباً ؟"،

فر الجميع كالجبناء و شتمهم المكابر في قرارة نفسه،

قربت (شيرو) نصلها من عنقه و قالت :" فلتمت "،

" توقفي (شيرو)!"

: صاحت (راينبو) ثم استرسلت:" لا تسلبي أرواحاً أخرى، أنت لست قاتلة"،

حاول الرجل أخذ خنجره لكن السيف ثبت يده بالأرض كما المسمار،

همست في أذنه:" إن اقتربتم مرة أخرى سأقتلكم"،

رفعت السيف و تركته يهرب و لم يكلف (دينكي) نفسه بالتدخل؛ فوجودها معهم يمكّنه من الاعتماد عليها، بل قد تعترض على مد يد العون لها، التفتت على شقيقتها البريئة بأمارات حزينة ملطخة بالدماء ثم أطرقت بوجهها :" (الغيمة السوداء) لقب أطلق على قاتلة أزهقت آلاف الأرواح، أتظنين أنه يمكنني التخلص من هذا الجرم ببساطة، سيظل هذا اللقب يلاحقني كوني فعلتها المرة تلو المرة لعشر سنين"،

" أنت لست (الغيمة السوداء)":ردت،

رفعت رأسها لتلمح أختها الصغيرة تبتسم بلطف و تكمل:" لقد فعلتها و لكن ألم يكن هذا لأنك أردت العودة إلى المنزل؟، لأنك أرغمت على هذه الحياة؟، لا يهم ما يقوله الناس أو ما فعلتيه سابقاً، فقط كوني ما تريدين و لا تدعِ الماضي يقيدك، ألم تتفاخرِ دائماً بأنك قوية؟، لا تظهرِ هذا العبوس أرجوك"،

انبهرت (شيرو) من تلك الكلمات التي صدرت من شقيقتها ذات الاثنا عشرة سنة،
استرسلت:" و بالنسبة لي..... أنت الغيمة البيضاء، هادئة و لطيفة..... تخفف من حدة الوحدة، و تمطر بحب نقي كقطراته"،

آنسة راينبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن