الفصل التاسع و العشرون.

19.8K 1.7K 908
                                    





دلَفتْ لوريا لغرفةِ ميوريل بحثًا عنه، توسّطتها و أخذت تبحث عنه هنا و هناك

استغربت عدم وجوده، لتهُمّ بالخروج فليس هناك داعٍ لبقائها

و إذا بصاحِب القناع الأبيض يُواجهها عند الباب، فتراجعت متوتّرةً منه، خصوصًا بعدما جرى لها معه قبل سُويعات

تحدّث بنبرةٍ باردة بعض الشيء : ما الذي تفعلينه هنا؟

ازدردت ريقها لتُجيبه : ماذا تريد منّي؟ لمَ تلحق بي؟!

ضيَّق عينيه ليردف : إن كان الموضوع يتوقّف عليّ فلا أريد منكِ شيئًا!

أردف و هو يُمسكِ بذراعها : أوروس من يريدكِ

حاولت سحب يدها منه و هي تتراجع للخلف، علّه يتركها

لكن قبضته قويّة، و فوق ذلك ما قاله جعلها تخضع رغمًا عنها

فقد أمرها قائلًا : امشي معي جيّدًا و إلّا رميتكِ من النافذة

تهديدٌ آخر؟!

صرَّت على أسنانها مُغتاظة، فهي حقًا ترغب بلقاء ميوريل علّه يفْقَه المشكلة التي ستحصُل!

خرجا كليهما من غرفة ميوريل، و بالممرّ الطويل سارا معًا

تفاجآ بصاحِب الشعر الأبيض، الأشُدّ بياضًا من قناع زاداس

استقرّت عينيّ زاداس الناعسة بذات ميوريل الدموية الحادّة، و كأنّهما يُعلنان حربًا من خلال النظر

مرّ بينهما حوارٌ قصير، مِلؤهُ الاستفزاز

فقد ابتدأ ميوريل قولًا : أنتَ مُجدّدًا؟ لا أذكر أنّي دعوتك لحفلي

أجابه زاداس ببرودٍ شديد : يجدُر بك العِلاج إذًا، فدعوتك عامّة لمن شاء

اغتاظ ميوريل قليلًا، لكنه أجاب باستفزازٍ أكثر : هذا صحيح، لكنك من ينسى هنا، فالحفلة ليست تنكّرية

ثمّ اتّسعت ابتسامته الساخِرة، فيكتفي زاداس بالصمت كإجابة

فالصمتُ أقوى إجابة للساخِرين

التفتت لوريا ناحية زاداس، تشعر بالأسى عليه، خصوصًا بعد رؤيتها لحقيقة ما خلف قناعه

- عودة قبل سُويعات -

حِين دخول لوريا لغرفته بدون طرقها للباب، غير مُتعمدة بالطبع

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن