الجزء الثالث ( الفصل الأول )

541 84 76
                                    


الوقت : 01:00 صباحا 

التاريخ : 3/7/2017

المكان : ؟؟؟؟

" تبا، كانت رحلة طويلة " 

تمتم بها ذلك الرجل وهو يصعد السلالم في صعوبة 

" واللعنة على هذا المصعد، ألم يجد وقتا أفضل ليتعلم فيه؟ "

من بين أصوات لهاثه المستمر هتف في سخط وهو يستند على الحائط للحظات محاولا إلتقاط أنفاسه،قبل أن يعاود المسيرة الكئيبة. في النهاية وحينما وطئت قدماه أرضية الطابق الأخير، أطلق تنهيدة طويلة حملت معاني الخلاص في ثناياها، توقفت عند الباب الخشبي المصقول في عناية ، خطفت عيناه نظرة إلى لوحة الأرقام المثبتة في عناية على زاوية الباب, عبث في جيبه بضع لحظات ليخرج منه مفتاحا صغيراً بينت الخدوش على أجزائه الفضية أنه لم يعامل برفق عمره, وسرعان ما كان يدور في القفل في هدوء.

مضت لحظات قبل أن يدفع الرجل الباب و يتقدم إلى الداخل بخطوات خافتة ويغلق الباب خلفه في حرص, كان يقف في ممر ضيق تراصت الأبواب الخشبية على جانبيه, ولا ينيره إلا مصباح علوي صغير أكسب ضوؤوه الشاحب الحق للظلال بالانتشار في المكان, خلع حذاءه في آلية وارتدى خفين أبيضين على عجل قبل أن يقشعر جسده وهو يعبر الممر محاولا ألا يصدر منه أي صوت باتجاه الباب الزجاجي الذي بدا في نهاية الرواق, تجاوز المدخل ليتأمل الحجرة الصغيرة التي انتهى إليها, كان من الواضح أنها حجرة للجلوس بأرائكها المنظمة وفرشها الذي غطى أكثر أجزائها, أصائص نباتات الزينة الموضوعة في كل ركن والستائر المنسدلة كانا دليلين إضافيين.

لم يبدو عليه أي اهتمام وهو يخطو في خطوات رشيقة تناقضت مع جسده السمين باتجاه مدخل الحجرة المجاورة والتي لم يكد يدلف إليها حتى أضيئت الأنوار مجبرة إياه على إغلاق عينيه والصوت الساخر يخترق أذنه دون رحمه " ياللإزعاج, أستطيع سماع صوت خطواتك منذ أن كنت تصعد السلالم يا أيها العملاق "

أجاب في تلقائية وهو يحاول فتح عينيه " ولكن كنت أسير بأهدأ ما أستطيع "

" خطواتك يا هذا قادرة على إيقاظ قبيلة من الصم بعد عمل يوم شاق من أعماق نومهم " أتته الإجابة الساخرة على الفور

كانت عيناه قد تعودتا على الإضاءة لهذا تنهد وهو يتأمل الواقف على المدخل بجانب زر الإنارة ويقول " لم أكن أرغب بإزعاجك يا سيدي ولكن يبدو بأن الحذاء الذي أرتديه هو السبب "

ازدادت الإبتسامة الساخرة اتساعا " لم أعرف أن للأخفاف مثل هذه الأصوات من قبل يا عزيزي هيكاري "

تنبه وقتها إلى ما يرتدي ولكن الرجل عاد يقول وكأن هذه النقطة لا تهمه " وللمرة الأخيرة لا تنادني بسيدي, هذه الطريقة تجلعني أشعر بأن ألعب دور الشرير في أحد الأفلام الرخيصة ذي الدرجة الثالثة " تحدث وقد زالت ابتسامته الساخرة.

اللعبة المميتة ( مسابقة MA )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن