اليوم : 28/6/2012
الوقت : 9:30 م
المكان : طوكيو , الحي الثامن, منزل إيشي تاكامورا
" كان يوما طويلا "
زفر بها الضابط تاكامورا وهو يغلق باب منزله خلفه, خالعا حذاءه و مستشعرا ذلك الشعور بالراحة لمن ظلت قدماه حبيسة الحذاء لما يقارب نصف يوم , تقدم إلى الداخل وهو يضع حقيبته على الخزنة الصغيرة الموجودة على مقربة من المدخل
" أسامي, إيكو , أين أنتما ؟ " ارتفع صوته مناديا زوجته وابنته ذات الأعوام السبعة وخطواته تقوده إلى المطبخ , كان الصمت مطبقا على المنزل كله ومن الواضح عدم وجود أحد
" ترى هل هما في الخارج ؟ " قالها وهو يتناول كوبا من الماء البارد من الثلاجة الصغيرة جرعه في سرعه, ليضع الكوب جانبا ويخرج هاتفه المحمول ولم يكد يفعل حتى
" هناك رسالة بالفعل "
لم تكد عيناه تجوبان سطورها حتى تنهد في تعب وهو يهتف " كان علي أن أحزر "
قالها وهو يلقي جسده على أقرب أريكة وفيما يداه تزيحان ربطة عنقه كانت عيناه تعيدان قراءة الرسالة " إلى زوجي , أنا وابنتي ذاهبان لقضاء الإجازة في منزل والدتي في غوما بناء على دعوتها سنعود خلال أسبوعين أو ثلاثة , يمكنك تناول الإفطارو الغداء في مقر عملك وبالنسبة العشاء تستطيع شراءه من أي متجر أو أن تقوم بصنعه بنفسك الخيار لك, إن هي إلا فترة قصيرة ونعود
, المرسل – أسامي –"
" يبدو من الواضح أن أخر من يعلم .. كالعادة "
نطقها وهو يتنهد في ضيق , هذه هي عادة زوجته , إذا قررت القيام بشيء ما , فإنها تخطط وتنفذ وتكتفي بإخباره في النهاية , لطالما تحدث معها محاولا إيقاف هذا الأمر , أكثر من مرة أبلغها بأنه زوجها ومن حقه أن يعرف ويشارك في القرار, هو يعرف نفسه جيدا , لن يقول لها لا ولكن هذا نوع من الاحترام لكونه الزوج , رب الأسرة في حين تصر زوجته على الاستقلاليه والتأكيد على حقها باتخاذ القرارت في ما يخص نفسها وأن كونه زوجها لا يجعل له الحق في – كما تصف – ربطها بجانبه كحيوان أليف
طبعا دائما تنتهي هذه المحادثات بخلاف يؤدي إلى القطيعة بينهما بضعة أيام على الأقل, هو تحمل الكثير وما زال , في النهاية تلعب دائما إيكو طفلتهما دور المصلح , ليتفقا بضعة أسابيع ثم يتكرر الموقف بحذافيره مجددا , هذه هي قصة حياته الزوجية خلال الخمس سنوات الماضية.
في البداية كان يتحمل ويتجاوز ولكن مع مرور الزمن وضغوط العمل أصبح أقل قدرة على التسامح لهذا راح يدفن نفسه في عمله قدر المستطاع , يغادر منزله في الصباح الباكر ولا يعود إلا مساء , هذا هو الحل الوحيد الذي توصل إليه ويطبقه بنجاح خلال الثلاث سنوات الأخيرة , هو لا يحب ما يفعل ولكنه يؤمن بأن هذا أفضل الحلول الممكنة, هو يدرك جيدا بأن استمرار المواجهة مع زوجته سيؤدي في النهاية إلى الإنفصال لا محالاة , في ظروف أخرى لربما لم يكن ليمانع ولكن ما ذنب إيكو؟
ما ذنب الطفلة الصغيرة لتحرم من نعمة الأسرة بسبب أم عنيدة وأب سريع الغضب ؟, هو كشرطي يدرك جيدا أن الأبناء هم الأكثر تضررا من انفصال الأهل, واجه هذا الأمر مرارا ولا يريد لابنته أن تمر بهذه التجربة المريرة.
تنهد من جديد وهو يريح ذراعه اليمنى فوق رأسه وبصعوبة راح يقاوم جفونة المتثاقلة ولكن في النهاية استسلم وترك جسده على الأريكة وغط في نوم عميق.
مضت لحظات عم فيها الصمت المكان , فجأة وبحذر شديد فتح باب إحدى الغرف ليظهر على عتبتها , بخطوات حذرة تقدم حتى وقف فوق رأس تاكيمورا , مرت ثوان وهو في مكانه قبل أن تمتد يده وبهدوء تمكن من سحب الهاتف من يد الضابط , قرأ الرسالة لترتسم على وجهه ابتسامة ساخرة ويقول " تعاطفي التام معك " .
بعد بضع دقائق أعاد الهاتف إلى بد تاكيمورا , وسار باتجاه باب المنزل ولكن وقبل أن يغادر إلتفت إلى الخلف وقال بصوت امتلأ سخرية " خطأ كبير أن تنسى إغلاق باب منزلك أيها الضابط من يدري قد يتسلل أحدهم إلى المنزل ويقوم بدس مخدر في كوب الماء خاصتك ؟ "
قالها وابتسامته الساخرة تتحول إلى قهقهة منخفضة وهو يغلق باب المنزل خلفه في هدوء
نهاية الفصل التاسع.

أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
Детектив / Триллер" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...