الفَصْل التاسع عَشَر

32.6K 2.2K 1.1K
                                    






بجهةٍ أخرى

بأضخم قُصورِ مصاصي الدماء، قصرُ هيزارد

حيثُ يقبع ميوريل، الذي ودَّع والده قبل دقائقَ معدودة؛ فقد رحَل بعيدًا لمُهمّةٍ لم يُفصِح عنها شيء، سِوى مُدّتها

فسيعود بعد قُرَابةِ أسبوع، تحديدًا سِتّةُ أيّام

كُلّ هذه المعلومات لم تُدغدغ عقل ميوريل بأيَّةِ إحساسٍ للحمَاسة، فحقيقةً لا يهتم بما يفعله والده!

لمَ قد يهتم؟

كلّ تفكيره مُنصَبٌّ على لوريا، و متى ستعود له؟

نهض من كُرسيِّه الذي كان يسترخي عليه، ليخرج و يتّجه ناحية البوابة الرئيسية، فالباب طُرِقْ

و لأنه أحسّ بحضورٍ غريب (فمُعظم مصاصي الدماء يشعرون بحضور الأشخاص من حولهم، المتواجدين بمُحيطهم)

كان بوَّاب القصر قد فتح الباب سابقًا للطارق، ليستقبله ميوريل بدوره

عَرَف هويّته من فورِه، فهو أحد أصدقاء والده حتمًا!

بابتسامةٍ باردة، و نبرةٍ مُماثلة قال ميوريل : أهلًا، والدي غير متواجدٍ حاليًا

نظر له أثناء وقوفه باعتدالٍ أمامه، ليقول : متى سيعود؟!

- ليس قبل ذهابك
قال ميوريل و نظراته تتفحّص الواقف أمامه

- هل هي هنا؟
أجابه الضيف و هو يجول بنظراته المكان خلفه، و بأنفه يستنشق الروائح

عقد ميوريل حاجبه، مُتعجّبًا سؤاله، لكنه و خلال ثُونياتٌ استوعب فيها الأمر
ليعقد كِلا حاجبيه بغضب، و يشُدّ ياقته و الغضب يعتريه

قائلًا بحِدًة : أهيَ معك من البداية؟!

أبعد يده عنه، ليتراجع، و يُجيب بغيظٍ من تصرّفه الوقح : ليست معي، لكنّي سأحصل عليها

ميوريل بنبرةٍ مُرتفعة : أين هي؟!

- لو كنتُ أعرف لَمَا أتيت هنا، و أهدرتُ وقتي!

أردف و هو يُرتّب قميصه : و ما دامت تلك البشرية ليست هنا، فلا عمل لي معك

خرج بعدها، باحثًا عن جائزته التي قد فرّت منه، فلا يحقّ لها أن تُقرّر أين ستذهب!

هو من يفعل، فهو سيّدها من بعد فوزِه بها بتلك المُسابقة التي لا معنى لها

و لِفَخَامتك سيّدي.. سأرقُص.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن