الجزء الرابع ( الفصل العاشر )

290 35 34
                                    


اليوم : 5/7/2012

الوقت: الثالثة صباحا

المكان : مطار ناريتا الدولي, طوكيو

" ليتقدم التالي من فضلكم"

هتف بها موظف أمن المطارالمكلف بإنهاء إجراءات المسافرين القادمين على متن رحلة الخطوط الجوية الإيطالية، العشرات وقفوا في نظام لتجري أمورهم في يسر وسرعة، أعاد الرجل للمرأة العجوز الواقفة أمامه جواز سفرها وعلى وجهه ابتسامة مرحبة تعود على وضعها خلال سنوات عمله الطويلة، تناول وثيقة سفر القادم الزرقاء العائدة للواصل الجديد، خلال ثوان راح يجوب أوراقها قبل أن يتوقف عند إحداها ويتأمل الختم الرسمي ذي اللون الأرجواني، رفع بعدها رأسه في آلية لينظر إلى صاحبه، شعره الأشقر المصفف في عناية مع كمية لا بأس بها من إحدى المستحضرات المشهورة، العينان الخضراوان لا يمكن نسيانهما وسط وجهه القسيم الأبيض، شارب صغير ولكن كثيف كان الساكن الوحيد لملامحه، ضيق الموظف عينيه مع مرأى تعابير اللامبالة الواضحة عليه، بالإضافة إلى انشغاله بمضغ قطعة اللادن في استهتار بالغ

" لويجي بوتشينو ألافيس ؟ "

" هو أنا، أبدو وسيما كصورتي، أليس كذلك ؟ "

في لغة يابانية اختلطت بلكنته الإيطالية أجاب وهو لا يتوقف عن أصدار أصوات الفرقعة داخل فمه، تجاهل الرجل التعليق وهو يعيد النظر إلى الصورة المطابقة في الجواز

" أنت إيطالي، أليس كذلك ؟ "

" لا أعتقد أن اسمي يمكن أن يكون لصيني أو إفريقي أيها المحترم "

" وما هو سبب الزيارة ؟ "

" ياله من سؤال، لو قرأت خانة الوظيفة في الأوراق أمامك لعرفت أن أعمل كمصور محترف، بلادكم في فترة الصيف مليئة بالمهرجانات و الاحتفالات التقليدية، بالتأكيد سأحصل على مبلغ لا بأس به في مقابل بضع صور منها "

إجابة بدت لموظف الأمن مقنعة جدا، ليتنهد بعد ثوان وتعود الابتسامة إلى وجهه فيما ختم الموافقة يلامس الورق الأبيض السميك لتعود الأوراق إلى جيب صاحبها

" مرحبا بك في طوكيو، أتمنى أن تكون فترة إقامتك مميزة "

" بالتأكيد ستكون كذلك"

من جديد ابتسم لويجي ابتسامة لم ترق للرجل لكنه اكتفى بأن حمل حقيبته البيضاء الفخمة، حي الموظف في بساطة قبل أن يبتعد في هدوء، بسمته الواثقة ظلت لا تفارقه وهو يتجاوز صفوف المسافرين ولكنه لم يكد يخطو بضع خطوات خارج مبنى المطار حتى تغيرت تعابيره إلى الضجر وهو يتمتم

" ومن يهتم باحتفالات تقليدية سخيفة"

أنهى حديثه وهو يقف في دوره انتظارا لإحدى سيارات الأجرة، استغرق الأمر وقتا لا بأس به ولم يكد يلقي جسده على مقعد خاصته حتى قال في سخط خافت وهو يبصق قطعة اللادن في منديل صغير

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن