الفصْل السابِع و العِشرون.

23.7K 1.8K 1.6K
                                    




عيونٌ حمراء تبدو وكأنّها مُعلّقة بالهواء، كالأطياف.. الصِنفُ الشِرّيرُ منها

لم تكُن هناكَ حَدَقةٌ واحدة تبرَح عن النظر ناحية لوريا، المُرتعشة خوفًا، فهي عبارة عن كِيسُ الدمّ يفترشُ الأرض بالنسبة لهم

فدماؤها القانية المُنسابة من بين جروحِها تُغريهم لالتهامها، و رائحتها الزكيّة تُدغدغ أنوفهم

بدأتْ لوريا تُصارِع رغبة النجاة، لتُحاول قطع الحِبال التي تُقيّدها ما استطاعَتْ

لكنّها مُقيّدة بشكلٍ قويّ، و هذا ما منعها

بدأت تتراجع أثناء اقتراب مصاصّي الدماء منها، لتنساب دموعها لا شعوريًا من الخوف

زحَفت مُتراجِعة ببُطء، لم تقدِر على إطلاق صَرخَاتها، فحِبالها الصوتية تكاد تتقطّع من صِياحها السابق

فمظعم النفوس إن استشعرت الخوف يُحيط بها، سيُشَلّ لسانها، و تعجز عن النُطق!

ما إن وصل أحدهم إلى مُحيطها القريب بدأت تصِيح بصوتٍ جلجلَ أرجاء القصر، فحِينها فحسب أيقَنت نيّتهم الخبيثة

اخترقت أنيابَ أحدهم عنقها، كان قد جاء من يمينها، و اقترب بشكلٍ سريع، لم تستطع عينيها التقاطه حينها

بدأت بالصُراخ أعلى، لكنّ أنيابًا أخرى قد اخترقت ذراعها، و بدأ البقية بالاقتراب منها

من سيترُك وجبةً فاخرة هكذا؟

أنيابهم تخترق بشرتها بعنف، كأنّها سكاكينٌ قد طعنتها

فوق ألم الأنياب، يشربون من دمائها!

بدأت طاقتها تقِلّ أكثر فأكثر، فدماؤها مصدر طاقتها تكادُ تنتهي ببطونِ هؤلاء الجَشَعة!

توقّف صِياحها، فلا قوّة تدعمها لفعل ذلك

بدأ نظرها يضعُف، و الرؤية أصبحت ضبابية أكثر ممّا هي واضحة

شريطُ حياتها بدأ يمُرّ أمام عينيها بسرعة، هل هي نهايتها؟

بعد مدّة

تهاوَى جسدها، و راحَ يفترش الأرض الباردة

- دماؤها لذيذة جدًا!

قالها أحدهم و هو يلعق دماءً علَقتْ بشفته السُفلى

ليردف آخر : هذا صحيح، لكنّ علينا التخلّص منها

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن