الجزء الثاني " الفصل الثاني "

600 100 147
                                    


وقف هناك ...

بجانب تلك الشجرة القديمة المقابلة لمنزل تويا وفي صمت راح ينتظر, كانت زاويته مثاليه إذ تمكنه من مراقبة باب المنزل بوضوح بل حتى باب المنزلين المجاورين , في حين كان من الصعب رؤيته من الجهة المقابلة  , مسترخيا وبلا أي علامة على التوتر, أسند ظهره إلى الشجرة فيما راحت عيناه تجوبان المكان بلا هدف , كان من يراه ليظن أنه مجرد متسكع بتلك النظرات العابثة المتبلدة وملابسه العاديه.

ولكن ولم يكد يلمح خروج تويا من المنزل حتى ألصق ظهره بجذع الشجره  وقد زالت تلك النظرة العابثة والمتبلدة من على وجهه لتحل أخرى امتلأت باللهفة والوحشيه حتى بدا وكأنه صياد أوشك على الظفر بفريسته بعد مطاردة مرهقة , وصل إلى أذنيه تشكي تويا عن القائمه التي ستأخذ وقتا طويلا ,ابتسامه وحشيه لا تقل عن نظراته ارتسمت على شفتيه وهو يتابع ابتعاده عن المنزل 

 لم يبادر بالتحرك بل ظل في مكانه لبضع دقائق , في النهاية أدخل يديه في جيبي ملابسه وهو يتلفت حوله قبل أن يعبر الطريق بخطوات هادئة, سار بمحاذات سور المنزل للحظات قبل أن ينحني وكأنه يعيد إصلاح رباط حذائه بينما في الواقع أنه كان يرتدي قفازين جلديين ذي لون أسود قاتم طبعا فعلها وهو ما يزال يختلس النظرإلى محيطه, فجأة انتصب واقفا وبقفزه سريعه عبر السور القصير, لم تكد قدماه تلمسان الأرض حتى هبط على ركبتيه.

ظل في تلك الوضعيه لدقيقه أو يزيد وهو يواصل تأمل المنزل وحينما لم يصل إلى أذنيه أي صوت تحرك, وبسرعه انطلق راكضا حانيا ظهره دائرا حول المنزل حتى وصل إلى الحديقة الخلفيه المطلة على غرفة الجلوس , تأمل النافذة الزجاجية متوسطة الحجم , أسرع إليها  كانت الستائر مغلقه ولكن الصمت المخيم على الحجرة أقنعه بخلوها , عبث في جيبه للحظات ليخرج شريطا لاصقا ألصقه على النافذه قرب موضع القفل قبل أن يتناول أقرب حجر منه ليوي به على الزجاج الذي تحطم بدون صوت .

مد يده - والتي حماها القفاز من أطراف الزجاج -  مزيحا القفل وسرعان ما كانت النافذة مفتوحة أمامه  لينزلق إلى الداخل في خطوات سريعه – محاذرا في نفس الوقت من أن يدوس على أي قطعة من الزجاج المحطم, راح يتأمل الحجره ذات الأثاث البسيط بأرائكها الخضراء وتلفازها الحديث وتلك المكتبة الصغيرة التي اتخذت من زاوية الحجرة مكانا لها , توقفت عيناه لثانية أو اثنتين أمام  الخزنة الصغيرة في زاوية الحجرة قبل أن يشيح بنظره بلا مبالاة ليتقدم باتجاه الباب ويلصق أذنه عليه في هذه المرة وصل إلى أذنه صوت مكنسة كهربائية , بالتأكيد تنهد في ارتياح فمع صوتها لن يصل صوت تحطم الزجاج لأحد.

 فتح الباب في حذر , سيرافيم كانت توليه ظهرها فلم تره , ابتسامته الوحشية اتسعت حتى ملأت وجهه كله  وبيد مرتجفة أخرج خنجره من جيبه وهو ينسل إلى الممر على أطراف أصابعه , في نفس اللحظة كانت سيرافيم تمسح جبينها وهي تهتف " علي أن أسرع أكثر, لم أتوقع أن المكان شديد الاتساخ إلى هذه الدرجة "

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن