الفصل الثالث عشَر.

40.9K 2.8K 1.6K
                                    




فتحت لوريا عينيها بصعوبة، لترفع رأسها و تحوم بعينيها بالمكان

المكان مُظلم، لكنه يبدو كمخزنٍ قديم، أو كان مخزنًا، فمن الواضح أنه مهجور

و صوتُ قطرةِ ماءٍ تسقط على بقعةٍ من الماء المُتجمّع أرضًا يتكرّر على مسمعها

فوق هذا الرائحة لا تُطاق، فتبدو كرائحة دماءٍ قابعة لفترة طويلة!

حاولت الوقوف، إلّا أنّها أحسّت بشيءٍ يعوق حركة ذراعيها و ساقيها، فهي مُقيّدة بحبالٍ بقوّة

من الجيّد أن عينيها و فمها لم يُغطّيا، لذا نطقت بصوتٍ مبحوح قائلة : ميوريل؟

بدأت تبحث بنظرها حينما سمِعت صوت وقع أقدام، و هي تُردّد اسمه

لا أحد أجابها، سِوى صوتُ وقع الأقدام الذي يقترب منها أكثر و أكثر

حتّى اتّضحت هيئةُ أحدهم، لتفتح عينيها مُجدّدًا بعدما أغلقتها مُحاوِلةً رؤيته جيّدًا

# حديث نفس

إنه بطُول ميوريل، لكن بشكلٍ غريب يبدو جسده أنحل منه
هل يُعقل أن يكون أوروس؟
لا أظن! فأوروس ليس بهذهِ النَحالة
إذًا من هو؟

-

مَدّ القادِمُ يده لتنظر لها، ثم ترفع نظرها حتّى وصلت لوجهه، لتقول : إنّي مُقيّدة سيّدي

ارتعبت حينما سمِعت صوت ضِحكات شخصٍ آخر، غير الواقِف أمامها

و ما هي إلّا لحظات ليقترب الضاحِك و يقف بجوار الأسود النحيل، فيرتدي الأسود من أعلاه حتى أسفله

نظرت للآخر الذي يبدو قصيرًا كفتى، عِوضًا عن مُقارنته بالأسود الطويل

و ملابسه ذات ألوانٍ فاتِحة، تتراوح بين الورديّ و الأبيض، رُبما رَمَزت بأنه طُفوليّ بالنسبة لها

انحنى الضاحك بجُزئه العُلوي، حيث اتّخذ وضعية الركوع، ليقول ساخِرًا : سيّدي؟ هل أنتِ ضعيفة لهذا الحدّ لتُلقّبي خاطفكِ بسيّدي؟

اعتدل بوقفته ليُبعد شعره للخلف بغرور، قائلًا : نحن بالتأكيد أسيادٌ للجميع، و خصوصًا البشر، و من هم أمثالكِ

تحدّث الأول قائلًا : هذا يكفي، لنخرج من هنا

قال الآخر : حسنًا، فلا أريد لملابسي الاتّساخ بالقذارة التي هنا
حرّك يده يمينًا و يسارًا أمام أنفه، ليردف : و الرائحة مُقزّزة جدًا!

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن