الفصْل الثالث و العِشرون.

22.8K 1.9K 944
                                    




بعد ثلاثةِ سنين تعود ذاتُ الحكاية؟!

أمَعقولٌ ما يجري؟

أم أنّي ذاهِبة لعالمٍ آخرٍ مجهول؟ ربّما بُعدٌ موازي

فتحتْ عينيها ببُطء، أغشى نورٌ مُفاجئٌ بَصَرها، فأغمضت عينيها بسبب قوّته

فتحتها مُجدّدًا -بعدما اعتادت النور- لتنظر يمينًا و شِمالًا، ثمّ للأمام و الخلف فزِعة

فالمكان من حولها نورٌ فحسب، و لا شيء سِواه

اتّسعت عينيها، لتضع يديها على عنقها و تقول : لقد مُتّ!

تحلطمت قائلة : آخٍ بعد كُلّ هذه السنين أموت؟

استوعبت شيئًا، فتردف بندمٍ و حَسْرة : لَم أستمتع بحياتي كِفاية، و لم يصدُر بعد مُرَتّبي الشهري، كنتُ سأشتري هاتفٌ جديد، لكنّي انتهيت!

شيئًا فشيء..

تلاشى الضوء حتّى انقطع، و تبيّن المَشهد أمامها

أكثر ما استغربته الوقت، فقد كانت بالليل غارقة بالظلام و على وشك النوم، لكنّ الآن الصُبح!

و المكان الذي تراه أمرٌ آخر، فالحديقة الرئيسية لحيِّها أمامها

التفتت حولها باحثةً عن كائنٍ حيٍّ، فهي لوحدها بشكلٍ يُثير الرِيبة!

عبست، لتسير بخُطًا ثابتة، و هي تُحِسّ بالأرض الباردة التي تُلامس باطن قدميها

وقفت مُجاورةً لأرجوحةٍ زرقاء، قد تآكل معدنها بسبب قِدَمِها

ركّزت نظراتها على شخصينِ أمامها، أسفلَ شجرةٍ ضخمة..

العجيب أنها هي! لكنّها بجسدٍ أصغر. انتبهت أنها ترتدي زِيّ المرحلة الإعدادية، و تتحدّث لشابٍ غريب

اقتربت أكثر فأكثر، حتّى اتّضح الشخص الآخر، الواقِف بجوار لوريا المُراهقة، لم يكُن إلّا أوروس

فتحت فمها بدهشة، لتُشير عليه مُنصدمة و تصِيح قائلة : ما الذي؟ كيف قابلته؟

اتّسعت عينيها فجأةً فتردف و هي تصرّ على أسنانها : ماذا يفعل بي!!

غطّت عينيها لتتراجع، و قلبها يخفق بصدمة، كيفَ لها أن تتقابل معه بالماضي؟ هل نسيَتُه حقًا؟

استرقت النظر من بين أصابعها، فتُبعد يديها حينما سمِعتهما يتبادلان الحديث

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن