الجزء الثالث ( الفصل الثاني عشر )

431 55 61
                                    


المكان : ثانوية أكامي، المرحلة الثانية، الشعبة ب

اليوم : 2/7/2012

الوقت : التاسعة والنصف صباحا

" من يستطيع حل هذه المسألة السهلة ؟ "

أنهى المعلم ساتوشي عبارته بعدما أتم كتابة مسألة حسابية شغلت نصف مساحة اللوح الأبيض على الأقل، عقب ذلك نظر إلى تلاميذ الفصل وهو يبتسم، ابتسامة شبهها بعض الطلاب بأنها تماثل ابتسامة زعيم عصابة وقع منافسوه بين يديه بعد طول إنتظار أو شرطي أمسك بتاجر مخدرات يتابعه منذ زمن بالجرم المشهود ، خيم الصمت الثقيل على كامل القاعة فيما انشغل البعض بتأمل الأرضية وكأنهم إكتشفوا للتو بأن لدى كل واحد منهم أحذية وأقداما، أدار نظره بينهم وابتسامته تتسع أكثر، العرق البارد غمر الجباه وكل واحد منهم راح يدعو في نفسه الا يكون الشاة التي سيضحى بها، كمية الأدرينالين في العروق تكفي لإستخراجه وتوريده، القلوب راحت تدق وكأنها طبول حرب ضروس، الغالبية تتحاشى نظرات المعلم وهم يدركون بأن من سينظر إلى عينيه مباشرة سيكون تعيس الحظ.

" أنا أقدر "

ارتفع هذا الصوت مقرونا بيد صاحبه أو للدقة صاحبته، التفت الجميع إلى مصدر العبارة وعلى وجوههم تصارعت تعابير نشوة الخلاص مع فضول المعرفة.

هز ساتوشي رأسه في إعجاب قبل أن يقول " سانادا، أري هؤلاء الجهال كيف ينبغي أن يكون التلميذ "

" حاضر "

نهضت من مقعدها مصحوبة بتلك النسمة الدافئة من رياح الربيع والتي تسللت من النافذة المفتوحة لتتراقص خصلات شعرها ذات اللون الأزرق الداكن في كل اتجاه، برفق أزاحت بعض الشعيرات المتمردة عن جبينها وهي تتقدم بخطوات هادئة نحو اللوح المعلق، أمسكت بالقلم الأسود ذي الخط العريض وبخفة الفراشة وانسيابية الماء راحت تخط خطوات الحل بالتفصيل الممل حتى أنه لم يبقى شبر فارغ حينما انتهت.

وضعت القلم جانبا مستديرة إلى المعلم وابتسامته الفخورة قبل أن يضيف عليها جولة من التصفيق الهادئ استمر لأقل من دقيقة ليلتفت بعدها إلى البقية وهو يهتف ساخرا "أمل أنكم فهمتم شيء، على الرغم من أن أشك بذلك، سانادا يمكنك الرجوع إلى مكانك، ولا داع للقول بأن إجابتك أكثر من مثالية "

لاحت ابتسامة هادئة على وجه الفتاة وهي تعود إلى مقعدها في بساطة

" أنت تشبهين أختك كثيرا "

تحدث المعلم بلهجة كساها الإحترام والفخر لكن هذه الكلمات كان لها وقع مختلف تماما على الفتاة التي زالت بسمتها وتحولت نظراتها إلى الضيق الشديد ووجدت نفسها تهتف " لا تقارن بها من فضلك "

تنبهت بعدها إلى طريقة كلامها وعلو صوتها مع نظرات الجميع التي أصبحت متركزة عليها والدهشةالمصدومة المرتسمة على ملامح المعلم ساتوشي، إعتذرت سريعا وهي تعاود الجلوس فيما راحت الهمسات تتعالى، تنحنح المعلم قبل أن يعلن " يكفي فوضى والآن سنتابع "

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن