الفصل الخامِس و العِشرون.

22.6K 1.8K 641
                                    





- فلتبتلعي لسانكِ

صوته أقربُ للهمس حينما قالها، فلم تُميّز صوته بشكلٍ جيّد

مهما حاولت إصدار صوتٍ من فمها الثرثار لن تستطيع؛ فيده ما زالت تمنعها من ذلك

أتُحاول الفِرار منه؟ أو تبتلع لسانها كما أمرها؟

لكنّ من هو بحقّ؟!

رغم ظُلمةِ المكان من حولها بسبب الأشجار العالية و الكثيفة، إلّا أنّ هناك ضوءٌ لخيوط الشمس الأخيرة تتسلّل من بين أوراق الشجرة الضخمة التي فوقها

لكنّه ليس بالنورِ الكافي لتُبصِر مُحيطها

التقطت أذنها أصوات جري أشخاصٍ بالممرّ التُرابي القريب، و أحدهم يصيحُ قلِقًا : لا تسمحوا لها بالهرب، علينا إيجادها قبل وصول سيّدي!

خلال دقائق ابتعدوا؛ ظنًّا منهم ابتعادها عن المكان

رغبت لوريا الإفلات منه، لكنّه ما زال بذات وضعيّته

تحرّكت يمينًا و شِمالًا، ليُفلتها أخيرًا، فتلتفت ناحيته بشكلٍ سريع راغِبةً معرفة هويّته

لم تُميّز سِوى احمرار عينيه، فهو يُغطِّي وجهه بكمامةٍ سوداء، و شعره بقبّعةِ مِعطفهِ الطويل

ما لاحظتهُ اكتساءه باللون الأسود لذا ظنّته أكو -أخ ميوريل- لأنه يعشق هذا اللون حتمًا!

بعفوية فتحتْ فاهها قائلة : أكو؟!

نهض من مكانه ليقِف بطولِه فتستغرب، لأنه تقريبًا أقصر من أكو

لم يُجِبها بحرف، إنّما أمسك بذراعها بقوّة ليسحبها حتّى وقفتْ بشكلٍ مُفاجئ

صاحَت بنرفزة : ماذا تريد بي؟! ثمّ من أنت بحق؟

ضيَّق عينيه بهدوء، و قال : من الأفضل أنْ تتبعيني بصمت

اتّسعت عينيها، و فمها اتّخذ ذاتُ الوضعية، مُنصدمة رُبما؟

ما انتقاه من كلماتٍ ليُطلقها بوجهها، و فوق ذلك صوتُهُ غريبٌ جدًا، لم يسبق و التقطت أذنها هذه النبرة!

ستكونُ فِكرة جنونيّة إن التزمت الصمت و سارت معه مع عدم معرفتها هويّته أو وجهتهما

لكنّها اختارت الجنون هذه المرّة على البقاء حبيسة حتّى عودة ميوريل

فراحَت تسير معه، و ذراعها ما زالت بين أصابعه النحيلة

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن