" تبا لقد تأخرت "
هتف بها تويا وهو يحث الخطى باتجاه منزله ومحاولا في نفس الوقت المحافظة على توازنه مع حمله الثقيل والذي كان مكونا من كيسين ورقيين ضخمين أوشكا على التمزق بدورهما, كانت يداه تؤلمانه ولكنه لم يتوقف أو يبطئ سرعته
" ياللحر "
نطق بها وهو عاجز عن مسح قطرات العرق التي ملأت جبينه وعيناه تجوبان الشوارع التي خلت من الماره , فالعطلة الصيفية قد بدأت ودرجة الحرارة لا تطاق
" بالتأكيد الحرارة فوق 35 درجة "
قالها وهو يقاوم جفاف حلقه الشديد , وأصبح أقصى ما يتنماه زجاجه من الماء البارد ,
" سيكون صيفا صعبا "
تمتم بها وهو يزيح البوابة المعدنيه القصيره , ويتقدم إلى داخل الحديقه بخطوات مترنحه , في النهاية وقف أمام باب المنزل ورفع صوته
"سيرافيم "
مضت لحظات دون إجابه فكرر النداء عدة مرات دون جدوى
" ربما عادت إلى منزلها "
وبصعوبة كبيره نجح في فتح الباب دون أن يستخدم يديه وخلال لحظات استقر الكيسان الضخمان على طاولة المطبخ
" هذا مؤلم , هذه أخر مرة أوافق على الذهاب للتسوق بمفردي مع قائمة بهذا الحجم "
غمغم في سخط وهو يسكب بعض الماء البارد على يديه محاولا تخفيف احمرارهما وتورهما , قاطع أفكاره رنين هاتف مباغت , أجفل لثانية قبل أن ينتبه إلى الهاتف المحمول المستقر بالقرب من الثلاجة , هذا هاتف سيرافيم لا يمكن أن يخطئه , واصل الهاتف رنينه المستفز فجفف يديه سريعا قبل أن يلتقط الهاتف
" بالتأكيد نسيت مكانه وبالطبع ستطلب من أن أعيده لها "
همس بها في نوع من الضيق والذي تحول إلى دهشة كبيرة حينما وصل صوت المتصل إلى أذنه والتي لم تكن سوى والدة سيرافيم , تبادلا التحيه قبل أن تسأله " تويا هل سيرافيم معك ؟ لقد تأخرت عن موعد الغداء "
" إذا هي لم تعد إلى المنزل "
قالها في نفسه وهو يجيب " أعتقد ذلك لحظة سوف أناديها "
وضع يده على السماعه وراح يناديها بصوت عال , لم يتلقى إجابه فغادر المطبخ في تبرم " ترى هل نامت بعدما غادرت ؟ "
كان يتأفف في غضب وهو يستدير باتجاه غرفة الجلوس و ...
سأعفيك من شرح ما حدث فكلنا نستطيع تخيله , النظرة البلهاء الغبيه قبل أن تتسع العينان في عدم تصديق ثم في ذعر , الإنهيار على الركبتين والهاتف ينزلق من يدك ويصطدم بالأرض , الكثير من الصراخ والدموع ,والنداء ومحاولة هز الجثه وكأن الخنجر المغروس للزينه , المزيد من اللطم والنواح , خلال دقيقتين أو أقل كان أهلها قد وصلوا إلى المكان وقد بلغهم صراخك عن طريق الهاتف , الأم تصاب بانهيار عصبي شديد وراحت تصرخ معك بلا انقطاع , أختها الكبرى فقدت الوعي واستقرت أرضا دون أن تجد من يساعدها , الأب أصابته صدمه قبل أن يمسك صدره بغتة في ألم ولهاثه يزداد , تنظر إليه وأنت ترجو أن لا يكون قد أصيب بأزمة قلبيه, ليس هذا وقته , الصرخات جذبت عددا من الجيران والماريين ,المزيد من الصرخات وفقدان الوعي باختصار كان موقفا لن ينساه من حضره .

أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
Mistério / Suspense" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...