الوقت : 03:30 مساء
اليوم : 2012/7/3
المكان : الحي الثامن، منطقة فوجيسكا
" بوجودك بقرب لا أهتم بالعالم ... "
راحت ميسوزو تدندن بكلمات تلك الأغنية الشهيرة التي طالما أحبتها بينما كانت منهمكة في إعداد الطعام، وفيما راحت خصلات شعرها الأسود الطويل تلاحق متأخرة حركات جسدها، بدا من الواضح أنها قد اندمجت مع ألفاظها وعباراتها بشكل كبير
" ما يزال يحتاج لبعض التوابل "
هتفت بها وهي تلعق شفتيها بعدما تذوقت كمية صغيرة مما تعده، لتلحق القول بالفعل، و تنشغل بعدها في تقليبه بهدوء
" عزيزي سيكون سعيدا اليوم، حساء الخضر مع الفطر- الذي أوشكت على إنهائه- هو المفضل لديه "
صمتت للحظات لتضيف بعدها " منذ أيام وهو يبدو مهموما، أتمنى أن يساعده هذا على التحسن ولو قليلا "
تمتمت بهذه الكلمات وهي ترتشف رشفة بسيطة ليظهر على وجهها ابتسامة طفولية وهي تقول " لذيذ للغاية، زوجي محظوظ بالطباخة الماهرة التي تزوجها "
أحكمت إغلاق قدر الطبخ قبل أن تتراجع خطوتين للوراء وهي تتأمل شعلة النار الهادئة تحته
" ساعة على الأكثر ويكون جاهزا, سيكون من الرائع أن لا يتأخر جين في العودة اليوم"
لم تكد تنهي عبارتها حتى إرتفع صوت رنين هاتفها ولم تكد تلمح اسم المتصل حتى ابتسمت " يبدو بأنه قد سمعني"
أجابت وابتسامتها تتسع " أهلا عزيزي، ما الأمر؟ هل تذكرت أن لديك زوجة جميلة تنتظرك ؟ "
وصل إلى أذنها صوت ضحكة قصيرة منه قبل أن يرد " من الواضح أنك في مزاج جيد اليوم "
برقت عيناها في لهفة كالأطفال وهي تهتف " بالمناسبة لن تحزر ما ... "
قاطعها متعجلا " معذرة، سأتأخر اليوم في العودة لذلك لا تنتظريني على العشاء، ، لدينا الكثير من العمل المستعجل لهذا أنا مضطر لإنهاء الإتصال, أراك لاحقا "
لم يعطها حتى فرصة للرد ليخترق أذنها النغمة الباردة لإنهاء المكالمة، ظلت في مكانها لثوان قبل أن تميل بجسدها على الحائط المجاور وقد شدت قبضتها- التي سقطت بجوار فخذها على هاتفها, مضت لحظات انسدلت خلالها خصلات شعرها على وجهها وكأنها تعطي عينيها خصوصية إحتاجتها, في رفق عضت على شفتها السفلية وهي تقاوم غصة شديدة في حلقها .
ظلت على هذه الحال لمدة قصيرة قبل أن تبتسم وهي تهتف" لا بأس هذا يعطيني فرصة لأنام مبكرا فهذه ليست المرة ..."
زالت ابتسمتها وعجزت عن الإكمال مع تلك البحة التي خنقت صوتها ممزوجة بالمرارة, إمتدت يدها لتستقر على صدرها ضاغطة عليه وقد أمالت رأسها للأسفل قليلا في النهاية تركت عينها المجال لدمعة ثائرة بالهروب من محبسها ملامسة وجنتها قبل أن ترتطم بعدها في الأرض.

أنت تقرأ
اللعبة المميتة ( مسابقة MA )
Bí ẩn / Giật gân" يقولون أنه يجب نسيان الماضي والتطلع دوما نحو المستقبل حسنا، ماذا إذا كان هذا الماضي هو الذي يدمر حاضرك ويحطم مستقبلك؟ " البداية كانت مجرد رسالة ولكن بطريقة غريبة الكل اعتقد بأنها مزحة ما عدا شخصا واحدا ليظهر هو معلنا شارة الإنطلاق للعبتنا البسي...