الفصْل الثامن.

51.8K 4K 2.3K
                                    




- لكن أولًا
قالها و عينيه تدور بالمكان، و الأفكار تحوم برأسه

ألقت نظرها نحوه، ليُضيء البرق المكان المُعتم مُجدّدًا، تنبّهت بشعرهِ الأبيض المُبلّل، لا تعرف لمَ تعاطفت معه -رغم ما اقترفه بحقّها-

قبل أن تنقضي ثواني ضوء البرق القليلة، جالت عينيها بذاتهِ الحمراوتان، التي لطالما شابَهتا التورمالين الياقوتي

بلونيهما الأحمر القاني

زَفَر نفسًا عميق ليقول : لا شيء، سنتناقش بمنزلي

أومأت بالإيجاب لتلحق به.

-بعد مرور أسبوع-
تمام الساعة الواحدة بعد الظُهر.

لوريا بغرفتها تقعُد على أريكتها الحمراء اللون، و تُفكّر بعمق

كيف آلت الأمور إلى ما هي عليه؟
كيف كانت قبل عدّة أيّام بين أهلها و صديقاتها، و الآن تعيش مع مصّاصِ دماء، و فوق هذا زوجها؟!

أحسَّت بهيئةِ شخصٍ قريبٍ منها، لترفع رأسها بهدوء؛ فوجوده لم يعُد غريبًا عليها

التقت نظراتها بذاته، لتتوتّر من تفحّصها لها

هي حمراء؛ هل هو عطِش؟

أكثر شيءٍ يُحيّرها عينيه، فهي حمراء بطبيعتها؛ و لا تعرف متى تهيّجت رغبته بامتصاص دمائها

قال و عينيه احتدّت أكثر من طبيعتها : ألن تستوعبي ما أريد؟

و كأنّها تلقّت صفعةً توقظها من الانغماس بعينيه الساحرة بشكلٍ غريب

قالت ببلاهة : ا.. ماذا تريد؟

ألقى بنظره لمعطفه الذي يرتديه

لتتبسّم قائلة : آآه هكذا، ياله من معطفٍ جميل! و لونه فاتن، كم أحب اللون الأسود!

نظر لها بنوعٍ من الصدمة. أيّ حمقاء وقعت بين يديه؟

بطبيعته العنيدة لم يستسلم لغبائها الشديد، ليقول مُحاولًا مُجاراتها : إنه لجميلٌ أن أعرف لونكِ المُفضّل!
لكني لم أطلب رأيكِ

ابتسامةٌ خبيثة ارتسمت على مَبْسمِه و هو ينظر لملامحها المُحرجة

- أظنّكِ عرفتِ مَقصدي الآن؟

أبعدت نظرها عنه، فتوتّرها يزداد كلّما رأته، لتقول : لم أفهم، أخبرني ما تُريد و سأُنفذّه إن استطعت!

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن