الفصل السادس.

54.8K 4.2K 2.5K
                                    





ببطئٍ رفعت رأسها، ناحية مصدر الصوت، لكن لا أحد بالجوار

قالت مُتوتّرة : م من هنا ؟!

لا رد

نهضت و هي تتلفت باحثة بعينيها، لربما وجدته

نفضت التراب عنها لتتنبّه بوجود جرحٍ على ذراعها؛ بسبب بعض الأحجار الصغيرة التي خدشتها أثناء تعثرها

تعالت أصوات همهماتِ بعض الكلام من خلفها، لتلتفت مرتعبة و حدقتاها مُتّسعتان

و حدث الأسوأ ممّا تخيّلت !

فأغلب الحضور - إن لم يكُن الجميع - يقفون أمامها و تبدو الصدمة تعتليهم

كيف لزوجة الحاكم الهرب بهذه الطريقة ؟

إنه لشيءٌ فظيعٌ بالنسبة لهم. بعيدًا عن مظهرها السيئ

و الأسوء من هذا كُلّه؛ انتشرت رائحة دمها النازف من جرحها

و لم تستوعب هذا إلّا بعدما استثارت رغباتهم بتحوّل أعينهم للون الأحمر الذي كرهته

لكن هذه المرة اجتاحها الخوف؛ فيبدو أن الوحوش الجائعة التي بدواخلهم قد استيقظت

تراجعت للخلف و هي متوتّرة، لتقول برعب : تـ توقفوا، ابتعدوا عنّي !

- لا سبب يمنعني من ذلك، أنتِ حتّى لا ترتدين تاج زوجة الحاكم
لذا أنتِ وجبة الآن

قالها أحدهم، ليتبسّم بخبث و يقترب منها

كاد يتمكّن منها؛ إلّا أن صفعةً قوية أوقفته، و شلّته عن الحركة من شدّة الخوف

ليسقط بجسده أرضًا مُتأسِّفًا بشدّة عمّا كاد يفعله

بحِدّةٍ نظر له قائلًا : كيف تجرّأت في التفكير بذلك ؟
هذه من مُمتلكاتي؛ و لا أنياب تقترب منها سِواي، أفهمت هذا ؟!

- أنا آسف، آسف جدًا

- اذهب من وجهي

ذهب سريعًا، و البقية يُراقبون بفظولٍ شديد

لوريا ما زالت مصدومة من تواجد آخر شخصٍ تمنّت رؤيته، بهذه اللحظة بالذات

فالآن قد عرف بالتأكيد مُحاولتها بالهرب، و يبدو أنها لن تتمكّن من ذلك بالمستقبل !

كادت تتحرّك مُبتعدة، إلّا أنه أمسك بيدها ليحثّها إكراهًا على القدوم معه

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن