اليوم : 4/7/2012
المكان : مستشفى بيكا العام
الوقت : التاسعة مساء
" هذا يفسر جزء من الأمر ولكن ما تزال هناك حلقة مفقودة "
همهم المفتش أكاي بالكلمات وهو يصعد السلالم في بطئ نحو الطابق الرابع، على عكس خطواته المتمهلة راح عقله يعمل في سرعة واضعا للفرضيات ورافضا لها، لم تكد قدماه تطأن أرض الوجهة حتى لفت انتباهه الإضاءة الخافتة التي استقبلته وجعلت الرؤيا متعذرة بعض الشيء، عيناه تجوبان المكان فيما يسير باحثا عن هدفه. أدوات الطلاء والسلالم القصيرة انتشرت في أكثر من بقعة فأجزاء من الطابق تحت الترميم كما أخبره حارس الأمن في وقت سابق.
أول ما لفت نظره كان حجرة المخزن التي لا باب لها، هي أول غرفة على يده اليسرى، تقدم إليها مشعلا أضواءها في هدوء، كانت خاوية على عروشها، الأرضية التي صبغت حديثة بدت لم تمس، في حذر لمسها بطرف اصبعه لكن الطلاء قد جف منذ فترة، واصل المسير في صمت متوقفا عنذ نافذتها الضخمة، مقفلة من الداخل كما تبين له على الفور، لا توجد أي أثار على قفلها، وقف في مكانه مفكرا ومديرا الأمر بين خلاياه قبل أن يغادر المكان في صمت.
سارت قدماه حتى توقفت به أمام حجرة حملت لوحتها 666 رقما لها، دار ببصره وقد لاحظ أن الممر معتم لدرجة كبيرة فمصادر الإضائة المحيطة بالغرفة لا تعمل. في مكانه ظل مترددا لبضع من اللحظات وهو يتساءل عن إذا كان من حقه إزعاج الرجل في مثل هذا الوقت المتأخر نوعا فحتى لو كان شاهدا مهما فحقيقة كونه مريضا له حقوقه لن تتغير، استمر الصراع في عقله لمدة قصيرة لينتصر الجزء العملي منه ويطرق الباب في بساطة.
مضت ثوان قبل أن تصله سبة بذيئة تبعها سيل من الشتائم المقذعة والتي تدور حول كون القادم شخصا بلا أخلاق وأشياء أخرى، فكر أكاي بالرحيل ولكن صوت الخطوات القادم أقنعه بالبقاء، فتح الباب في عنف والرجل يصرخ
" أيها البطيئون، تريدون وفاتي جوعا كي تتخلصوا منِ، أنتم متأخرون بأكثر من ساعة عن .... "
قطع حديثه مع وقوع عينيه على المفتش، بنظرة خاطفة مسحه من قمة رأسه لأخمص قدميه قبل أن يسأل
" لا تبدو لي من العاملين هنا، أليس كذلك ؟ "
هز المفتش رأسه في إيجاب، تنحنح الرجل قبل أن يتابع
" معذرة على ما حصل، والآن أخبرني كي أستطيع خدمتك ؟ "
عاد الصوت ليقول في حزم مصطنع مختلطا بالغضب، في صعوبة منع أكاي نفسه من الإبتسام سخرية مكتفيا بإخراج بطاقته أمام المريض المتضايق لتحل الدهشة على الوجه المرهق ويردد في توتر
" مفتش شرطة ؟ لماذا أنت هنا في مثل هذا الوقت ؟ "
أعاد المفتش بطاقته إلى جيبه وهو يضيف في لهجة موحية
أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
غموض / إثارة" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...