الفصل السابع و الثلاثون.

18.2K 1.5K 638
                                    




بدأت رِياحٌ بالهُبوب، و أخَذت معها بعضَ تُرابِ الأرض ليحِلّ بين لوريا و الواقِفة أمامها

بين أصابعها إبرٌ حادّة تخرِق الجِلد إن لمسته

نَبَست لوريا بِلا تصديق : يـ يوميكا؟!

هدَأت الرياح شيئًا فشيء.. عكْسَ أنفاسِ لوريا السريعة

بذاتِ الأثناء، تقترب ذات الشعر الأبيض منهما، و نيِّتها لا تُبشّر بخير

عرَفت لوريا هدَفها منذُ رأت عيناها المُنصبّة على كيزورا

سارَعت خُطاها لتقِف أمامه جاعلةً من نفسها حاجزًا بينهما؛ تُحاول منعها بذلك من إيذائه

صاحَت بغضب : ما الذي تفعلينه يا تافهة؟! إنه ليس العدو!

ما زالَت تقترب منها بصمتٍ أطبَق على شفتيها، و عينيها يغشاها البرود

وقَفت أمام لوريا مُباشرة لترفع إبرةً بوجهها، و تقول : ابتعدي من وجهي، سأفقَعُ عينه

تجمّدت تعابير وجهها للحظة، كيف ليوميكا الجبانة أن تتحدّث بهذه الطريقة المليئة بالثقة؟!

و فوق هذا أين نظاراتها؟ فهي بالعادة لا ترى شيئًا بوجودها!

أجابتها لوريا بغيظ : بل أنتِ من ستذهب من وجهي

لا تعرِف من أين أتتها هذهِ الثِقة، لرُبّما بعدما قاسَته من أحداث؟

أجابتها يوميكا بتهديدٍ واضح : إن لم تبتعدي سأقتله بدلًا من فقعِ عينه

تفاجأت بصفعةٍ على وجنتها من لوريا، و بصُراخها بعدها قائلة : أنا لا أعرف من أين ظهرتِ، لكنّي مُتأكدة من أنّكِ لستِ هي صديقتي يوميكا، و توقّفي عن تُرّاهاتكِ هذه، فلن تمسِّي شعرةً منه!

أمسكت بيد كيزورا بعدها لتسير مُتابعةً سيرها نحو القصر

أثناء الطريق..

تسارَعت أنفاس لوريا، كيف تحدَّثت بتِلك الطريقة للتّو؟

رُبّما بسبب شُعورها بالخوف من فُقدان كيزورا أيضًا، فإن حدَث لا تعلم ماذا ستفعل

ليس المزيد.. لن تفقِد أحدهم بعد الآن، و لن تسمَح للأذى بالمَساس بهم!

--

أمّا تِلك الأخرى..

بقيت قابعة بمكانها، لا تعرِف نهائيًا سبب شعُورها بالضُعف حينما رأتْ عينا لوريا الغاضبة

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن