الفصل الرابع عَشَر.

33.6K 2.5K 1.8K
                                    



بعد عِدّة ساعات، فتحت عينيها و هي تُحس بحركةٍ بغرفتها

جلست لتبحث عن صاحب الصوت، فترى كيزورا المجنون يحوم بغرفتها يمينًا و يسارًا وكأنّه يبحث عن شيء

اختبأت أسفل لحافها؛ خوفًا منه و من جنونه، و هي تدعو بقلبها أن يذهب أو يأتِ ميوريل لإنقاذها

--

مرّ الوقت على هذه الحال، تتخطَّف نظراتٍ خارج فُتحةِ اللحاف التي صنعتها، لترى ما وصل إليه كيزورا

لكنه ما زال يحوم كالذُبابة، و بشكلٍ غريب لم يقترب من سريرها، و كأنّه لا يراها

نظرت للساعة المُعلّقة على الحائط الذي أمامها، لتراها تُشير لتمامِ الثانية ليلًا

إذًا ما الذي أيقظ هذا المجنون؟!

ببطءٍ تحرّك عقرب الدقائق مُشيرًا للرقم واحد، أيّ أن خمسةُ دقائق أخرى مرّت، و هو لم يتوقّف حتّى الآن عمّا يفعله!

تململت لتُقرّر إيقافه فهو جدًا مُزعج، و هي ترغب بالعودة للنوم

جلست لترمي اللحاف جانبًا و تنهض لتسير مُقتربةً منه، حتّى وقفت بمسافةٍ تركتها بينهما؛ فالاحتياط واجب

تحدّثت أخيرًا بعد تردّد : عمّا تبحث؟

نظر لها لتتّسع عينيه، فينظر حوله للحظة ثم عاد للنظر بوجهها، ليقول : ماذا تفعلين هنا؟

عقدت حاجبيها لتُجيب : كنتُ أنام و استيقظتُ بسببك، ثمّ السؤال هنا ما الذي تفعله أنت؟

ابتسم بغرابة ليقول : هذهِ غرفتي، لماذا نمتِ هنا؟ هل اشتقتِ لي؟

بعدها تحوّلت ابتسامته لضحكة ساخرة، فتنصدم لوريا و تشُكّ بنفسها

فهي مُتأكدة من أنها الغرفة التي كانت بها منذ البداية، لكن ثقته بالكلام شكّكتها

اقترب منها ليرفع رأسها قائلًا : لماذا لم تخرجي حتّى الآن؟ هل ترغبين بالنوم معي؟

ابتعدت عنه سريعًا لتهرب خارِجَةً من الغرفة، فأبدًا لا يُمكنها مُناقشته بشيء

و لا تريد أن تُصبح لعبته، ففي النهاية سيقع أمرًا لن تحبه

بعد خروجها و إغلاقها الباب، أكملت سيرها بحثًا عن سُلّم النزول، فهي تتضوّر جوعًا

و أخيرًا عثرت عليه، فتكتشف أنه كان قريبًا منها من البداية! لكن الحَمَاقة تُلاحقها و تتشبّث بعقلها

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن