الجزء الأول ( الفصل الأول )

5.3K 378 792
                                    

" اللعنة لقد تأخر " 

قالها ذلك الرجل وهو يمسح على صلعته في توترويعض على سيجارته بقوة, وفي قلق راح يختلس النظر إلى ساعته كل بضع ثوان وهو لا يتوقف عن النقر بإصبعه على حافة الحائط الذي يستند عليه. 

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا منذ مدة ولكن هذا لم يخفف من توتر الرجل بل إنه بصق بقايا سيجارته قبل أن يسحقها بقدمه في غل وهو يهتف " تبا له, إلى متى سأبقى أنتظر ؟ "

كان هتافه - على الرغم من عدم ارتفاع صوته كثيرا - كافيا ليضاعف توتره خاصة والسكون يسيطر على كل ما حوله 

" يكفي حماقة, لو سمعني أحدهم فسأكون في موقف صعب " 

نطق بها وهو يشعل سيجارة جديدة ويستهلكها في جشع, رفع عينيه إلى الأعلى متأملا البدر المكتمل في السماء من خلال السقف المحطم والذي سمح بنوع ما من الإضاءة للمكان.

" ولكن لما هنا ؟ ألا توجد أماكن أفضل ؟ "

قالها في سخط وعيناه تجوبان المخزن القديم الذي يتواجد داخله, كان الغبار والأوساخ تغطيان كل شيء , وبصعوبة تمكن من إيجاد مكان للوقوف مع كل الخردة والقطع الحديدة المنتشرة في المكان 

" هذا خطئي, ما كان علي الموافقة على مكان اللقاء منذ البداية" 

زفر في توتر وهو يضم معطفه إلى صدره فعلى الرغم من أن الربيع قد دخل منذ مدة إلا أن الطقس في مثل هذا الوقت ما يزال باردا, فجأة تجمد في مكانه مع وصول صوت سرنيات سيارات الشرطة إلى أذنه

" اللعنة, هل من الممكن أنه ... " 

لم يستطع إكمال العبارة مع إنفعاله, حاول أن يهرب لكن قدميه لم تطيعاه, وفيما سقطت السيجارة من فمه كانت نبضات قلبه ترقص استعدادا للسقوط بين قدميه , وراح العرق البارد يغمر جسده, في النهاية أدرك أن الصوت يبتعد فتنفس الصعداء وهو يحاول إعادة قلبه إلى مكانه 

" لوهلة خيل إلي ... " 

تنهد في ارتياح وراحت يده تعبث في جيبه بحثا عن علبة سجائره 

" خيل إليك ماذا ؟ "

تجمد جسده حينما وصلت هذه العبارة إلى أذنيه من خلفه, وعلى الرغم من أن لديه كرشا لا بأس بها إلا إنه استدار في سرعة نحو مصدر الصوت ليراه.

كان يقف على مسافة ليست بالبعيدة , وعلى الرغم من محدودية الإضاءة إلا أن قامته الشامخة بدت شديدة الوضوح تحت المعطف الأسود الذي يرتديه فيما اختفى وجهه خلف القناع الأبيض.

وقف كل منهما في مكانه للحظات في صمت قبل أن يبادر الرجل الأصلع بكسره " أنت الشخص الذي اتصل بي أليس كذلك؟ "

مضت لحظات من الصمت قبل أن يتحدث المقنع ولأول مرة "  منجن هيكاري , 45 عاما, تعمل في تجارة التجزئة منذ سنوات, حاليا تعمل في شركة صغيرة في الشارع الثاني , صادق ومحترم محبوب من رؤسائك وشديد الالتزام بالقانون كما يصفك المحيطون بك  ..."

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن