الجزء الثاني ( الفصل السابع )

503 85 99
                                    

الوقت : التاسعة صباحا 

المكان : مدرسة إيشيغو الثانوية

التاريخ : 2/7/2012

" هذه هي الحياة "

تمتم بها المعلم ساتو وهي يسترخي في مقعده أكثر ومن بين يديه تنبعث الأبخرة الساخنة من كوب الشاي الذي يحمله , ارتشف رشفة بسيطة ليتنهد بعدها وهو يغلق عينيه للحظات قبل أن يفتخهما متأملا المكاتب المجاورة الفارغة داخل حجرة المعلمين, حانت منه نظرة إلى مكتبه وكومة الأوراق المكدسة والتي انتهى منها للتو مما منحه مزيجا من الراحه لم يشعر به منذ زمن.

" لا طلابا مزعجين يتورطون في المشاكل ولا يقومون إلا بالشجار ولا طالبات حمقاوات يأتين للبكاء والتشكي بسبب أن المغني السخيف الذي يعشقن قد ضبط بعلاقة مع إحدى النساء "

قالها ليرتشف بعدها المزيد من الشاي وابتسامته تتسع أكثر وأكثر ليضيف " والأجمل من هذا كله أن الحمقاء يوكيجي قد أبلغتني بأنها لن تأتي لسبب طارئ , ألا فليبارك الرب السائق الأحمق الذي دهسها أو اللص الذي سرق حافظة نقودها أو أي شخص أو شيء كان السبب في عدم تواجدها اليوم "

نهض من مقعده وسار بخطوات هادئة إلى نافذة الحجرة المفتوحه , وضع كوبه على حافتها وهو يملأ صدره بالهواء قبل أن يزفر بعمق وهو يبتسم " كم أتمنى أن يستمر هذا الهدوء طويلا , من المؤسف أن العطلة لا تزيد عن شهرين بعدها سأضطر للعودة لتعليم أولائك الجهلة "

أغمض عينيه وهو يترك لنسائم الهواء مداعبة وجهه وخصيلات شعره الكحلي في لطف و....

" أيها الوغد أعد ما قلت "

انتزعه هذا الصراخ من عالم أحلامه إلى أرض الواقع في قسوة , استدار مسرعا باتجاه مصدر الصوت لتصطدم يده بكوب الشاي خاصته وتنثر محتوياته الساخنة في المكان وكان نصيب بنطاله منها ليس بالقليل, صرخ في ألم وهو يقفز حول نفسه للحظات قبل أن يتوقف وهو يعض على شفتيه ألما

" كما قلت لك أنت مجرد جرذ قذر "

عادت أصوات الصراخ تتعالى من الخارج , ظهر الغضب جليا على وجه وخلال لحظات كان قد قطع المسافة التي تفصله عن الباب ليندفع إلى الخارج كالإعصار وهو يتلفت حوله في انفعال حتى وقع بصره على أصحاب الصراخ

كانا طالبين اثنين وقد أمسك كل منهما بتلابيب الأخر في قوة , أسرع إليهما وهو يصيح " أيها الأحمقان , الشجار هنا ممنوع , فليخبرني كل منكما باسمه وصفه على الفور"

واصلا الشجار متجاهلين له مما أشعل نيران غضبه أكثر , تقدم منهما ووضع كفيه على كتفهما " ألا تسمعان ؟ "

فوجئ بهما يدفعانه بعيدا وبأحدهما يهتف " لا تدخل أيها العجوز "

في اللحظة التالية كان كلاهما ممدا على الأرض ممسكين برأسيهما في ألم في حين كان ساتو يتمتم في لهجة مرعبة " من هو العجوز أيها الوغدان ؟ , صبرا حتى يعرف المدير بما قمتما به "

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن